TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
سيرة الملكة السعودية عفت في كتاب يصدر قريبًا
09/06/2014 - 5:00am

طلبة نيوز
يصدر قريبا كتاب من ستة فصول عن رائدة التعليم النسائي في السعودية الأميرة عفت، والكتاب حافل بأحداث ووقائع، ولقاءات ومقابلات مع نحو خمسين أميرًا وأميرة، من أبناء وبنات وأحفاد حفيدات الملكة عفت.

بيروت: لطالما كانت الجزيرة العربية عامل جذب لكُتَّاب الغرب وباحثيه، أتوها منذ القرن الثامن عشر، يستنبطون من بيدائها قيمًا وتقاليد، ممالك وقبائل، يكتبون عنها. فكان منهم مثلًا جون بيركهارت، في كتاب ذاع صيته، تحت عنوان "ملاحظات عن البدو والوهابيين"، ترجم بالعربية وشاع.

ومنهم أيضًا، في العصر الحديث، الكاتب الأميركي جوزيف أ. كيشيشيان، الأستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا والخبير في الشؤون الخليجية، الذي يصدر له قريبًا عن دار رياض الريّس كتاب يتناول في بعض فصوله سيرة مفصلة للملكة عفت، زوجة الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود، يقع في 300 صفحة موزعة على ستة فصول حافلة بأحداث ووقائع، جمعها كيشيشيان، بتأنٍ وطول بال، من لقاءات ومقابلات مع نحو خمسين أميرًا وأميرة، من أبناء وبنات وأحفاد حفيدات الملكة عفت، ليكون الكتاب أشبه بلمّ للسيرة المبعثرة لهذه الملكة المشهورة.

كيشيشيان، الذي لم يتطرق في كتابه هذا الى علاقته الوثيقة بالابن الأصغر للملكة عفّت، الأمير تركي الفيصل، سبق له ان أصدر كتابًا عن السلطان قابوس.

الأميرة الملكة

لمَ الملكة عفّت؟ بكل بساطة، لأنها الوحيدة، بين زوجات ملوك السعودية، التي حملت لقب "صاحبة الجلالة الملكة".

هي الأميرة عفت بنت محمد بن عبد الله بن عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود، ولدت في العام 1915، وتوفيت في 15 شباط (فبراير) 2000، وكان لها دور أساسي في معركة تعليم البنات، فقد كانت مؤمنة بأهمية تعليم الفتاة والارتقاء بالمرأة، وهي بحق رائدة تعليم البنات، تزوجت بالملك فيصل عندما كان بعد نائبًا للملك السعودي على الحجاز، ووزيرًا للخارجية، في العام 1932.

يعود نسبها إلى آل سعود، وجدها الأكبر هو عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم آل سعود الذي، كان حاكمًا على نجد فترة وجود الإمام تركي بن عبد الله آل سعود في مصر.

سافرت عائلتها إلى تركيا عندما وقعت الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، في يد إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، الوالي العثماني على مصر، إذ أرسلهم محمد علي باشا إلى إسطنبول، واستضافهم السلطان العثماني، حيث ولدت وتلقت تعليمها الأولي والثانوي في المدارس التركية. عادت للسعودية في العام 1932 للتعرف على أسرتها وأداء فريضة الحج، فتزوجها الملك فيصل.

للملك فيصل من الملكة عفت تسعة ابناء، وهم الأميرة سارة والأمير محمد والأميرة لطيفة والأمير سعود والأمير عبد الرحمن والأمير بندر والأمير تركي والأميرة هيفاء والأميرة لولوة.

الرائدة

والملكة عفت رائدة التعليم النسائي في السعودية. أسست دار الحنان، أول مدرسة سعودية لتعليم البنات، في العام 1955، وطالما حلمت بأن تمضي مع آمال طالباتها إلى المرحلة الجامعية.

أدخلت الأنشطة التربوية إلى جانب البرامج التعليمية فيها، فكانت أولى مدارس البنات في تقديم الأنشطة الثقافية والإعلامية والتربية البدنية والرياضية للبنات. وأسس أبناؤها "كلية عفت" في جدة، تهتم بتعليم البنات وتثقيفهن، تجسيدًا لحلم الملكة عفت التي سعدت بقيام الجامعة قبل وفاتها.

