TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
فيروس كورونا: أزمة فوط نسائية في الهند
26/05/2020 - 3:00pm

تعاني الهند نقصا في الفوط الصحية

تواجه طالبات المدارس في الهند نقصا كبيرا في الفوط الصحية لأن المدارس، وهي جزء حيوي من سلسلة توزيعها، مغلقة بسبب فيروس كورونا، ليترك ذلك الوضع ملايين المراهقات في جميع أنحاء البلاد في قلق، بحسب ما كتبته مراسلة بي بي سي غيتا باندي في دلهي.

خلال السنوات الماضية، كانت بريا تتلقى مجموعة من 10 فوط صحية كل شهر من مدرستها. وتبلغ بريا من العمر 14 عاما وتعيش في بادلي، أحد الأحياء الفقيرة في شمال غرب دلهي، وهي طالبة في مدرسة حكومية حيث يتم توزيع الفوط الصحية على جميع الطالبات في المدارس الإعدادية والثانوية في إطار مشروع حكومي لتعزيز النظافة خلال الطمث.

إنها حملة مهمة في بلد تستخدم فيه فقط 36 في المئة فقط من الإناث في سن الحيض والبالغ عددهن 355 مليونا الفوط الصحية (ويستخدم العدد المتبقي القماش القديم أو الخرق او الرماد)، فضلا عن تسرب ما يقرب من 23 مليون فتاة من المدرسة سنويا بعد دخولهن مرحلة الحيض.

لكن، مع إغلاق المدارس الناجم عن فرض الإغلاق بسبب فيروس كورونا، توقف توريد الفوط الصحية أيضا.

وتقول بريا: "حصلت على آخر مجموعة في فبراير/شباط الماضي، وقد اضطررت منذ ذلك الحين إلى شرائها من الصيدلي المحلي حيث يجب أن أدفع 30 روبية (0.40 دولار) لمجموعة من الفوط الصحية عددها 7".

وتعتبر بريا نفسها محظوظة لأن والديها قادران على دفع ثمن الفوط الصحية، حيث فقد العديد من جيرانها وظائفهم في الإغلاق ولا يمكنهم حتى شراء الطعام، فكان على الفتيات في تلك العائلات البدء في استخدام الخرق.

نساء يروين تجاربهن مع الدورة الشهرية لكسر المحظور

وعلى بعد أميال قليلة من منزل بريا في بادلي يوجد حي بالاسوا دياري، وهو حي فقير يعيش فيه حوالي 1900 عائلة. وتعيش وتعمل الناشطة مادو بالا راوات في هذه المنطقة، وقد أشارت أيضا إلى نقص الفوط الصحية لطالبات المدارس.

وتتساءل: "لا تتوقف الدورة الشهرية أثناء الوباء، الفوط الصحية ضرورية للنساء، مثل الطعام. لماذا تتجاهل الحكومة متطلباتنا؟".

وتقول إن معظم الفتيات في الأحياء الفقيرة، بما في ذلك ابنتها البالغة من العمر 14 عاما، يعتمدن على ما تقدمه مدارسهن لأنهن لا يستطعن شراء الفوط الصحية.

وتضيف قائلة: "الفتيات يشعرن بالقلق، كيف سيتعاملن مع الدورة الشهرية الآن؟ لا يعجبهن استخدام القماش بعد الآن لأنهن اعتدن على الفوط الصحية التي يمكن التخلص منها، ويجب على الحكومة تزويدهن بالحصة الشهرية".

وبعد أن أرسلت روات استغاثة لمنظمة وومنيت Womenite، وهي مؤسسة خيرية تعمل على تعزيز النظافة المتعلقة بالدورة الشهرية، وزعت هذه المنظمة 150 عبوة من الفوط الصحية في حيي بادلي وبالاسوا في ابريل/نيسان الماضي.

ويقول هارشيت غوبتا، مؤسس وومنيت، إنهم جمعوا تبرعات لتوزيع 100 ألف عبوة إضافية في دلهي وبعض المناطق المحيطة بها في شهر مايو/ايار الجاري ليتزامن ذلك مع اليوم العالمي للنظافة المتعلقة بالدورة الشهرية والذي يصادف 28 مايو/ايار.

بسبب الدورة الشهرية.. طالبات في الهند يجبرن على خلع ثيابهن الداخلية

فوط مصنوعة يدويا من القماش

وقال لبي بي سي: "سنبدأ التوزيع في الأيام القليلة المقبلة". وكانت هناك مبادرات أخرى مماثلة في جميع أنحاء الهند.

فقد قامت إحدى شركات تصنيع الفوط الصحية بتوزيع 80 ألف فوطة صحية في دلهي والبنجاب.

وتقوم الشرطة في مدن مثل بنغالور وحيدر آباد وجايبور وتشانديغار وبوبانيشوار وكولكاتا بتسليمها إلى سكان الأحياء الفقيرة، وكذلك المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في مخيمات الإغاثة.

وأعلن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند الإثنين أنه سيقدم 600 ألف عبوة للشرطة لتوزيعها على المراهقات والنساء في الأحياء الفقيرة في دلهي.

