TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
رئيس جامعه العلوم والتكنولوجيا يكتب( اتقوا الله فجامعاتنا ما زالت بخير)
09/07/2014 - 5:15am

طلبة نيوز-أ.د. عبدالله ابراهيم الملكاوي

نعيش هذه الأيام غمرة هجمات تقسوا أقلام
كتابها - في بعض الأحيان - على مؤسساتنا التعليمية الوطنية تتضمن نكهة قهرية وروحاً توظيفية مشحونة تذكي جوانب الاحتقان الاجتماعي وتجسد سبل الاحتباس النفسي وتفجر ينابيع الكراهية التي قد تؤثر على نسيج أخوتنا ومناعة وحدتنا الوطنية الفريدة التي نفاخر بها الدنيا، وقد يجد المراقب لمشاهد التراشق الإعلامي هذه أن بعض المقالات تحمل في طياتها عنوانات تعافها النفس وتملها الجوارح، يتبع بعض أصحابها منهج البلف وسلوك التعامي عن مستويات النهضة العلمية الواضحة والنقلة الأكاديمية البارزة للتعليم العالي بالأردن الذي يستحق منا جميعاً التقدير والثناء، وأحيانا تنشغل بعض هذه الكتابات بالترصد الجائر والتعرض الظالم لهذه المؤسسات، ونجدها بعيدة كل البعد عن الواقع الملامس للحقيقة، فحقائق الأمور لا تؤخذ بالاستناد إلى الظن والتنجيم والإشاعات عبر الإعلام والصحافة على الرغم من تقديرنا وإجلالنا للسلطة الرابعة (الصحافة)، فهي تنقل الحقائق من خلال رموزها الوطنية وأقلام رجالاتها الإعلامية الفذة ممن نعتز بصدقيتهم ونعتز بأمانتهم، وهنا لا بد من الإشارة إلى مسألة تتعلق بفوضى الكتابة من غير أهلها- (وبهذا فإننا لا ننكر حرية الرأي والتعبير على أحد طالما كان يعكس النزاهة والمصداقية)- ولكن أن لا نسيئ إلى مؤسساتنا التعليمية التي باتت تشكل رافعة حقيقية لاقتصادنا الوطني وقبلة الكثير من الطلبة العرب والأجانب وعليه فيجب أن نتحرى الدقة في التصريح عن المعلومات وأن نوصلها الى من يمكنه استثمارها لمصلحة الجامعة والوطن ودون التسبب بالإساءة وتشويه الصورة والذي لا يخدم أحدا، إننا إذ نقول ذلك لا ندعو لإخفاء المعلومة أو التعتيم عليها أو الممالأة في إظهارها ولكن يجب أن تحضرهم حكمة الإمام علي رضي الله عنه « ليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال قد حضر أهله وليس كل ما حضر أهله حان وقته « فالحكمة تقتضي طرح الحقائق لمن يستثمرها وبالوقت المناسب.
نصيحتنا لهؤلاء أن يكون الوطن مقدم عندهم على الذات والأنا وأن تكون النصيحة المخلصة القصد وليس التشهير والتجريح من دوافع وخلفيات قد لا تكون سليمة ورشيدة. فتعليمنا العالي ياسادة بصحة وعافية ليس بشهادتي فحسب بل بشهادة الجميع من ذوي الاختصاص وأهل الخبرة، فلما نصر على بث المعلومة دون الوقوف على صدقيتها، فذاك كله مما لا ينسجم وروح مسار الإصلاح الوطني وأدبياته، ويحضرني المستوى الرفيع الذي وصلت إليه جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية–التي لي شرف إدارتها والانتساب إليها- كواحدة من المؤسسات الوطنية فهي منارة علم ودوحة إبداع ومفخرة وطن ومكتسب أمة لما حققته من نجاح ونهضة وارتقاء تدعونا إلى رفع رؤوسنا، فهي باستحقاق جوهرة الجامعات كما أطلق عليها المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، وعزز ذلك ما أطلقه عليها جلالة عبدالله الثاني ابن الحسين من أنها باتت أفضل مركز علمي في الأردن أثناء زيارته للجامعة.
واستطاعت الوقوف بثبات وبقيت شامخة واثقة الخطى في نهج التطوير والتنوير الذي تتبناه إدارتها بكل اتزان وحكمة وضمير وثبات على المبدأ، فهي تعمل بكل طاقتها وطواقمها بصمت وإخلاص وولاء وانتماء وكأنها خلية نحل ناشطة للوصول إلى الأهداف المنشودة التي نادى بها قائد هذا الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ، مما مكنها من المحافظة على مكتسباتها الأكاديمية وتطوير مستوياتها الوظيفية والإدارية، حيث تتبنى الجامعة سياسة الترشيد والاستثمارالأمثل للموارد وضبط النزف لمقدراتها والبحث عن المصادر البديلة التي تساعد في تخفيف الأعباء التي قد تعيق مسيرتها، دون المساس بالمستوى العلمي المتقدم والحقوق الوظيفية المكتسبة. وهذا ما تثبته مسيرة الجامعة بالتوثيق والوثائق.
