طلبة نيوز - يوســــــف الدرادكــــــة /الأكاديمي والباحث فــي الذكـــاء الاصطناعـــي

1. تواجه مهمة التنظيم الفكري للحياة في تنفيذها مطلب ضمان حلها الآمن. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه لا ينبغي تشويه الوظائف الذكية بشكل لا رجعة فيه. يجدر فهم أسباب وآليات هذه التشوهات، وكذلك مقبولية حدود التشويه.
إذا اعتبرنا شخصًا حاملًا للوظائف الفكرية، فمن خلال هذا الاعتبار يمكن للمرء أن يفهم ما يحدث للذكاء الاصطناعي في بيئة عدوانية. قد يتدخل طرف ثالث في اتصال الشخص بشخص آخر. يمكن تدمير الاتصال أثناء مثل هذا التطفل ولا يتم نقل الرسالة.
سبب آخر لضعف الاتصال هو عدم القدرة على فهم معنى الرسالة. هنا دور الوسيط مهم، في الواقع طرف ثالث، مما يجعل عملية الاتصال منفصلة ويوفر - من خلال تقديم الخيارات، التي تتغير في تدفق المعلومات في كل خطوة من خطوات نقل الرسالة - شروطًا لفهم المعاني وتكوينها. في الوقت نفسه، إذا كان للاعتدال هدفًا ما لتوجيه هذه العملية في اتجاه معين، فإن الوظيفة الفكرية للاتصال تكون مشوهة. غالبًا بطريقة لا رجوع فيها، حيث يمكن للمشرف اعتراض وظيفة التحكم من الشخص الذي يبلغ عن بعض المعلومات ويضع محتوى آخر في النموذج المرسل.
2. الذكاء الاصطناعي هو شكل إعلامي للثقافة. يجب أن يُفهم على أنه معيار ثقافي، يتم بموجبه تنظيم الحياة الاجتماعية والصناعية، وكنوع من جنين البيئة الذي يمكن أن يصبح مجالًا ذكيًا، قوقعة تضع مقدمة لتطور الثقافة.
من أجل تحقيق معيار ثقافي في حالة نشاط جماعي، من الضروري ضمان إعادة إنتاجه. الآلية التي تضمن مثل هذا الاستنساخ هي مؤسسة تعليمية والتقنيات المقابلة لاقتصاد المعرفة. قد يكون التعليم، إلى جانب ضمان استنساخ القاعدة، في بعض الحالات أقل من هذا المستوى بسبب الطبيعة غير النظامية لتنظيم التعليم أو عدم كفاية الانضباط التكنولوجي في الوحدات المؤسسية لمؤسسة التعليم.
لتجنب التهديدات التي تتعرض لها منظمة فكرية من التعليم، من الضروري تضمين ممثلها في العملية التعليمية كعامل للذكاء الاصطناعي. تتمثل وظيفة هذا العامل في مشاركة أسباب الفشل في إعادة إنتاج القاعدة الثقافية: فهي ناجمة عن صعوبة إدراك المعرفة وإتقانها وتنفيذها، أو عدم ملاءمة القاعدة الثقافية لطبيعة الموقف.
نتيجة لاستعادة الأداء الطبيعي، سيكون هناك معيار ثقافي جديد معدل وحالة جديدة لأنشطة الإنتاج المشترك.
3. من الجدير بالذكر أنه يمكن معارضة الذكاء الاصطناعي ومقارنته بالذكاء الطبيعي. يبدو أن السمتين "مصطنعة" و "طبيعية" لـ "العقل" تم تخصيصهما بشكل غير مبرر. في هذا الصدد، تكتسب علاقة "المنطق - الحدس" أو "الفعل - الشعور" أهمية. يمكن للمرء أن يتخيل العقل على أنه نظام تكون فيه جرثومة الطبيعي في الاصطناعي، وجرثومة الاصطناعي في الطبيعي. من خلال هذا الرأي، الذي يذكرنا باليانج والين الصينيين، فإن التأثير الضار على التنظيم الفكري ليس واضحًا.
ربما يستحق الأمر إشكال فكرة المثقف ذاتها. إذا كان العقل نوعًا من المشتق التقني من "العقل"، والتنظيم الذكي، والتنظيم الذاتي، فعندئذٍ يظهر عدد من الأسئلة المتعلقة بما يمكن أن يصيب العقل، ما هو الجنون والعبث؟ وهنا ندخل مجال البحث المعرفي والنفسي، والبحث في مختلف اضطرابات الوعي، والبحث في التجارب في الفن، على وجه الخصوص، في الشعر والرسم. ربما من خلال التفكير في الاكتشافات في هذه المجالات، يمكننا أن نجد نقاط ضعف في الذكاء الاصطناعي وتطوير وسائل لحمايتها.