TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رئيس جامعة البلقاء القادم وحسبة برما!
04/05/2016 - 3:15am

طلبة نيوز- د.مفضي المومني.

أما وقد أصبح تعيين وإنهاء خدمات رؤساء الجامعات الأردنية الشغل الشاغل للأوساط الأكاديمية والسياسية والشعبية، وأصبحت القضية التي تطفو على السطح في كل قضايا التعليم العالي وشجونه، وكان آخرها ملحمة رئاسة الجامعة الأردنية، والآن وبعد أن تقدم رئيس جامعة البلقاء التطبيقية لمجلس التعليم العالي بطلب عدم التجديد فقد تم اختصار نصف الطريق إلى رئاسة جامعة البلقاء التطبيقية، وكما كان هنالك خصوصية لأم الجامعات فجامعة البلقاء لها خصوصيتها أيضا، واهم خصوصياتها أنها تختلف عن جميع الجامعات الأردنية من حيث انتشار كلياتها من شمال الأردن إلى جنوبه، وكذلك احتضانها للتعليم التقني إضافة للتعليم الجامعي، ولا ننسى أنها الآن من اكبر الجامعات الأردنية بعدد الطلبة، ولا ننسى أنها الجامعة التي مركزها مدينة السلط مسقط رأس رئيس الوزراء!، وحيث أن خدمات الرئيس الحالي تنتهي بتاريخ 12/6 /2016 فقد أصبحت قضية الرئيس المنتظر تخضع لمتتاليات حسابية فرضتها التعيينات السابقة لرؤساء الجامعات وما صاحب كل منها من تداعيات باتت معروفة للجميع، وهذا يدخلنا في حسبة برما، ولمن لا يعرف فهي مقولة يتداولها المصريين نسبة لقرية برما في محافظة طنطا حيث كان هناك امرأة فلاحة من سكان (قرية برما)، قامت كعادتها الأسبوعية بوضع بيض الدواجن في (سبت) وخرجت به من منزلها وهي تحمله على رأسها، وهي في طريقها إلى السوق من أجل بيعه، اصطدمت بها دراجة يستقلها أحد الصبية، فسقط الـ(سبت) من على رأسها، فكُسر البيض بأكمله فصرخت المرأة وظلت تبكي، لضياع رزقها الذي تنتظره من أسبوع لأسبوع، فتجمع المارة حولها، وتكاتف الجميع من أجل تعويضها وسألوها عن عدد البيض الذي كان يتواجد في الـ(سبت)، فقالت لهم :"إذا أحصيتم البيض بالثلاثة تتبقي بيضة، وإذا أحصيتموه بالأربعة تتبقي بيضة، وإذا أحصيتموه بالخمسة تتبقي بيضة، وإذا أحصيتموه بالستة تتبقي بيضة، وإذا أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقى شيئاً" فأصبحت هذه الحِسبة الشغل الشاغل للقرية، وتنافس الجميع لمعرفة عدد البيض الذي كان يتواجد في الـ(سبت)، وظل الأمر يُتداول ويُتداول حتى عم أرجاء طنطا ومنه إلى محافظة الغربية ومنه إلى مصر، ومن هنا أصبحت هذه المقولة من تُراث الشعب المصري، وتُقال عندما يتعثر شخص ما في حل مسألة مُعينة، ويُقال أنهم توصلوا إلى عدد البيض الذي كان يتواجد في الـ(سبت) والذي بلغ (301) بيضة، بعد إصرار أساتذة الرياضيات على حلها في شكل (متتابعة حسابية) والآن حسبة برما هي الشغل الشاغل لأبناء البلقاء المحافظة والجامعة على امتداد الوطن ولدى الجهات الشعبية والسياسية والأكاديمية حيث يتم تداول سيناريوهات عديدة سأعرض بعضا منها وكلها تدخلنا في حسبة برما كما أسلفت:
1- المزاج العام لدى أبناء جامعة البلقاء أن يكون الرئيس القادم من أبناء الجامعة، التي لم يرئسها منذ نشأتها أي من أبنائها وكان مقبول ذلك سابقا في طور الإنشاء، أما بعد ما يقارب 19 عاما من عمر الجامعة فقد نضجت الجامعة وأصبح فيها رتب أكاديمية وخبرات متراكمة تبرر مطلب أبناء الجامعة، ولان تجربة أبناء الجامعة مع الرؤساء السابقين للجامعة منذ إنشائها انتابه الكثير من الآراء والملاحظات بعضها ايجابي وبعضها سلبي ولا اشكك بجهود أي منهم لكن في الإدارة يوجد الخطأ والصواب.
