ظهرت مؤخراً نتائج "ويبوميتريكس" (Webometrics) الأحدث لتصنيف الجامعات حول العالم. وهوالتصنيف الذي يعطي مؤشرات عديدة تؤثر في تحديد اتجاهات الطلبة في اختيار الجامعة المناسبة لاستكمال دراستهم فيها، وانعكاس هذه المؤشرات على سوق العمل واهتمامات الشركات الراغبة في توظيف الخريجين، والتي تأخذ بالحسبان ترتيب الجامعات التي يتقدم إليها طالبو الوظائف، لتحديد أولويات هذه الشركات في اختيار المتقدمين.
ونقوم في هذه العجالة بالإشارة إلى أهم المحددات التي تؤخذ بالحسبان عند إعداد هذه القائمة من قبل مختصين في هذا المجال.
إذ ما تزال الجامعة الأردنية الأولى على المستوى المحلي، وأداؤها أفضل في جميع المؤشرات. لكن على الصعيد العالمي، هبطت من المركز 1010 إلى المركز 1040. وهذا يدل على أن الجامعات على المستوى العالمي تعمل على تحسين وضعها على الإنترنت، بالإضافة إلى صعود عدد من الجامعات بسبب مؤشر التميز ومؤشر الشفافية الجديد. هذا فيما تحافظ جامعة فيلادلفيا على المركز الأول على مستوى الجامعات الأردنية الخاصة.
احتلت معظم الجامعات الحكومية أعلى المراكز، إذ لها الأفضلية في مؤشرين: 
أولاً: مؤشر التميز، الذي يستحوذ على 30 % من مجموع التقييم. ويعتمد التميز على أفضل 10 % من بيانات "Scimago" لفترة الخمس سنوات ما بين 2010-2014. وبناءً على ذلك تمكنت الجامعات الحكومية من التقدم عن الجامعات الخاصة. كما يفسر هذا الأمر سبب تمركز عدد كبير من الجامعات في المرتبة 5820 مع النتيجة صفر في مؤشر التميز.
ثانياً: مؤشر الشفافية الذي تم اضافته حديثاً بدل مؤشر الانفتاح الذي يحسب عدد الملفات الغنية، وتم دمج مؤشر الانفتاح مع مؤشر الحجم لقياس النتيجة. ويقيس مؤشر الشفافية عدد الـ"بروفايلات" والأبحاث والاقتباسات لأعضاء الهيئات التدريسية في الجامعة، وخصص للمؤشر نسبة 10 %.
وقد أحدث هذا المؤشر الجديد تغيراً ملحوظاً في مراتب الجامعات، وربما يعود ذلك إلى أن معظم الجامعات لم تأخذ هذا العامل بعين الاعتبار ولم تعمل على تحسينه، فمعظم الجامعات مركزها رقم 4121، بما يعني أن نتيجتها صفر على هذا المؤشر. 
ومن ثم، يجب أن تركز الجامعات على تحسين وضعها في هذا البند، وزيادة عدد ملفاتها واقتباساتها في محرك البحث العلمي لـ"غوغل" خلال 6 أشهر مقبلة.
أما بالنسبة لمؤشر الشهرة، فتأتي جامعة فيلادلفيا في المركز الثاني، تتبعها جامعة البترا. وهناك فجوة تبدو للباحث بين المواقع في المراتب الأولى والبقية وفقاً لهذا المؤشر الذي يزن 50 % من قياس النتيجة، ما يجعله عاملا مهما جداً في التصنيف. وإذا تمكنت الجامعات المحلية من تحسين وزيادة شهرتها على الانترنت، فسيؤدي ذلك إلى قفزة كبيرة وتقدم في مراتب الجامعات المحلية عالمياً وإقليمياً.
ضرورة تحديد وتنفيذ استراتيجية على شبكة الإنترنت لموقع كل جامعة
من الواضح الآن، ومنذ إطلاق "ويبوميتريكس" لتصنيف الجامعات العام 2009، أن الجامعات في كل أنحاء العالم صارت تدرك على نحو متزايد أهمية تحسين وجودها وشهرتها على الإنترنت، خصوصاً أن "QS" لتصنيف الجامعات قد قامت مؤخراً بتخصيص نسبة 10 % كمؤشر من "ويبوميتريكس" لقياس ترتيب الجامعات.
كما وينصح باتباع أفضل الممارسات المذكورة في موقع "ويبوميتريكس" لتحسين وضع الجامعة على الإنترنت.
إن الوجود الضعيف على شبكة الإنترنت يمكن أن يعيق تقدم الجامعة على أرض الواقع. فعدم وجود خطة لاستغلال والتكيف مع التغيرات التكنولوجية، وعدم وجود استراتيجية للتطورعلى الإنترنت، سيؤديان إلى إضاعة مجهود أي جامعة، ولن يساعدها في تلبية الهدف في تحقيق التقدم في عالم الانترنت.

ليندا قبلاوي
*مستشارة ومحللة استراتيجية للمواقع الإلكترونية - دبي