وتجدر الإشارة هنا إلى المكانة العلمية المنافسة التي وصلت إليها هذه الجامعة المتميزة في كثير من المجالات ، والمتفتحة أزهارها بتفوق أبنائها الطلبة وزهو بساتين علمها بإبداعاتهم على حد سواء من أبناء هذا الوطن ومن الذين جعلوها قبلتهم من شتى دول العالم، فهي تحتضن ما يربو على (5000) طالب وطالبة من دول شقيقة وصديقة الأمر الذي أدى إلى الانفتاح الحضاري والتثاقف الإنساني والتفاعل الفكري الخلاق بين طلبة الجامعة، هؤلاءالطلبة الذين باتوا يشكلون سفراء علم وأصبحوا رسل إبداع في دول عديدة من هذا العالم، يعتزون بالمستوى الرفيع لجامعتهم التي تخرجوا منها ويفاخرون الدنيا بتميز أساتذتهم الذين نهلوا من معين علمهم الثري أنقى ضروب العلوم وأروع صنوف المعارف وتعلموا منهجية البحث وصياغة التجارب في أروقة مختبراتها المجهزة بكل الوسائل العلمية الحديثة، ونالوا فيها كل الرعاية التي أذكت فيهم قيم التسامح ومعنى المسؤولية، وهم ينشدون أنغام لحن الجامعة الخالد (هذه جامعتي فخر الوطن)، ليجتمع هذا كله لتحقيق مفهوم اللاعنف قولاً وعملاً، إصراراً من الجامعة للوصول إلى أفضل معايير الجودة المتكاملة التي تحقق لها مكانة علمية رائدة.
لقد دفع نجاح الجامعة دولاً مرموقة لإبرام اتفاقيات تعاون علمية توأمية معها، بالإضافة إلى تحفيزمراكز بحثية عالمية لتوفر الدعم اللازم بكل أشكاله للمشاريع البحثية الفاعلة التي يقدمها أساتذة الجامعة. إذ تولي الجامعة الدور الأكبر لدعم الجهود البحثية التطبيقية المنافسة لأساتذتها، فقد حصد العديد منهم الجوائز العالمية والإقليمية والوطنية وفازت العديد من مشاريعهم هذه في محافل ومؤسسات متخصصة منافسة، حيث حرصت ادارة الجامعة على تكريم هؤلاء المبدعين وتحفيزهم وتوفير كل ما هو ممكن لهم، كل ذلك كان من منطلق إيمانها الراسخ بتجسيد رسالة العلم والعلماء ويقينها المستمر بتحقيق مرتبة متقدمة في السمو والإرتقاء، كما أنها تشجع أساتذتها على المشاركة في المؤتمرات العلمية الوطنية والعالمية من خلال توفير الدعم الكامل الذي يمكنهم من المشاركة الفاعلة بكل سهولة ويسر، إضافة إلى حرصها على عقد الورش العلمية والمؤتمرات واستضافة العلماء المتميزين من كل مكان. ولا يغيب عن أذهاننا المنهج التكاملي الذي تتبناه هذه الجامعة، فهي جامعة أكاديمية وانتاجية ناجحة أيضاً تحرص على استغلال مكوناتها الأخرى، تعنى باستغلال مساحات أراضيها بمثالية عالية وتستغل أقصى مواردها بانتاجية كبيرة، بالإضافة إلى عمق وعي منتسبيها وانفتاح عقليتهم الفذة المستمدة من والمنسجمة مع توجيهات ورؤى القائد الثاقبة السامية وعزيمته النادرة، كل ذلك أدى إلى تعزيز رصيد الجامعة وقدرتها الاستثمارية المنافسة لتصبح مؤسسة وطنية آمنة مطمئنة يشار إليها بالبنان وباتت محط إعجاب القيادة والشعب والعالم في مثل هذه الظروف الدقيقة. ألا يستحق كل هذا وذاك إلى تقدير هذه الجامعة واحترام منجزاتها وذلك من منطلق حرية التعبير وإبداء الرأي أيضاً، وأن نرد الأشياء إلى أهلها بكل أمانة وإخلاص.
فلنتق الله في هذا الوطن وفي أبناء هذا الوطن وفي مؤسسات هذا الوطن وفي جامعات هذا الوطن وفي علماء هذا الوطن وقادة مؤسساته المخلصين. وعلينا هنا أن نخلص العقول والنفوس والأفئدة وفاء منا لوطننا وقيادته الملهمة.
وأن نرضى بما كسبت أيدينا، لأن هناك من هم أقدر منا أو مثلنا ولم يأخذوا ربع ما أخذ بعضنا لكنهم يرضون بقسمتهم ولا ينازعون أحداً على غنيمة شئ، فجامعاتنا والحمد لله تطفح بأصحاب العقول النيرة ينتمون لوطنهم ولمؤسساتهم الحاضنة لهم ويعملون بصمت وهم يحافظون على مكتسبات مؤسساتهم وينهجون طرق الإصلاح بعيداً عن تسليط الأضواء ، ديدنهم استعادة وهج التعليم في مؤسساتهم ويؤكدون على رونقه المقدس بعيداً عن الذاتية وحب الظهور.
 
