TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رئيسه وزراء الدنمارك ...تغسل وتطبخ بنفسها !!
17/02/2014 - 12:15pm

طلبه نيوز
أُقحِمت رئيسة وزراء الدنمارك في دائرة الضوء الدولية بعدما التقطت بهاتفها الخلوي صورة بطريقة "سيلفي" (تصوير الشخص نفسه بنفسه) مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مراسم تأبين نيلسون مانديلا. وخلال غداء اشتمل على الروبيان والكاري، تحدثَتْ هيلي ثورنينج ـ شميدت عن الضجة التي أثارتها الصورة وسبب تفضيلها عدم مناقشة كونها امرأة في مجال السياسة.

كان الثلج يتساقط بثبات منذ أكثر من 24 ساعة، حتى غطى كوبنهاجن بسجادة بيضاء. وكان هناك عامل يقوم بتجريف الثلج خارج قصر كريستيانزبورج المبني على طراز نيو باروك، وهو مقر البرلمان الدنماركي ومكتب رئيس الوزراء في آن معا، والمعروف باسم بورجن، أي القلعة.

لا يوجد هنا مدخل على غرار 10 داونينج ستريت. مجرد مدخل مجهول المظهر ومصعد ضيق لأخذ الزوار إلى مكتب رئيسة الوزراء. في الداخل هدوء غريب، ولا يوجد سوى موظف تجده أحياناً يجر قدميه في الممرات الواسعة.

بعد ثلاثة أيام من زيارتي، وقعت الحكومة الدنماركية في أزمة. استقال واحد من الأحزاب الثلاثة في تحالف الأقلية وسط غضب شعبي بشأن استثمار بنك جولدمان ساكس ثمانية مليارات كرونة دنماركية (1.4 مليار دولار) في شركة الطاقة المملوكة للدولة، دونج إنيرجي. وستؤدي الاضطرابات إلى سابع تعديل وزاري لحكومة يسار الوسط التي تولت السلطة في أيلول (سبتمبر) 2011.

مع ذلك، في الوقت الحالي كل شيء هادئ. وقد تم اصطحابي إلي الداخل، مرورا بسكرتيرة، لأجدها واقفة عند مدخل مكتبها الكهفي. إنها هيلي ثورنينج ـ شميدت، رئيسة وزراء الدنمارك على مدى الـ 30 شهرا الماضية.

ثورنينج ـ شميدت، البالغة من العمر 47 عاماً، شخصية بارزة لعدة أسباب: إنها ديموقراطية اشتراكية نادرة في بحر من حكومات يمين الوسط في أوروبا، وبسبب ذلك إلى حد كبير يُنظر إليها بوصفها رئيس محتمل للمفوضية الأوروبية في بروكسل. أما دولياً، فقد ازداد الحديث عن حياتها الشخصية بشكل واسع منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013، عندما انتشرت بسرعة كبيرة صورتها وهي تلتقط بهاتفها الخلوي صورة بطريقة "سيلفي" وهي تتوسط باراك أوباما وديفيد كاميرون خلال تأبين نيلسون مانديلا.

وحين نجمع ذلك مع مزيد من مراجع ثقافة البوب، مثل التشابه القريب لنظام المسلسل التلفزيوني الدنماركي "بورجن" (الذي يبرز شخصية رئيسة وزراء امرأة)، وحقيقة أنها زوجة ابن الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، نيل كينوك، وأن لقبها هو "جوتشي هيلي"، يصبح السحر الدولي بثورنينج ـ شميدت شديداً.

روبيان وكاري

قررت رئيسة الوزراء أن علينا الذهاب إلى المقصف الداخلي للحصول على وجبة الغداء، ومن ثم نأخذ الصحون إلى مكتبها. نزلنا من الدرج الكبير، يتبعنا رجل أمن، ومررنا عبر ما يبدو أنه مخزن فيه لعبة طاولة تنس (تقول ثورنينج ـ شميدت "لا أحد يلعبها") ومعدات مطبخ مهملة. المقصف صغير واختيار الأطباق محدود، إلا أن الطعام يبدو شهياً.

