طلبة نيوز-أ.د.محمود الحبيس العبادي
تسجل الذاكرة الوطنية إن التحديات التي مر بها الأردن كان يتصدى لها رجال من طراز خاص ولهم الفضل في حمايته وصونه كما هي حال القادة الذين يرفعون رؤوسهم امام إي منعطف ..غير عابثين بتجارة أو استثمار المواقع ..وترفعوا عن البحث في الغنائم أو توريث المناصب ..فكانت كلمتهم مسموعة ،وطلبهم مستجاب ،ونخوتهم للآخرين فيها أنفة وافتخار، رجال لم يتبدلوا الطيب بالخبيث وإنما ابعدوا عنهم الخبائث ..يخافون على حرمة الأردن وسهروا لنكون من بعدهم إخوانا ..رجال الدولة للدولة وليس رجال عصبيات وإقليمية ومنافع خاصة ، ولا يهمهم رفع شأن ابن لهم بقدر ما يكون كل أبناء الوطن هم أبناء لهم،فتألقت أسمائهم في سجل الوطن، وجاء السمع والطاعة لولي الأمر، كلكم راع ومسئول عن رعيته بصدق الإحساس وبشعور وجداني وبتناغم مع السلم الاجتماعي والتعايش السلمي لشرائح المجتمع والتوافق الوطني وإحساس الحب الأكبر للوطن فكان مجتمعا متألقا بنشيده الوطني ومعتزا بحاله...رجال عندما نصبوا أنفسهم إماما اخذوا بأنفسهم البداية فالإيثار شيم الإبرار،ذلك إن العدل على الظالم اشد من الجور على المظلوم..
نعم ساهمت قيادة البلد بدور اكبر ، ولا زلنا نستذكر كيف تعلقنا بالمغفور له الحسين رحمه الله وهو تحيطه الرجال ..الرجال للوطن فجاءت الانجازات والحفاظ على البلد وتعزز الانتماء الوطني ، وتجلت الروابط الاجتماعية بدون تميز ، وليس رجال المراهقة الذين خذلوا ملكا استأجرهم لراحتنا و وأد شعب بسبب الفقر وانتشار البطالة والجرائم الاجتماعية والفساد .. هذا أردني والأخر فلسطيني ، شمالي جنوبي ، جماعة فلان وأخر علان ..نهب خيرات الوطن وسرقة أراضيه والتستر على فئة الفساد والعابثين وتغذية الفرقة والجدال وما نتج من حالات تمرد واللجؤ للعنف والسلبية بكافة إشكالها وتفاصيلها..
من يتأمل الحال يجد العجب العجاب ، فالدولة تصنع رجال وتضعهم بمواقع المسئولية وتدفع لهم الامتيازات المالية وتحيطهم بمستوى معيشي مش طبيعي ..ولكنهم ينسلخوا عن محيطهم فتجدهم علماء في الحديث عن الفقر والفقراء وهم قد نسوا كيف ومتى ومن أين أتوا ، ونزعت من صدورهم المهابة في نفوس الآخرين ، وقذف في قلوبهم الوهن فضاع عنوان الانتماء للوطن ، ورحل الوطن بجيوبهم ، وضعفت المؤسسات وأصبح العدل أساس الملك شعارا وافتقدت المصالحة والمسامحة...
ماذا يعمل ألان الذين جلسوا في بيوتهم وبجانب التلفاز وهم يتابعون الإخبار المؤلمة في معان : الأهل والعزوة، لماذا لا يكون لكم دور محدد بهذه الأزمة ، فهل أصابهم العجز ، وقد جنوا على ظهر المواقع وعلى اعتبار أنهم ريادة في تجمعاتهم ، لماذا الانزواء عن قضايا الوطن ، وأين هي الكلمة الطيبة ... أليس الأصل إن تكونوا عونا للدولة وأجهزتها الأمنية...
