TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رؤساء الجامعات. بين الإنجازات والقامات
02/07/2016 - 7:45pm

طلبة نيوز
د.ايمن ابو الرب
رؤساء الجامعات ... بين الإنجازات ... والقامات
كلما طرح موضوع اختيار رئيس جديد لجامعة ما، يعود لذاكرتي ما رأيته قبل أعوام في جامعة أوسترافا التقنية في التشيك أثناء مشاركتي في مؤتمر علمي، وما لفت انتباهي وقتها هو سيارة رئيس الجامعة الحديثة –نوعا ما-، حيث علمت بأن رئيس الجامعة قد حقق وعده بالحصول على منحة أوروبية بمئات الملايين لإنشاء قصر المؤتمرات في الجامعة لذلك كافأته الجامعة بتحديث سيارة الرئاسة!!!.
عندها قارنت "مجبرا" بين هذا المسؤول وبين بعض المسؤولين عندنا الذين يبدأون فترة عملهم بتبديل "طقم الحمام" مع باقي أثاث مكتبهم الجديد؟ وينهون فترة عملهم بقائمة طويلة من الأقارب والأصحاب المعينين "خارج التشكيلات الرسمية".
غريب ما يحدث عندما تطرح أسماء المرشحين لتولي أهم منصب إداري في أي جامعة، حيث يتسابق أنصار المرشحين و"مريدوهم" لذكر السيرة الذاتية "السابقة" للمرشح.
لـ"نفاجأ" بأن المرشح حاصل على شهادة الدكتوراه !... والماجستير! ... بل وحتى البكالوريوس!.
كما أنه يمتاز بأنه تنقل في عدة جامعات ... وتقلد عدة مناصب إدارية ... بل ودرس طلاباً !!!...
وغيرها من المؤهلات التي "ينفرد" بها هذا المرشح دون سواه.
ثم يجادلون في أحقية "مرشحهم" دون سواه بالكرسي الذي صمم أصلا له.
ثم يسارع هؤلاء "المريدون" ليخلعوا على "مرشحهم" الألقاب العظيمة مثل:
- "ابن الوطن" ... "القامة" ... "رجل المواقف"، ولولا قليل من الحياء لأطلقوا عليه ألقاب "سوبرمان" أو"جراند دايزر".
من يقرأ "مؤهلات الترشيح" هذه يتعجب من هذا "الانفراد الحصري" بمؤهلات لا تؤهل وحدها أي مرشح لتولي رئاسة جامعة.
فالمفترض أن جميع "الدكاترة" حاصلون على شهادة الدكتوراه ...
وجميعهم درسوا طلابهم ...
وكتبوا أبحاث الترقية ...
وأغلبهم تقلد مناصب إدارية ...
وسعيد الحظ منهم تنقل من جامعة لأخرى في إجازات تفرغ علمي حرم منها أساتذة القطاع الخاص...
وبما أنهم مواطنون ... فهم جميعا أبناء هذا الوطن...
أما "القامات" ... فلا أظن أننا نملك أدوات القياس المناسبة لقياس طول "قامات" المرشحين طالما أننا لا نعرف برامجهم.
من يقرأ هذه المؤهلات يعتقد أنه أمام موظف يستعد للتقاعد ويريد أن يختم حياته العملية بمنصب يؤمن له راتبا تقاعديا مريحا... أو ربما يفتح له طريقا إلى الوزارة.
ولكن مع كل هذه المؤهلات "السابقة والحصرية"، يبدو أننا نسينا، أو تناسينا، أن نسأل المرشح عن أبسط سؤال:
ماذا عن المستقبل؟.
هل نستطيع تذكر اسم مرشح واحد لرئاسة أي جامعة، طرح، قبل تعيينه، برنامجا واضحا يلتزم بتنفيذه خلال مدة رئاسته لنتمكن من تقييم أدائه عند انتهاء رئاسته؟
طبعا الإجابة... لا، لأن آخر ما يفكر به أغلب المرشحين هو مستقبل الجامعة خلال رئاسته. وهم غير ملومين في هذا، لأن شروط الترشح التي تضعها لجان اختيار رؤساء الجامعات تخلو من بند الخطة المستقبلية المقترحة للنهوض بالجامعة وحل مشكلاتها.
من الملفت للانتباه نتيجة استطلاع الرأي الذي نظمه "تجمع الأساتذة الجامعيين الأردنيين" على صفحته على الفيس بوك حول رأي أساتذة الجامعات فيما يثار عن ضرورة اختيار رئيس الجامعة من "أبناء الجامعة"، فقد رأي 68% من المشاركين في الاستطلاع أهمية برنامج العمل الذي يقدمه المترشح لرئاسة الجامعة بغض النظر عن مكان عمله السابق، بينما رأى 28.5% فقط من المستطلع آرائهم ضرورة أن يختار رئيس الجمعية من "أبناء الجامعة".
ولكن، هل يكون لرأى هذا القطاع الواسع من الأساتذة الجامعيين دور عند صانع القرار؟
كم نتمنى على وزير التعليم العالي أن يحدث ثورة حقيقية في تعيين رؤساء الجامعات والعمداء وحتى رؤساء الأقسام، بضرورة اشتراط أن يتضمن ملف الترشح برنامجا واضحا ومحددا وقابلا للتطبيق والتقييم، يطرح فيه المرشح ما يراه من مشكلات تواجه الجامعة ونقاط الضعف والقوة فيها، وكذلك رؤيته حول أفضل السبل الكفيلة بالنهوض بالجامعة وحل مشكلاتها.
عندها فقط نستطيع أن نقيم منجزات هذا الرئيس ... بعدد النقاط التي أنجزها من خطته وليس بعدد من عينهم أو ابتعثهم من أبناء منطقته.
أخيرا ... نحن لسنا بحاجة إلى "قامات" لرئاسة الجامعات، بل نحتاج إلى "إنجازات" تقيل جامعاتنا من عثرتها.
د. أيمن أبو الرب

ayman_abuerrub@yahoo.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)