كلانا استهل الوجبة بالروبيان، وبينما كنت آخذ لنفسي وجبة دافئة من الكاري والأرز، كانت رئيسة الوزراء تتحدث مع أحد الطهاة، كما أعتقد، عن نوع من السمك الطيب كانت قد أكلته. (علماً أن ثورنينج ـ شميدت تتحدث معي بلغة إنجليزية متقنة).

عدنا إلى الأعلى، وبدأنا تناول الطعام على طاولة اجتماعات كبيرة في مكتبها. تُعلن ثورنينج ـ شميدت بشكل مشجع "أنا جائعة حقاً". كلانا كان قد أباد الروبيان في ثوان، بينما كنا نتبادل حديثاً قصيرا عن الطقس. وتقول "في الواقع، عندما يبدأ تساقط الثلج هنا يصبح الأمر مضطرباً قليلاً"، وهي جملة جعلتني أفكر في وقت لاحق من الأسبوع، عندما احتدمت العاصفة السياسية في كوبنهاجن.

تخلع ثورنينج ـ شميدت سترتها الرمادية وتطوي أكمام قميصها الأرجواني. المعنى الضمني واضح: حان الآن وقت العمل. قبل الغداء كنتُ قد قررتُ أن أبدأ بنوع من الأسئلة على طريقة ثقافة البوب وتدريجياً نتطرق للأمور الجدية.

مغازلة أوباما

كيف فوجئَتْ برد الفعل حول "الصورة الشخصية عبر الهاتف الخلوي"؟ فقد تم اتهامها بأنها أتت بسلوك لا يليق من رئيس حكومة في حفل تأبين، وأنها كانت تغازل أوباما. قالت بعد أن أنهت لقمة كبيرة من الكاري "فوجئتُ تماماً. كان الناس يرقصون ويغنون حرفياً، وكان هناك جو جيد جداً. وجميع رؤساء الدول والحكومات، لم يحصلوا على مقاعد محددة، لذلك كان علينا ببساطة العثور على مقعد عندما وصلنا. لذلك كل شيء كان مُحرَراً ومريحاً، ومن ثم بدأ الناس التجمع في الزاوية التي كنتُ فيها، ليس بسببي، لكن بسبب الرجل الذي كنت أجلس بجانبه".

تضع في فمها لقمة أخرى وتقول "كان هناك كثير من الصور التي تم التقاطها، لكن من الممتع أكثر التقاط صور بطريقة "سيلفي" لأنها تجمع الناس معاً على نحو أكثر متعة ودائماً ما تبدو فيها سخيفاً جداً. لذلك أنا أحبها". ودافع بعضهم عن الصورة باعتبارها دلالة على أن السياسيين بإمكانهم التصرف باستهتار أيضاً، وهو شيء تحرص ثورنينج ـ شميدت، الجذابة في الصور، على تأكيده. تقول "أنا شخص جدّي، وأعمل بجد وألتقي أشخاصا على مستوى جدّي جداً، لكني أيضاً أحب أن أضحك".

لكن بعض الانتقادات كانت شريرة، عندما أشارت أندريا بيسر، من صحيفة "نيويورك بوست" إلى ثورنينج ـ شميدت بأنها "مومس دنماركية". فأجابت وهي تختار كلماتها بعناية "أعتقد أن ذلك يعكس طبيعتهم أكثر مما يعكس طبيعتنا. أنا فقط لا أحمل الأمر على محمل شخصي جداً ولا يؤثر في على الإطلاق".

لكن هل أظهرت ردة الفعل الصعوبات التي تواجه النساء في السياسة والمعايير المزدوجة لوسائل الإعلام؟ "هناك بالتأكيد اختلاف بين الرجال والنساء في السياسة وأنا على يقين أن بعض تلك الكتابات الانتقادية لم تكُن لتحدث لو كنت رجلاً. لكن ليس هناك شيء جديد بشأن ذلك. هذه هي طبيعة الوضع ولا أنوي قضاء وقت طويل في تحليل هذه الأمور".

نجومية مبكرة

اعتادت ثورنينج ـ شميدت التفوق على من حولها. كان والدها أستاذ رياضيات واقتصاد في كلية إدارة الأعمال، وكانت هيلي طالبة نجمة في مدرستها الثانوية في الضواحي خارج كوبنهاجن. وتابعت دراسة العلوم السياسة وعملت في بروكسل مع الحزب الديموقراطي الاشتراكي الدنماركي في البرلمان الأوروبي، ومن ثم أصبحت مستشارة دولية لاتحاد نقابات العمال الدنماركي قبل أن يتم انتخابها عضواً في البرلمان الأوروبي عام 1999.

