طلبة نيوز
ذبحتونا دعاس .... استعراض بلغة الدم
الدكتور زياد الرواضية
كثيرا ما استوقفني اسم الحملة التي يقودها السيد فاخر دعاس، إذ يشكل اطلاق لفظ عنفي شديد القسوة يتصل إلى حد بعيد بالقتل بالأسلحة البيضاء بعدا جديرا بالتمحيص والدراسة، وكثيرا ما أستغرب استخدام مثل هذا التعبير في الحياة المدنية الأردنية من قبل شخص يدعي حمله للواء جماعات الإحتجاج والضغط، فهل هي تسمية بريئة أم أنها تستهدف بناء ثقافة دموية في مجتمعنا الطلابي الذي يعاني أصلا من بعض مظاهر العنف الذي تكررت مشاهده في أكثر من محفل.
من ذبح من؟؟؟ ولم مصلحة من يوظف الشعار؟ وما الدافع لدى السيد دعاس من تصوير الجامعات على أنها مؤسسة جرمية؟ وما المعنى من استهداف أي قرار تتخذه أي مؤسسة أكاديمية رسمية واعتباره ردة وكفرا على نحو يستوجب الذبح واستباحة الدم؟
وعودة على قرار رفع الرسوم للبرنامج الموازي في الأردنية، فإن الجامعة الأردنية كانت وما زالت تعاني من تدني رسوم برامجها الأكاديمية العادية والموازية مقارنة مع الجامعات الرسمية والخاصة الأخرى على حد سواء، وهذا مرده إلى أن أغلب هذه البرامج في هذه الجامعة هي قديمة بقدم الجامعة الأم، وقد تم وضع أسعارها في غابر الزمان برسوم رمزية وكانت الزيادات التالية متواضعة لا ترقى إلى تكلفة العملية التعليمية التي تثقل كاهل هذه المؤسسة وتعيق سعيها نحو التحديث والتطوير والبناء.
وإذا ما اتفقنا على أن الجامعة الأردنية والتعليم فيها هو حق لكل أردني فإننا ذلك يكون على البرنامج العادي الذي يكفل للطلبة المتمزين الدخول إليها من خلال بوابة التنافس التي تديره لجنة القبول الموحد ومقرها وزارة التعليم العالي، وأما الدخول إلى الجامعة من خلال الموازي فإنه لا يجعل الجامعة ملزمة بتسعير برامجها بأقل من التكلفة لأن الطالب هو أصلا أمام خيارات أخرى للدراسة في جامعات أردنية أخرى وبالبرامج العادية فيها، ويمكن للطالب المسجل في أقسام الهندسة بالأردنية ضمن البرنامج الموازي أن يدخل برنامجا عاديا في الهندسة في جامعات أردنية كثيرة شمالا وجنوبا وله في ذلك الخيار دون أن يقع مظلوما لتعسف الجامعة الأردنية الذي تدعيه الجماعة التي ذبحتنا ببياناتها التي لا تنتهي.
ومرة أخرى، هل يمكن لمن ذبحونا أن يعطونا حلولا تساعدنا في معالجة تقادم البنية التحتية في الجامعة الأردنية التي تعود إلى خمسين سنة مضت، وهل يمكنهم أن يساعدونا في بناء كليات ومباني ومرافق جامعية مختلفة؟؟ بالتأكيد لا، لأنهم ببساطة أناس أستوقفت أيديهم الناعمة حبات المطر فأحالوها دماً بدم.