يفترض إن تنال الهموم الوطنية والقضايا الوطنية الشغل الشاغل لهؤلاء الذين يجلسون ببيوتهم في التواصل مع الشرائح السكانية وهو واجب الانغماس لإيجاد الحلول ..وليس ترؤس جاهات الأفراح لشابين قررا الخطوبة ، يسعون بإرادتهم لرأب الصدع من اجل الوطن ومؤلم إن الدولة تحرس بيوت بعضهم ..وهم الذين يتحدثون عن نعمة الأمن والأمان في الأردن ..فلماذا تحرسهم الأجهزة الأمنية؟؟؟
الأصل إن ينال البعد الاقتصادي حيزا مهما ولكن لا يجوز إغفال الاقتصاد الاجتماعي في شقه الأخطر وهو المجتمع بأفراده ، فما فائدة نمو اقتصادي والبطالة والفقر تعم المجتمع ، فيما إن مؤسسات المجتمع المدني تعمل في العاصمة بينما البيئات المهشمة لا علاقة لها ..ولذا لايصبح الدور الأكبر إن تسعى الدولة لإيجاد قيادات محلية جديدة مؤهلة ومقبولة مجتمعيا ومشهود لها بالتأثير والقبول المجتمعي ..وإغلاق منازل المتسلقين بمواقع الدولة..
حكومات سابقه هي مسئولة عن الحال التي وصلنا إليها ..وعندما تجلس مع أيا كان ممن احتلوا صفوف الدولة يتحدث عن انجازاته ..ولم نسمع من شخص واحد انه فشل أو اخطأ ..وألان جاءت نتيجة التراكمات لسنوات ماضية ...وقد تحملت هذه الحكومة نتائج تلك التراكمات السابقة فما العمل؟؟؟
اعتقد إن دائرة المخابرات ألعامه...هي الدائرة التي ينغي لها إن تتصدى لحالة الاحتقان الداخلي ..إذ إن امام الفريق أول فيصل الشوبكي ملف خطير جدا ..وفي الوقت الذي يجب فيه معاقبة الخارجين عن القانون والتصدي لهم ..فأن على الدائرة إن تعيد دورها بالأمن المجتمعي بسرعة نحو إجراء تغييرات شاملة في مؤسسات الدولة وبكافة مواقعها وإعادة شحنها بقيادات مؤهلة ومقبولة مجتمعيا يمكنها التعامل مع الواقع ..ومن حسن الحظ إن شخص دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قادر على التقاط الرسالة ..وذلك بترتيب البيت الأردني ..ففي البلد احتياطي كاف من القيادات المجتمعية المؤثرة .. ذلك ان قضية معان لا ينبغي إن تبقى هكذا ودون الاستفادة من الدرس ..معان كما هي البيئات الأخرى بحاجة لحضن الدولة الرحيم والحنون ..وليس المواجهة ..وأدرك إننا لسنا بحاجة إلى حكومة جديدة لان المشكلة هي ليست حكومة تنتج ..بل صفوف قيادية تواصلية ...بقلب الإدارات العليا ...وبخاصة الحكام الإداريين والتي أرى إن توكل إلى نخبة من المتقاعدين القدماء وليس المحدثين منهم..
هل من الممكن إن نرى استجابة لذلك ؟؟؟
التعليقات
احمد العبادي (.) الأحد, 04/27/2014 - 17:11
الدكتور محمود الحبيس شخص جزء مهم المشكلة والصح ان الدولة وضعت وزراء واعيان وغيرهم والصح ان يكون لهم فزعه مع الاجهزه الامنية .المختار كان له دور مهم في الحلول وكذلك الوجهاء .اليوم ترى هذه الزعامات غيرمؤثره لانه هناك اخرين وضعتهم الدولة وليس لهم اي دور فقط لهم هم الرواتب العالية والابناء .اتمنى ان تفكر الدولة باختيار الاخرين
الاستاذ الدكتور... (.) الأحد, 04/27/2014 - 22:21
ابدعت يا اباسيف
اضف تعليقك