ولكونها أول ديموقراطية اشتراكية في عائلتها من الناخبين المحافظين، أصبحت ثورنينج ـ شميدت أول رئيسة امرأة للحزب الديموقراطي الاشتراكي الموقر في الدنمارك في عام 2005 وأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء فيها عام 2011.

ومثل مارجريت تاتشر، كان عليها تحمّل كمية كبيرة من اهتمام وسائل الإعلام بحقائبها. وأعطاها فريدي بلاك، الذي كان رفيقاً وعضوا في البرلمان الأوروبي عن الحزب الديموقراطي الاشتراكي، لقب "جوتشي هيلي" بسبب إحدى حقائبها، وعلِق بها اللقب. وعندما سألتها كيف تشعر حيال ذلك، قالت ببساطة "إذا حصلت على لقب فهذا مضحك، فهو يثبت عليك، وهكذا هو الحال تماماً".

ووفقاً لكتاب للصحافي الدنماركي، جاكوب نيلسن، كانت ردة فعل ثورنينج الأولية على اللقب أكثر تطرفاً. ويروي أنها اقتحمت مكتب بلاك وقالت "لا تتجول وتدعوني بجوتشي، فقط لأني لا أتجول وأبدو مثل كيس مُقرف مثلك".

وأصبح السياسيان صديقين واليوم تقول عن الحادثة "ذلك يُظهر أني أُبقي الأمور على طبيعتها. لقد قلت ذلك لزميل وهذا يظهر أني من ضواحي جنوب كوبنهاجن".

وفي رحلة للقاء القوات الدنماركية في ليبيا قبل فترة وجيزة من توليها رئاسة الوزراء، تم تصوير ثورنينج ـ شميدت وهي ترتدي سترة تمويه مضادة للرصاص مع كعب عالٍ وحقيبة يد حمراء زاهية. وكتبت صحيفة "برلينسك"، وهي واحدة من أكثر الصحف جدّية في الدنمارك، في عنوانها للمقال الذي يغطي موضوع الرحلة "هيلي تأخذ مصمم حقائبها للحرب".

لحظة حرجة

بعد أن تحدثنا عن العدد الكبير من النساء في القطاع العام في البلدان الاسكندنافية وحقيقة وجود رئيسة وزراء ووزيرة مالية في آن معا في النرويج (حيث أعيش)، وضعت شوكتها مع طبقها الرئيسي الذي لم تأكل إلا نصفه فقط. وقررت العودة لسؤال واحد أخير عن صورة الـ "سيلفي". ولماذا أثارت الجدل في كل مكان باستثناء الدنمارك، حيث كانت ردة الفعل أكثر تحفظاً بكثير؟

نظرت إلي باهتمام "سأكون صريحة معك، لا أريد الخوض في هذا الحوار، أعتقد من العار إذا كنتَ تجري مقابلة مع سياسية أنثى أن يكون النصف الأول من المقابلة بالضرورة عن كوني أنثى في مجال السياسة، ذلك نوعاً ما يُلغي الهدف".

أنا سعيد بالالتزام، لكنها كانت لحظة حرجة ووجدت نفسي أفتقد ضوضاء المطعم في الخلفية. ثم تابعتُ بسرعة؛ أعتقد أنه نظراً لبرامج التقشف في أوروبا في الأعوام الأخيرة وعدم وجود عديد من الحكومات الزميلة من يسار الوسط، لم يكن هذا الوقت الأسهل لتكوني من الحزب الديموقراطي الاشتراكي.

تقول وهي توافق على ذلك "لا لم يكن سهلاً". وهناك سببان رئيسيان لذلك. الأول هو أن الأزمة المالية التي ضربت الدنمارك بشكل أصعب من جميع البلدان الاسكندنافية، تجعل موقف اليسار المتطرف "بأننا نكره كل أنواع اقتصاد السوق" أكثر ملاءمة، في حين أن الحزب الديموقراطي الاشتراكي يرفض إدانتها على هذا النحو الجذري. والآخر، أن "الطبقة العاملة العادية"، وهي القاعدة التقليلدية لحزبها منذ فترة طويلة، لم تعُد تولد ضمن الحزب الديموقراطي الاشتراكي.

