TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
طلبةُ الأردنيّة... حقًا منكم نتعلّم
16/03/2016 - 5:15am

طلبة نيوز-د. محمد منصور الخصاونة

سمعنا وقرأنا وشاهدنا كثيرًا من نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحدثت عن اعتصام طلبة الجامعة الأردنيّة ضد رفع رسوم الموازي ورسوم الدّراسات العليا، والمؤسف بل والمخجل هي تلك التفسيرات والتأويلات التي أُلبست لهذا الاعتصام رغم ما نجد فيه من مشروعيّة، وفخرٍ واعتزاز بهؤلاء الشّباب الذين أفرزهم المجتمع الأردني عامّة والجامعة الأردنيّة خاصّة؛ وذلك لخروجهم من نطاق الأنانيّة والتفكير المحدود واللامسؤول بالذّات لنجد أنفسنا أمامَ شبابٍ واعٍ مدركٍ، همّهُ المصلحة العامّة عِوَضًا عن المصالح الشّخصيّة الفرديّة .

أوَكُلّما ضاقت بنا العباراتُ فسّرنا الأمورَ تفسيرًا سياسيًّا؟ ألَم يعُد للحياة الاجتماعيّةِ والإنسانيّة مكانٌ بيننا؟ لقد كان من الجديرِ بأصحاب القرارِ الوقوفُ إلى جانبِ هؤلاءِ الشّبابِ الذين أدركوا أنّ جامعاتنا خرجت من نطاقها التّعليميّ الحرّ إلى مؤسّساتٍ تستنزِفُ الطّلبة، وتُعيقُ سيرورة العمليّة التعليميّة التي وُجِدَتْ الجامعات والمعاهد من أجلها.

لماذا كلّما أصابَ العجزُ جُعبةَ الميزانيّة المثقوبة للجامعات لم يكن لها سبيلٌ إلّا رفع الرّسوم على الطّلبة، أو تخفيضُ رواتب أعضاء الهيئة التدريسيّة بإجبارهم على توقيع عقود مُجحفةٍ بحقّهم؟ لماذا لا نسعى بجدٍّ لإيجاد مشاريع بديلةٍ تدعم الجامعات وتطوّرها، وتحقّق لها الاكتفاء الذّاتيّ كما في الجامعة الهاشميّة مثلًا، بدلًا من اللجوء إلى جيوب الطّلبة التي بالكاد نجدُ في كثيرٍ منها أجور المواصلات؟ لماذا أصبحَ الطالب والتّعليمُ سلعةً، وأصبحَ الوليُّ تاجرًا، والجامعةُ مؤسّسةً لا يدخلها إلا من فاضَ جيبه بما يبحث عنه غيره؟

لا يا سيّدي، ليسَ هناك من تدخّلاتٍ خارجيّةٍ، ولا هي آثار حُبوبٍ مخدّرةٍ؛ إنّه وعي الشباب الذي نبحثُ عنه في كتاباتنا، ونهربُ منه في واقعنا، فلا تسأل بعد ذلك: لماذا تُهاجرُ العقولُ البشريّةُ إلى بُلدانٍ أخرى تحتضنها وترعاها في سبيل التقدّم والازدهار؟ لا تفخر بأردنيّ صنع مجدًا خارج بلاده، واحزن لإنّك لم تكن أنت من دعَمتَه ليصنع ذلك المجد.

دعونا من تحليلاتكم التي لا تُسمِنُ ولا تُغني من جوعٍ، والتي ذبحتنا أكثر من رفع الرّسوم بحدّ ذاته، دعونا نتفرّغ لما جئنا من أجله إلى الجامعة، ولا تشوّهوا صورة الطالب والمدرّس والجامعة بقراراتٍ مُجحِفةٍ تُعيدنا إلى عُصورِ الجهل والانحطاط، لا تُحطّموا الأحلام قبل أن تكتمل، ولا تزرعوا أمامنا شوكًا يُدمي أرجلنا وأرجلكم معًا، لا تنظروا إلى الطّالب على أنّه مَعينُ نقودٍ لا ينضب، وتذكّروا أنّ له عائلةً قد ألوى كاهلها فرض الضّرائب، وغلاء المعيشة خارج حدود الجامعة، دعونا نشعرُ بالأمن والأمان الذي يعني أكثر من كونه أمانًا على النّفس؛ فهو أمانٌ على احترام إنسانيّتنا، وعقولنا، وتأمين قوتنا وعيشنا الكريم.

نحنُ نفخرُ بطلبتنا وبموقفهم المُشرّف والثّابت الذي كان قدوةً إيجابيّةً في قول كلمة الحقّ التي عجز عنها الأساتذة في الجامعات الأردنيّة عامّةً، ونلتمسُ من أصحاب القرار الوقوف إلى جانبهم قلبًا وقالبًا والسّير في بادرة الخير التي فجّر نواتها مجلس النوّاب؛ ليعود للحياة التعليميّة ألقها وبريقها الذي كاد يختفي، فالحكمةُ ليست في تغيير رئيسِ جامعةٍ وتعيين آخر وإنّما في تفهّم الآخر والعملِ معه لتحقيق الأهداف المشتركة.

 

التعليقات

hala1 الاربعاء, 03/16/2016 - 10:04

لم يتهم أحد الطلبة بأي اتهام .. وتمنيت لكاتب هذا المقال الذي لم أفهم مغزاه أن يكون لديه بعد تحليلي أكبر من مجرد كون الموضوع طلبة معتصمين ويطالبون بحقوقهم ولو أنك بحثت في خلفية الطلبة وتابعتهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وكنت على اطلاع تام على حيثيات المشهد الذي نظرت اليه بمنظور ضيق جدا ودققت في الشعارات التي تم استخدامها والتي لا تبت لقضيتهم بشيء لما كان مقالك سطحي لهذه الدرجة مع احترامي الشديد لشخصك

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)