د.محمود الحبيس
في ضوء نتائج الثانوية العامة لعام 2019 فقد برزت ردة الفعل وتباينت الآراء والميدان المفتوح امام الجميع في فضاء طرح الأفكار والمناقشة والتحليل والانتقاد والنكتة والدعابة.. فماذا حصل؟
1 – شهدنا بالسنوات السابقة مسيرات واحتجاجات شعبية تطالب بالإصلاح.. وحرصا على أرواح المعتصمين فقد استخدمت المؤسسات الرسمية سياسة الامن العام.. ولن نغمض اعيننا عن ذلك.. هنا كان لابد من المحافظة على الامتحان الوطني.. لذا وجدنا إجراءات امنية مشددة امام القاعات الإمتحانية.. لفرض هيبة الدولة.. بمصداقيه الامتحان.. الم تتعرض القاعات لأغلاق ونقل من مكان لأخر..
2 – مطالبات سنوية لضرورة إعادة النظر بالامتحان الذي شكل رعبا وقلقا وبعبعا وهاجسا وفرض حالة طوارئ لأي اسرة لديها طالب يتقدم لامتحان الثانوية.. وطرحت الأفكار الكثيرة.. وكان منها ان إجراءات ضبط الامتحان كانت شديدة.. ولكن كان فيها مبالغة.. ان أي محاولة للغش وليس الغش قد اعطي رئيس القاعة صلاحية ضبط عقوبة تصل بحرمان الطلبة سنتان من تقديم الامتحان ...النتيجة وجود شباب يجلس بالبيوت لسنتين. أو الراسبين.. او المغادرة لدول أخرى ...ولا ننسى اعتصامات الأهالي امام رئاسة الوزراء ووزارة التربية ومجلس النواب. وفي النهاية تم معادلة شهادات مدارس تلك الثانوية. تذكروا تلك القصص...
3 – طبيعي ان تحيط مؤسسات القرار بجميع الملاحظات بألفة وبما يليق بوطننا.. ولعل من أصعب ما يكون إيجاد الية امتحانيه تناسب الجميع ...لكن الامتحان وطنيا.. بتجاوز السلبيات. ولعل أهمها الأسئلة.. فكم مرة يتحدث المعلمين عن أخطاء بالأسئلة..
4 – الية ومنهجية جديدة وضعت من سنتين في طريقة اختيار المواد والعلامة المعيارية لجميع المواد وكيفية احتساب المعدل...واتذكر قبل سنتين التقى مجلس التعليم العالي مع معالي وزير التربية (دولة الرئيس حاليا) وخرج علينا معالي وزير التربية في حينه الدكتور عمر الرزاز ومعالي الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وقدما توضيحا لفكرة العلامات وكيفية معاملة العلامات....
هذا العام: الذي قام به معالي الدكتور وليد المعاني هو إيجاد أجواء وبيئة امتحانيه مناسبة.. اسئلة من المادة وواضحة وبدون أخطاء. تجهيز القاعات. الوزير يقف على التفاصيل بشفافية والتعامل الإيجابي.. انخفاض في عدد المخالفات. على ماذا يؤشر؟؟.... اثناء الامتحان انطلقت اشاعات تسرب الامتحان.. وعندما ذهبت الوزارة الى وحدة الجرائم الإلكترونية تبين لها الخيط الأبيض من الأسود للناس.. توجيهي مختلف بعدد المواد واختيار المواد.. ومجموع المواد...وحساب المعدل بوزن العلامات.. وعرضت الوزارة ثقتها بنفسها ان أوضحت على شاشة التلفزيون إجراءات المراقبة والتصحيح.. وابعد من ذلك لأول مرة تحدد ثقتها بنفسها بتحديد يوم لإعلان النتائج. والتزمت بعدم التلاعب بنفسية الناس والطلبة.. هؤلاء هم ابناؤنا..
ان ارتفاع المعدلات طبيعي نتيجة الإجراءات المعلنة والسياسة الرشيقة بالمقابل ان نسبة النجاح حوالي 58% 
أرى الانتقادات هي تخوفات مشروعة لكن بدون التشكيك بخطوات وإجراءات الوزارة المعلنة للراي العام اذ تجاوزت الوزارة عقبات كثيرة في إطار تطوير الامتحان. اذ ان ما تحقق في نتائج الثانوية نجاحا لإجراءات الوزارة.
أخيرا: الوزارة وعدت واوفت بكل ما قامت به وخططت له لنراه تنفيذا على ارض الواقع. لا مجال للتشكيك في نتائج الثانوية العامة...الاهم إزالة هموم الثانوية قبل انعقادها المجتمعية..