وتضيف "لا يزال صحيحاً أن السوق هي سيد رديء لكنها خادم صالح، وهذا يعني أنه لا يزال علينا امتلاك اقتصاد سوق لكن علينا السيطرة عليه وتنظيمه لمصلحة الجميع. وذلك لا يزال هدفي، ولا يزال ما أشعر به تجاه الديموقراطية الاجتماعية".وتولت ثورنينج ـ شميدت رئاسة الوزراء عندما كانت الدنمارك تتعافى من آثار ما بعد الأزمة. فقد انهار عديد من المصارف الدنماركية، في حين كانت مستويات ديون الأسر من أعلى المعدلات في العالم. ومقابل تلك الخلفية دفعت الحكومة الجديدة بإصلاحات أزعجت ناخبي يسار الوسط بشدة، مثل التعاون مع المعارضة من يمين الوسط لتمرير حزمة ضريبية استفاد منها بعض من أكبر الذين يكسبون المال على حساب المعاشات وإعانات البطالة. وجنباً إلى جنب مع سلسلة من وعود الحملة التي لم تتحقق، دفعت التدابير الضريبية بالحزب الديموقراطي الاشتراكي إلى أدنى مستوى له في استطلاعات الرأي، على الأقل منذ عقد من الزمن.

متاعب الحكم

تقول "الوضع لم يكن سهلاً أبداً هنا، كان صعباً جداً، لكنه كان ضرورياً للغاية. وفي رأيي ينبغي دائماً أن يكون في قلب جدول أعمال الحزب الديمقراطي الاشتراكي القيام بكل ما في وسعنا لإيجاد اقتصاد متوازن. وهذا يعني إصلاحات".

تدفع صحنها بعيداً، وتتابع القول "إن حزب يمين الوسط سيرغب في استخدام الأزمة ذريعة لاستعادة دور الدولة الكبير في الدنمارك. وهي تشدد على أن ذلك ينبغي أن لا يحدث.

وتتابع "ماذا يمكن أن نفعل بعد ذلك؟ الشيء الوحيد الواضح هو أن نكون مجتهدين جداً في إصلاح الدولة. إذا كان الناس يدفعون ضرائب مرتفعة – الدنمارك لديها بعض أعلى معدلات ضريبة الدخل في العالم – سيتوقعون أفضل الخدمات الصحية في العالم".

ومع أن الإصلاحات لم تحظَ بشعبية كبيرة في أوساط حزب يمين الوسط في الدنمارك، إلا أنها كان يُنظر إليها بشكل أكثر إيجابية من خارج البلاد. حتى إن المطلعين في بروكسل تحدثوا عن ثورنينج ـ شميدت باعتبارها مرشحة محتملة من الحزب الديموقراطي الاشتراكي لرئاسة المفوضية الأوروبية.

لكن ثورنينج ـ شميدت لا تقبل بأي شيء من ذلك "أشعر أنني محظوظة جداً لكوني رئيسة وزراء هذه البلاد الرائعة. فلا يزال هناك كثير للقيام به، وإذا كنت أستطيع، فسأحاول مواصلة خدمة الدنماركيين رئيسة وزراء".

وكانت هناك مخاوف بشأن طول مدة حكومتها منذ تشكيلها، والآن الحكومة الائتلافية المكونة من ثلاثة أحزاب أصبحت أكثر هشاشة مع انسحاب أحد أطرافها. ولم يبق سوى الحزب الديموقراطي الاشتراكي والحزب الليبرالي الاشتراكي.

وسألت رئيسة الوزراء عن الواقعية التي يجب أن تصاحب حكومة أقلية (تسيطر الآن فقط ثُلث مقاعد البرلمان). "إذا كنت تريدي أن تحكمي، فعليك فعل ذلك بمشاركة أحزاب أخرى. وإذا كانت حكومتك تحالف أقلية، فعليك العثور على أغلبية من أجل سياستك.