وتقول شيلجا ميهتا، التي تعمل في قضايا المراهقين في منظمة داسرا الخيرية، إن الأمر لا يقتصر على المدن فحسب، فالنقص في الفوط الصحية ملموس في جميع أنحاء البلاد، والمشكلة أكثر حدة في المناطق شبه الحضرية والريفية.

وأضافت قائلة: "خلال محادثاتنا مع شركائنا في عدة ولايات، سمعنا أن 15 في المئة فقط من الفتيات حصلن على فوط صحية خلال فترة الإغلاق، فمع إغلاق المدارس، لا تحصل الفتيات على فوط صحية إلا من خلال العاملين الصحيين في المجتمع والذين يوزعون الإمدادات القليلة التي بحوزتهم".

لقد بدأت المشكلة عندما فرضت الهند لأول مرة إغلاقا على مستوى الدولة في 25 مارس/أذار الماضي، ولم تكن الفوط الصحية في قائمة العناصر الأساسية التي تم إعفاؤها من القيود.

وقد أضافت الحكومة الفوط الصحية إلى قائمة الأساسيات في 29 مارس/أذار الماضي بعد تقارير تفيد بنضوب ما بحوزة الصيدليات ومتاجر البقالة والمواقع عبر الإنترنت، وقد تسبب هذا التأخير في فقدان الإنتاج لما يقرب من 10 أيام.

تقوم الشرطة بتوزيع الفوط الصحية في بعض المدن الهندية

وقال راجيش شاه، رئيس جمعية صحة النساء والرضع في الهند، لبي بي سي: "بعد أن سمحت لنا الحكومة بالعمل، استغرق الأمر منا ثلاثة إلى أربعة أيام أخرى لإعادة تشغيل المصانع لأنه كان علينا الحصول على جميع التصاريح وتصاريح التنقل المطلوبة لعمالنا".

وأضاف قائلا إنه تم استئناف الإنتاج بشكل جزئي لأنه يوجد نقص حاد في العمال الذين فروا من المدن إلى قراهم.

ومضى يقول: "60 في المئة فقط من المصانع تعمل ولا يوجد مصنع واحد يعمل بكامل طاقته. فهناك نقص في العمال ولا يسمح للمصانع في مناطق احتواء الوباء بالعمل، وهناك خلل كبير في سلسلة التوريد والتوزيع".

ويقول إن هناك نقصا كبيرا في الفوط الصحية، ويحذر من أن الوضع سيزداد سوءا قبل أن يتحسن.

ولقد تم رصد تأثير هذه الأزمة في كل انحاء الهند. وتقول تانيا ماهاجان، من تحالف صحة الطمث في الهند (MHAI)وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية والمصنعين والخبراء الذين يعملون على خلق الوعي بشأن فترات الدورة الشهرية، إن شركاءهم من جميع أنحاء البلاد أبلغوا عن "خلل كبير" في الإمدادات، خاصة في المناطق الريفية النائية.

يعد الطمث من الموضوعات المحرم الحديث فيها بشكل صريح في الأسر الهندية

وتضيف قائلة: "أول من يعاني دائما هو الاكثر بعدا".

ومضت تقول: "في القرى النائية، حيث لا تتوفر الفوط الصحية في المتجر المحلي، يجب على الناس الذهاب إلى أقرب مدينة أو مركز حي والذي يمكن أن يكون على بعد يتراوح بين 10و40 كيلومترا، وفي الوقت الحالي الحركة محدودة بسبب التباعد الاجتماعي ونقص وسائل النقل العام".

وقد لا تشعر معظم الفتيات بالراحة عندما يطلبن من الرجال في الأسرة شراء الفوط الصحية لهن لأن الدورة الشهرية من المحرمات التي لا يتم الحديث عنها بشكل صريح في العائلات الهندية.

وتقول مهاجان إنه نتيجة لذلك بدأت العديد من الفتيات المراهقات اللائي كن يعتمدن في الحصول على الإمدادات من مدارسهن في استخدام قطع القماش.

وتستهلك الهند مليار فوطة صحية شهريا، والبلاستيك الموجود في تلك الفوط التي تستخدم لمرة واحدة غير قابل للتحلل البيولوجي، لذلك يقول النشطاء إن المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام مثل قطع القماش تمثل بديلا أكثر استدامة.

وتقول أرونداتي موراليدهاران من مؤسسة ووتر إيد WaterAid الخيرية، إنه بصرف النظر عما يتم استخدامه فمن الضروري التأكد من أن فوط القماش القابلة لإعادة الاستخدام من القطن، ويجب غسلها بشكل صحيح وتجفيفها في الشمس قبل إعادة استخدامها.

قد يبدو الأمر بسيطا، ولكن ليس من السهل تحقيقه. ففي الأحياء الفقيرة، عندما يكون جميع الرجال في المنزل بسبب الإغلاق، قد تجد الفتيات والنساء صعوبة في استخدام المراحيض بشكل متكرر كما يحلو لهن، وفي القرى قد يكون الحصول على مياه إضافية لغسل الفوط ووضعها في الشمس لتجف أمرا صعبا.

وتقول موراليدهاران: "تذكر العديد من المنظمات الشريكة لنا أن صحة النساء والمراهقات احتلت مركزا متأخرا خلال أزمة كوفيد 19 ومن المهم معالجة ذلك".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)