2- في ظل ما حصل سابقا في تعيين رئيس الأردنية فان احد السيناريوهات أن رئيس الوزراء لن يترك منصبه إلا وقد اطمئن إلى تعيين رئيس من المرضي عنهم لديه والمطروح رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي.
3- اللجوء إلى آلية الاختيار التي تمت سابقا، تشكيل لجنة وطرح أسماء ومقابلات وهنا من المؤكد أن الرقم الصعب الذي برز في كل السيناريوهات السابقة وتصدر القوائم لا بل كان أولا في أهم جامعات الوطن التكنولوجيا والأردنية وهو رئيس صندوق دعم البحث العلمي، سيكون المرشح الأول، وهنا سيواجهه مجلس التعليم العالي ووزير التعليم العالي ومعهم رئيس الحكومة حرجا في تجاوزه لان عملية تشكيل اللجان ونسيباتها وارتهان قرار مجلس التعليم العالي لتوافقات رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي والجهات الأخرى التي تتدخل بالعادة ستعمل على تعرية المجلس وإسقاط ورقة التوت عن كل عملية الاختيار وعن استقلالية قرارات مجلس التعليم العالي ومجالس الأمناء.
4- السيناريو الرابع للخروج من مما سبق إلغاء أسلوب الاختيار الحالي والاعتراف بان كل ما تم لتاريخه من تعيينات لرؤساء الجامعات لم يعتمد أي منها قرارات وتنسيبات مجلس التعليم العالي ولجان الاختيار ومجالس الأمناء، بل كان قرار تعيين الرئيس يأتي من فوق وفوق تعني جهات مختلفة منها رئيس الوزراء، وكان مجلس التعليم العالي يصوت على الاسم المتوافق عليه من هذه الجهات، وهنا سيتم التعيين كما كان سابقا وبشكل مباشر من أولي الأمر دون الرجوع لأحد ولتنفيذ هذا الخيار مطلوب تغيير أو تطويع القوانين والأنظمة ، وقد يفعلها رئيس الوزراء الحالي والتجربة تشير إلى انه مراوغ من الدرجة الأولى، وهنا سيكون الرئيس القادم بالضرورة من جماعته كما يقولون.
5- السيناريو الخامس اللجوء إلى الخيار الحالي لجان الاختيار مع تغيير الشروط والنقاط وإسقاطها باتجاه شخصية أكاديمية بعينها، وتحييد شخصيات أكاديمية متوقع أن تنافس.
6- السيناريو السادس نزاهة وشفافية ولجان اختيار حسب الأصول، تصل إلى الثلاثي الذهبي ويتم تعيين الثالث كالعادة، أو الأول كسابقة! طبعا هذا السيناريو يغيب عن كل المناقشات لان التجربة علمت الناس أن الإجراءات والتنظيمات ديكور وضع كي يخترق.
7- السيناريو قبل الأخير أسلوب أو طريقة اختيار باللجان أو بدونها وتعيين شخصية أكاديمية تخدم المناطقية، سيما وان هنالك منطقة لها حضورها لا يوجد منها أي رئيس جامعة.
8- السيناريو الأخير أسلوب أو طريقة بلجان أو من غير لجان ويتم اختيار شخصية أكاديمية من غير كل الشخصيات المطروحة والمتداولة من أبناء الجامعة أو من الجامعات الأخرى.
هذه السيناريوهات التي تقودنا إلى حسبة برما والمطلوب انشغالكم جميعا سياسيين أو أكاديميين أو جهات شعبية إلى حين صدور قرار تعيين الرئيس الجديد لجامعة البلقاء التطبيقية، أما صفات ومن هو الرئيس الذي نريد فهذا ما سأطرحه في مقال قادم....حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)