ويمكن أن يكون الأمر صعباً جداً، لأنه يتطلب مناقشات طويلة. لكن، في نواح كثيرة، أليس من الجيد فعل الأشياء بطريقة واقعية والاستماع لوجهات نظر أخرى والعثور على الحل الأفضل"؟ إنه نهج اسكندنافي جداً. وذكرتُ أن هناك على ما يبدو سحراً أبدياً حول العالم للأنموذج الاجتماعي الاسكندنافي، فأجابت بمفردات ذات طابع شخصي لافت "إنه أنموذج ممتع جداً بالنسبة للشخص العادي، لأن ما أوجدناه هنا هو أن أي طفل يأتي من خلفية طلاق من جنوب كوبنهاجن، مثلي، يمكنه حقاً، بدون أي مال من البيت أو أي شيء، الحصول على شهادة جامعية، والذهاب لمدارس جيدة، ويصبح رئيساً للوزراء".

لا شغالات ولا مربية

وتابعت "أعتقد أني رئيس الوزراء، ربما الوحيد في العالم، الذي يعيش حياة طبيعية جداً. فأنا أغسل ملابسي الخاصة وملابس أطفالي".

لقد عرضت أن تصب لي القهوة. وعندما طلبتُ الشاي بدلاً من ذلك، قدمت لي مجموعة خيارات كانت أفضل ما رأيته في المنطقة على الإطلاق (للأسف الشاي هو مرادف لإيرل جراي في البلدان الاسكندنافية).

إن ترتيب الشاي على الطريقة البريطانية هذا يجعلني أفكر في حماها. هل قدم لها اللورد كينوك كثيرا من المشورة السياسية؟ "نعم، لقد قدم لي المشورة لكن الأمر الأكبر الذي آخذه منه ومن حماتي الرائعة – البارونة كينوك، وهي عضو سابق في البرلمان الأوروبي –أنهما دائماً يبقيان الأمور على طبيعتها. ولا يشعران بالتوتر الشديد إزاء الأشياء. وهما يدعمان بعضهما بعضا".

وقابلت ثورنينج ـ شميدت زوجها، ستيفن كينوك، عندما كانا طالبين في كلية أوروبا في بلجيكا وتزوجا عام 1996. ويعمل زوجها في لندن خلال أيام الأسبوع وهي تعتني بابنتيهما المراهقتين وحدها من يوم الإثنين حتى الجمعة (فليس لديهما مربية). "أقدر حقاً حقيقة أنني بحاجة للتركيز على الحياة اليومية التي هي في أشكال عديدة جداً تماماً مثل حياة أي شخص آخر. فأنا أتحدث إلى أولياء الأمور في مدرسة أطفالي، وأذهب إلى اجتماعات أولياء الأمور، وأذهب إلى لمتجر لشراء احتياجاتي، وأطبخ، وأتحدث مع جيراني". (وفي توضيح لمزيد من كونها تعيش حياة طبيعية، تم تصويرها في ذلك المساء وهي تجرف الثلج عن الرصيف الموجود خارج منزلها). ويسعى زوجها ليكون مرشح حزب العمال في أبيرافون، وهي دائرة انتخابات ويلزية معروفة بالصناعات الثقيلة، مثل مصنع بورت تالبوت للصلب. فهل تقدم له المشورة؟ "نحن نتحدث عن كل شيء.

أنا مفتونة بذلك. وأعتقد أن حقيقة أني أعرف السياسة وهو يعرف السياسة تجعل محادثاتنا حول هذه الأمور أسهل بكثير". المقابلة التي مدتها ساعة أوشكت على الانتهاء. وعندما انتهينا، ذكرَتْ بشكل مرح طعامها غير المأكول.

"لقد أكلنا بسرعة كبيرة جداً. لم أستطع التحدث وتناول الطعام في الوقت نفسه بحيث لم أتمكن من تناول خضراواتي، ومن الواضح الآن أنه خطؤك. لكن تناولتُ بعض الشكولاتة، التي كما أرى لا يوجد لديك منها". ثم عملت على إصلاح الأمر وحصلت على بعض الشكولاتة. وأثناء سيرنا نحو الباب، أستدركتُ أن ثمة أمرا لا بد منه: أن نأخذ صورة شخصية معاً. قالت "نعم، بالطبع. بالنسبة لي هذا أمر مهم".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)