طلبة نيوز- د.مفلح الفايز الجامعات مؤسسات أكاديمية علمية وبحثية ومراكز فكر وتنوير وحاضنات للابداع وميادين لتخريج قادة الرأي وعلماء المستقبلوالكفاءات العملية التي تنهض بالاوطان والأمم الى معارج الحضارة والثقافة والرقي في المجالات كافة وليست شركات عطاءات ومقاولات نفعية ربحية ولا مزارع للتدجين والتسمين ولا منابر للتزلف والتلميع والتطبيل والتزمير والتهليل لرئيس آتي والحداد على رئيس مضى . مسمى " رئيس الجامعة " يوحي بالسلطة والتسلط والتفرد بالرأي وإنصياع المرؤوسين التام لأوامره ونواهيه وتواجهاته وحركاته وسكناته بل وإشاراته ونظراته ! من غير ما حسيب حقيقي أو رقيب وكأنه رئيس جمهورية او سلطان لا يراه إلا أعوانه ومرافقوه ولا يحظى بمقابلته إلا كل ذي حظ عظيم تارة وعاثر تارة أخرى ! يتحرك بالجامعة محوطا بالامن والمرافقين ومظاهر الفخامة وتعلن حالة الطواريء القصوى في الكلية أو الدائرة التي ينوي الذهاب إليها وتتزين أدراجها مؤقتا بالزهور والسجاد وكأنه زائر عظيم أعد له " بروتوكول " زيارة يليق بمكانته ! هذا وغيره من مثل الخدم والحشم والامتيازات والسيارات الفارهة جعل الكثيرين يظنون أو يفهمون أن منصب " الرئيس " منصب سياسي لا إداري يخضع لشروط المحاصصة الإقليمية أولا والكفاءة عاشرا يتشبث به بعض الرؤساء حتى الرمق الاخير مع انه منصب إداري أكاديمي يحسن أن يطلق عليه "مدير الجامعة " الذي يوحي بالعمل والمتابعة والتطوير والتواضع في مدة الإدارة والاصل أن يخضع بعدها المدير إلى المسائلة القانونية إداريا وماليا إن أخطأ والشكر والتقدير إن أحسن . آفة الجامعات الإدارية وسر تراجع بعضها في رأيي أن مجلس التعليم العالي يطلق يد الرئيس المختار في جامعته مدة إدارته فيعين بدوافع المحسوبية والمصلحة والاقليمية احيانا نواب الرئيس ومساعديه ومستشاريه وعمداء الكليات ومديري الدوائر في الجامعة والشلل والمحاسيب التي يراها منافقة او مناسبة ويشعرهم بالمنة والفضل العظيم الذي لا يجرؤون بعده غالبا على ابداء رأي معارض لرأيه أو اقتراح صائب قد لا يروق له واذا ما حدث ذلك نادرا فإن الرئيس يطلب اليه تقديم استقالته فورا فضلا عن تشويه صورته واخضاعه الى لجان تحقيق وعقوبات فقط لجرأته على ابداء رأي معارض لرأي صاحب الفخامة أو السيادة أو العطوفة أو كما يشاء من ألقاب . للجامعات قوانينها وأنظمتها وتعليماتها التي تحكم عمل الرئيس والهيئتين التدريسية والادارية غير أن ما يشوه هذا كله تلك الصلاحيات غير المفهومة الممنوحة الى الرؤساء التي تنص على أنه : " يجوز لرئيس الجامعة لأسباب يراها مناسبة ان يعين من يشاء دون إعلان أو مقابلة يخضع لها الأخرون وينهي عمل من يشاء من ذوي الرتب الاكاديمية والادارية المتوسطة والمتدنية . رفقا بالجامعات يا أصحاب الشأن فهي ضمانة الوطن وعدته للنهوض والتطور ومناراته الى المستقبل فقد تولاها من طورها وتولاها من لم يكن أهلا لها .