د. أروى الحمايده

هي طالبتي من احدى دول العالم الأول كما يسمونهم.تدعى لورا. أشرف على رسالتها لنيل درجة الماجستير. هي طالبة مجتهده, أقدامها على الأرض وتشرق حين تلفظ كلمة عربيه, أو تتذوق طبقا من الخبيزه!!! المهم, أن لورا, هذه الشابه المهذبه المجدة قد حضرت الى الأردن من أجل اتمام بحثها كونه عن الأردن. خطتها أن تقيم نحو عام لجمع المعلومات الخاصه بموضوع بحثها.
حضرت لورا الينا من بلدها, وشأنها شأن أي مسافر, يحتاج لسكن ودخل ليصرف منه.غير أن لورا الجميله أتت الى الأردن بلا منحه كما أخبرتني.
بقينا لمدة تزيد الأن علن الثمان اسابيع نبحث لها في عمان عن سكن معقول ولم نوفق. فقد كانت ارخص العروض غرفة تتشارك فيها مع طلاب اجانب اخرين في أحدى ضواحي عمان القديمه العريقه وباجرة تزيد علو الثلاثمائة دولار.ثم يأتي موضوع المواصلات وكلفته.
قررت أنا ولورا أن نبحث لها عن عمل او منحه تساعدها في تغطية تكاليف المعيشه في الأردن خلال فترة اقامتها.
قبل ما يقارب الشهر أتتني مستبشرة تخبرني أن أحدى السيدات من دولتها لديها شقه صغيره مؤثثه في عمان قريبه من الجامعه, وان هذه السيده مسافره ولديها قطه تعيش في شقتها.أما العرض فقد كان, أن تسكن لورا بالمجان مقابل العناية بالقطه. فرحت هي وتعجبت أنا من صدفه وصدقة قطه أمنت لها السكن!!!
بقي موضوع العمل وقد أخبرتها أننا نحن الأردنيون نكاد نجاهد بحثا عن عمل ومعظم ابنائنا يفرون من البطاله والتضييق الى أفاق اخر خارج نطاق الوطن, وأن هذه الفضاءات مؤخرا لم تعد تستوعبهم على الأغلب.
قبل اسبوع اتتني تبشرني انها وجدت عملا عن طريق سفارة بلدهاوابناء وطنها, صدفة اخرى!!!!
فرحت لها وانا اراها كابنة لي تتدبر امورها و وايقنت ان امها الدوله وابناء قومها هم ام راعية لها في غربتها.
ومن يحتاج غرباء في اوطانهم مثلنا!
أخ يا وجع الوطن هنا وخارج الحدود!!!
فهل لنا من ام بشكل صدفه!
لنا وللوطن رب يحميه