 

 

التعليقات

jordanian (.) الاربعاء, 07/09/2014 - 07:24

كلام جميل و بعيد جدا عن الواقع.

دكتور عجلوني (.) الاربعاء, 07/09/2014 - 12:39

أبدعت أستاذ دكتور عبد الله وجزاك الله خيرا، أملنا كبير بان يتقي الله من يهاجم مؤسساتنا التعليمية وقادتها من ان يكتب ما يخدم ويدعم هذه المؤسسات والقائمين على إدارتها من أمثالكم أو يصمت، أو إن كان هناك ما يشوب هذه المؤسسات التعليمية فرجائنا من الصحافة ان تتحرى الدقة والمصداقية ولا تقوم بالتشهير بقيادات هذه المؤسسات والصروح العلمية فقط من أجل الأساءة للأخرين والتشهير بهم، فاليقوا الله فيما يكتبون .

من الأردنية (.) الاربعاء, 07/09/2014 - 12:46

والله اشهد شهادة حق انو التكنولوجيا جامعة متميزة بكا ما تحمل الكلمة من معنى, ونتمنى على رئيسها الاستثمار في طاقات الشباب اكثر, مع الاحترام للدكتور عبداللة ملكاوي

دكتور جامعي (.) الاربعاء, 07/09/2014 - 14:07

باختصار اقوی ان جامعاتنا ليس بخير. و فعليا تحتضر .
مخرجات وزارة التربية و التعليم افرزت طلاب لا يمتلكون ادنی مهارات
المعرفة و ضعف عام في اللغة الانجليزية و العربية بالاضافة الی عدم القدرة علی التفكير في المسائل الرياضية و الفيزيائية.
و مخرجات الجامعات ما هي الا دفش او واسطة

د. موسى الصمادي... (.) الاربعاء, 07/09/2014 - 14:08

سلمت يمينك عطوفة د. عبدالله ملكاوي / رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنيه التي خطت هذه الكلمات بماء من ذهب لتبين ان للعلم والعلماء من يدافع عنهم وان في الوطن الكثيرين من ابناءه المخلصين والذين يعملون بصمت بامانة واخلاص ليعملوا على رفعته واعلاء شأنه. وجامعات الوطن هي جزء منه يصيبها ما يصيبه وظلم كبير ان يبقى البعض يتجنى عليها وعلى التعليم العالي فيها. فبحق جامعاتنا مفخرة يشهد لها القاصي والداني وثمارها يانعة تؤتي أؤكلها كل حين بأذن ربها. وخريجوها حيث ما حطوا الرحال مرحب بهم لانهم مثال للتفوق والابداع وعنوان للفوز والنجاح. اما الذين يستمرؤن جلد الذات فليتقوا الله في هذا الوطن وفي مناراته العلميه التي تتقد بعرق وجهد المخلصين من أبناءه لتشع بوهج من نور يصل مداه الى كل انحاء المعموره.

