طلبة نيوز- عبدالله العزام

إن انقسام الدماغ إلى اختصاصين فني وعلمي مقولة قال بها العلم وسواء أكانت المقولة دقيقة أم غير دقيقة فإنها تخدم فكرة "المقال" من حيث التأكيد على أن هناك ثنائية في الدماغ، كذلك الأدب ومجالاته بمثابة جانب تأسيسي للأخلاق النبيلة ورهافة الحس، ومن الطبيعي ان يكون نتاج ذلك الخير والعدالة والجمال ومسرح ذلك الضمير في الوجدان البشري.

بينما في العلم يتفرد في الجانب الآخر من الدماغ الإغراء نحو الخروج في نزهه إلى العوالم الخيالية وجماليات خارج ألبوم الطبيعة او البنية الطبيعية السليمة، ولكنه أي "العلم" على اختلاف مساراته له مسرح الطبيعة الذي يعج بتعقيدات عناصره وتقلباته وتحولاته على اختلاف مسمياتها.

القصد مما ذكر ان حقلي الخيال والتصور أتاحا مطلقات يخمنها هذا ويقننها ذاك وهذا يعني ان الكثير منا لم يفهم "علم السلوك" بالمعنى الحقيقي وبالتالي تحدث إساءة الفهم فهذا عمله في مكان "البلع"! والآخر في مكان "السلع"! ومن هنا وجب التصور في الفكر لأن الإنسان الحديث وفي ظل تشعبات "السوشيال ميديا" والتوسع التكنولوجي، أصبح يرى بغير عين ويسمع بغير أذن ويعلم بغير ذهن تحت وطأة تأثيرات الوسائل الاتصالية على اختلاف مسمياتها.

وتواصلا مع ما سبق فإن قوام الإنسان السليم خطاب الحق لعبادة المؤمنين " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" والمقصود التقوى من الزلل والخطأ، وفي سورة النساء هناك تذكيرا آخر " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين".

وتواصلا مع قوله تعالى في النص القرآني فإن المخاطب بهم تخصيصا "الذين آمنوا" أي الذين بلغوا درجة الإشراق من الإيمان كسقف أعلى يستطيعه الإنسان بدلالة الشهادة على نقسه والوالدين و "كونوا" ليست أمر او نصح كقولك لصديق او مقرب لك كن منصفا؟! أو محافظا على واجبك، بل هو فعل الامر الإلهي الملزم للذين آمنوا بالقوامه أي الوقوف بطاعة الله وأوامره بالقسط الذي هو العدل والقسط هو أعلى سقف يبلغه المؤمن بالعدل.

وبناءا على ما سلف ذكره فإن "التخيل" اعتباطي يبنى على ما يناسب قوى النفس الحسية ويتناغم مع توجهاتها وهذا بحد ذاته يقود إلى السلبية والتخلف عن مجاراة الواقع وملامسة الحقائق والوجود المحيط بينما "التصور في الفكر" قاعدة إيجابية أساسية لبناء المعرفة وتطوير القدرات وفق آليات العقل والمنطق ضمن مساحات الحد الزمكاني!.