TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
سنة العراق لا بواكي لهم
23/04/2015 - 12:15pm

الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
يتساءل الكثير من المتابعين للشأن العراقي عن إمكانية التعايش السني الشيعي في العراق ضمن أجواء ديمقراطية وليس تعايشا مدعوما بقوة السلاح والرعب.نعم نتساءل عن مدى جدارة كل ما نسمعه من تنظير وكلام وعظي وأفكار وقيم مثالية تساق تحت عناوين ومظلات متعددة من قبل من يسمون أنفسهم "مسلمين معتدلين" يروجون إلى قيم عليا نحترمها مثل "التسامح "و "رسالة عمان" و"التعايش بين الأديان " و"حرية المعتقد "و"الدعوة بالموعظة الحسنة". يا ترى كيف يمكن أن نوفق بين هذا الكلام وبين ما نراه ونشاهده بأم أعيننا في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي من صراعات دينية عقائدية لعل أكثرها قسوة بعد الإبادة الجماعية للمسلمين في مالي وإفريقيا الوسطى تلك المجازر والقتل والعنف والتشريد والإذلال الذي يواجهه أهل السنة في العراق واليمن والأحواز وسوريا وحتى في الهند والباكستان . كم ذهلنا ونحن نشاهد الأخبار ونرى آلاف النازحين من سنة العراق من محافظات العراق الغربية في الأنبار وديالا وصلاح الدين وهم يفترشون الأرض تحت أشعة الشمس الحارقة متجهون الى عاصمة دولتهم بغداد هارون الرشيد ليتخذوا منها ملاذا من العنف الذي تتعرض له محافظاتهم سواء من داعش أو العنف المتوقع من قبل المليشيات الشيعية التي تهلك الحرث والنسل وتحرق البيوت وتنهب الممتلكات وتزهق الأرواح على الهوية .المذهل هو ما قامت به الحكومة العراقية من إجراءات تمنع هؤلاء العراقيين السنة من دخول بغداد إلا بوجود كفيل من داخل العاصمة يضمنهم ويتكفل بهم!!لا أعلم عن أي دولة في العالم تمنع مواطنيها من دخول عاصمة دولتهم ولا نعلم عن أي دولة في العالم تطلب من مواطنيها كفلاء لدخول عاصمة دولتهم ؟ كيف يمكن للحكومة العراقية أن تشرعن وتقنن هذا التمييز الطائفي بين رعاياها؟
هذه الأحداث المفزعة إذا ما أخذت ضمن سياق ما حدث في تكريت من قتل وتنكيل بالعراقيين السنة من قبل مواطنيهم أو ما أطلق عليهم الحشد الشعبي وهي مليشيات شيعية بامتياز نالت من ممتلكات وأعراض العراقيين السنة بطريقة بشعة ترقى إلى مستوى جرائم إبادة جماعية فإن فرص التعايش بين السنة والشيعة في العراق يصبح أمرا مشكوكا فيه.قد يقول قائل بأن التعايش الشيعي السني في العراق كان حقيقة ماثلة على الأرض على مدار نصف القرن الماضي ونحن نقول بأن هذا كان صحيحا ولكنه كان مفروضا بقوة السلاح وطريقة الحكم التي فرضت هذا السلم الأهلي بالقوة لا بالقناعة والاختيار حيث ما أن زالت القوة زال معها هذا التعايش الوهمي المفروض.
التعايش السلمي بين أهل السنة والشيعة يبدوا أنه تعترضه صعوبات جمة لا بل وتغذيه معتقدات وأفكار مشوهة وقصص منسوجة تجعل من هذا التعايش كلاما خاليا من المضمون والمعنى ولا يستوي أمام الحقائق الماثلة بين أيدينا. إيران تدعم حزب الله الشيعي في لبنان وتمده بكل عناصر القوة التي تجعل منه دولة داخل دولة ويجعل من لبنان دولة هشة ذات موقفين متغايرين من معظم القضايا العربية والإسلامية.إيران تدعم شيعة العراق لدرجة أن العراق أصبح مستباح وقد شكا رئيس الوزراء العبادي قبل أيام من تدخلات إيران السافرة في سيادة العراق.إيران تدعم الحوثيين الزيدين الشيعة في اليمن لدرجة أن هذا البلد هو الان على شفير الحرب الأهلية وتحققت فيه كل خصائص الدولة الفاشلة بسبب الحوثيين.إيران تهيمن على سوريا وتقاتل قواتها وقادتها دفاعا عن العلويين الشيعة في سوريا.يا ترى كيف يمكن فهم واستيعاب هذا التعايش بين السنة والشيعة ونحن نرى تغذية دينية من جانب الشيعة للنيل من السنة وقتلهم والتنكيل بهم.؟ كيف يمكن أن نتحدث عن عراق موحد يجمع بين السنة والشيعة في ظل هكذا حقن وتحريض من القيادات الشيعية على تدمير وقتل السنة وكأنهم ليسوا من خلق الله في الوقت الذي يعيش فيه المسيحيين والأشوريين والكلدانيين والصابئة بسلام واطمئنان ولا يتعرضون لما يتعرض إليه أهل السنة.لقد ذهب معاوية ويزيد وأبنائهم وأحفادهم فما شأن المسلمين السنة بما حدث قبل أكثر من الف وثلاثمائة عام؟ لقد ذهب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وذهب الحسن والحسين وكل مسئول عن أجره أو إثمه أمام رب العزة وهو أدبر بعباده .
نعتقد أن التعايش بين الشيعة والطوائف غير الإسلامية أيسر وأسهل بكثير من تعايشهم مع أهل السنة والجماعة والسبب هو ذلك الحقد والكره الذي يبديه الشيعة نحو السنة وهو حقد تغذيه كتبهم وملاليهم وانتماءاتهم العرقية التي على ما يبدوا أنها تنتصر على انتماءاتهم الدينية.إن تعامل الحكومة العراقية الشيعية مع سنة العراق ومنع دخول النازحين من الأنبار والمحافظات العراقية الغربية إلى بغداد وطلب تكفيلهم يعكس النظرة الفوقية التي تتعامل معها الحكومة العراقية مع المكون السني الذي تنظر إليه وكأنه ليس جزءا من العراق.
نعتقد بأن فكرة تقسيم العراق قد بدأت ترى النور وأن ظهور دولة سنية في غرب العراق ما هو إلا مسألة وقت حيث أن البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير. العراقيون السنة لا بواكي لهم في ظل ضعف الدعم العربي وخياراتهم قليلة ومحدودة وليس أمامهم إلا المقاومة ورفض الظلم والهيمنة وهذا ما نعتقد بأنه سيقودهم في النهاية إلى مطالبتهم بإقامة كيان مستقل تعداد سكانه اثنا عشر مليون عراقي سني على الحدود الغربية للعراق وعندها فقط سيدرك القادة العراقيون بأنهم دفعوا جزءا من شعبهم دفعا إلى الانفصال للعيش بكرامة وحرية لم تتحقق لهم في دولتهم الأم.

التعليقات

د احمد للاحمد (.) الجمعة, 04/24/2015 - 08:32

بارك الله فيك اين الدول السنية نراها تقف مع الفرس والشيعة ضد اعل السنة بحجة داعش وا ادراك ما داعش ان الحقد المذهبي المقيت جعل الشيعة يصفون السنة انهم دواعش هل يصدق احد ذلك نها المؤامرة على اهل السنة والجماعة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)