وكانت الملكة عفت تحرص على إقامة الحوارات الاجتماعية والثقافية، خلال لقاءاتها مع سيدات المجتمع اللواتي يترددن على مجلسها. وكان لها دورها الأساس في إنشاء مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في الرياض.

كل هذه العوامل وأكثر دفعت كيششيان إلى تناول هذه الملكة السعودية الاستثنائية في كتابه الجديد.

الخلافة السعودية

وكشيشيان مؤلف منغمس في أمور الخليج العربي، له كتاب "الخلافة في العربية السعودية"، يتبحر في المملكة العربية السعودية لأنها دولة حساسة بالنسبة إلى المصالح الغربية الأمنية في الخليج العربي.

فاستثمارات واشنطن، على سبيل المثال، كبيرة جدًا في المملكة، لذا لطالما شكلت هوية حكام البلاد، وردات فعلهم حيال الضغوط الداخلية، أمرًا بالغ الأهمية والخطورة بالنسبة إلى الغرب.

وفي هذا الكتاب، الصادر عن دار الساقي، نظرة تقييمية إلى التغييرات المستقبلية المتوقع حدوثها في موضوع الزعامة السعودية، يحدّد الأفراد الذين يتمتعون بأوفر الحظوظ في الحكم، ويدقق في مواقفهم السياسية والاجتماعية والدينية، كموقفهم من الولايات المتحدة.

كما يقيّم الكاتب في كتابه هذا المعايير التي ترعى استمرارية العائلة الحاكمة، موضحًا مسألة التصميم على السلطة، أي الرغبة في الحكم بغضّ النظر عن شرعية الحق في الحكم، ومقدمًا افتراضات عدة حول التطور المتوقع خلال السنوات المقبلة لمسألة الخلافة في ظل آل سعود.

ويصدّر كشيشيان كتابه هذا بهذه الجملة: "إصدار هذا الكتاب أبرز برهان على أن آل سعود قد بلغوا درجة عالية من النضج السياسي. فنظرًا إلى حساسية الموضوع، مجرّد قبول العديد من السعوديين- سواءً من العائلة الحاكمة أو المثقفين - بمناقشة هذا الموضوع مع باحث غريب عن بيئتهم يبرهن أن ما كان يُعتبر في الماضي من المحرَّمات أصبح اليوم موضوعًا شائعًا. وبالنسبة إلى أيّ محلّل، تُعتبر هذه إشارة متينة إلى تحرّر سياسي، وبالتالي دليلًا على مدى صلابة أسس العائلة الحاكمة".

تعاقب الحكم

وله ايضًا كتاب "السلطة وتعاقب الحكم في الممالك العربية"، الذي يشكل مرجعًا في موضوعه لثراء معلوماته وعمق نظره في أمور السلطة العربية.

وبحسب ناشره، دار رياض الريس للكتب والنشر، تتجاوز بحوث الكتاب عنوانه لتقف مفصلًا عند النزاعات القبلية فيها، والنزاعات الحدودية في ما بينها، والمحاولات الوحدوية والعقبات التي حالت وتحول دون ذلك، وأهمها تضارب المصالح الشخصية للحكام وحب السيطرة.

فالكتاب يضم دراسات شاملة لأهم المحطات المفصلية في تاريخ الدول الخليجية، إلى جانب الأردن والمغرب، الحديث بدءًا من اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت فيها منطقة الهلال الخصيب واقامة دولة اسرائيل، إلى تأسيس جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي والثورة الإيرانية وانهيار الاتحاد السوفياتي والحروب العراقية الايرانية، من دون نسيان الحروب العربية – الإسرائيلية والهواجس القديمة والحديثة التي تخيم على العلاقة الفارسية العربية وقضايا التسلح ومال النفط، وليس انتهاء بما يشهده العالم العربي من التغييرات الدراماتيكية التي تطاول أنظمة الحكم، إثر ثورات تونس واليمن ومصر وليبيا، ولا تزال تسري كالنار في الهشيم في غير دولة.

الكاتب الذي يزعم في مناسبات سابقة أنّه صديق للسلطان قابوس، انجز دراسة مطولة بعنوان "عمان والعالم: ظهور سياسة خارجية مستقلة"، كما انجز دراسة بعنوان "عُمان والعالم"، وقد نشرت في مجلة الشؤون العربية الأميركية (American-Arab Affairs العدد 35 شتاء1990-1991).

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)