حسين بني عواد ج... (.) الخميس, 07/10/2014 - 14:48

نم قريق العين يادكتور ملكاوي فهذا هو شان الحساد عندما يرون الرجل المناسب في المكان المناسب والنجاح تلو النجاح فها هي التكنولوجيا الشامخة تسمو كما اليرموك ايضا فهي موسسات علمية شامخة نباهي بها الدنيا فلماذا الطعن بها ؟ اتقوا اللة في هذا الوطن وموسساته وقدموا له ما قدم لكم وكونوا عقلا

اكاديميا (.) الجمعة, 07/11/2014 - 00:57

كلام ؟؟؟ نحن في القرن الواحد وعشرين ومصطلحات الشفافية والنزاهة والحاكمية والعدالة والرقابة الشعبية على أعمال الإدارة ، وحرية الرأي والتعبير، والصحافة كسلطة رابعة ليست حبرا على ورق.
ليس من المقبول أن يطلب أي مسؤول كيل المديح له في الوقت الذي يطالب بتكميم أفواه من يلفتون النظر إلى مواطن الضعف والتقصير والفشل. إن الحق في حرية الرأي والتعبير يحمي الآراء التي لا يرغب المسؤولون في سماعها وإلا لما نصت عليه دساتير الدول وأسبغت عليه حماية الدولة طالما أنه في إطار النقد المباح . أما محاولات تكميم الأفواه تحت مسميات مختلفة فهي مكشوفة ولا داعي لها.

صحفي (.) الجمعة, 07/11/2014 - 13:47

من أجمل ما قرأت

د.رائد شطناوي (.) الجمعة, 07/11/2014 - 16:43

معك حق بكل الى حكيته. للاسف الناس بطلت اتفرق بين الصالح والطالح في هذا الزمان و الله يهديهم الى السبيل الصحيح.

تواضع يخفي الحقيقة (.) السبت, 07/12/2014 - 15:14

تواضع الدكتور عبدالله يخفي بعض ألأنجازات: الخصها بعلمية في ما فعل د عبدالله بزمن قياسي:
1. تخفيض نسبةالأساتذة للعاملين من 3.2:1 الى 2.0:1 وهو انجاز لا يمكن تجاهل اثره العميق على توفير الهدر بما لا حاجة له ومنع الأزدحام الذي يعيق الحركة.
2. من اجل ذلك تحمل د عبدالله حالة من اللارضى من من كان يستفيد من ألأدارة السابقه ولم يشتر رضا الناس بدم المؤسسة
3. حالة الشفافيه والسرعة في انجاز ملفات الترقية للاساتذة فما عاد المقربين تصل ترقيتهم بشهرين العامة تزيد عن السنة
4. اعادة الهيبة لأعضاء هيئة التدريس التي تاكلت في السنوات السابقة
5. اصبحت الادارات في الجامعة لا يملكها اشخاص وفكفك الأمبروطوريات :الماليه والتسجيل و ..و..
6. الرجل متواضع ايجابي في تيسير شؤون اعضاء هيئة التدريس يريد انن يساعد الجميع ولكن حريص كل الحرص على حقوق الجامعة. تشعر به يتعامل مع الجامعة ليست كمؤسسة عامة بل كانها مؤسسة في قطاع خاص مصلحتها عنده مقدم على مصالح الأفراد

مجهول (.) الأحد, 07/13/2014 - 17:57

وأضيف تقديم كامل الدعم المادي والمعنوي لمن استغلوا مناصبهم للتغول على حقوق زملائهم المادية والمعنوية, وعدم إنصاف المتضررين من قرارات إحدى العمادات رغم الشكاوى المتكررة ،وغيره لا مجال لذكره لكنه سيذكر في إطار تحقيق

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)