طلبة نيوز
كتب أ.د نضال يونس
ثمانية وستون عاما مضت منذ ان حصل الاردن على استقلاله،وهو يخط علي ىسجل الزمان صفحات حافلة بالأحداث والتطورات عبر ملحمة التحدي والإرادة التى صنعها الانسان الاردني في إحداث التقدم والتطور والرقي في شتى الميادين، كانت حصيلتها انجازات كثيرة ومتنوعة على المستوى المحلى والعربي والعالمي، فقد شهدت المملكة قفزة في مشاريع البنية التحتية من ماء وكهرباء وطرق وخدمات،وجاء إنشاء الجامعات ونشر المدارس وكليات المجتمع ورفع مستوى التعليم ، نقلة نوعية في مسيرة التنمية ساهمت في زيادة معدلات النمو في دخل المواطن ومستوى معيشته.
لقد كانت بدايات التطور لهذا الوطن الكبير مرتبطة بحكمة القيادة الهاشمية على أدارة الحكم على مدى ثمانية وستين عاما بمهنبة عالبة، وقدرتها على الحفاظ على مكتسبات الوطن وانجازاته فى أوقات صعبة وعسيرة،مما ساعدنا فى تجاوز الكثير من الأزمات والمصاعب التي تعرض لها أشقاؤنا في الدول العربية المجاورة، والخروج منها في كل مرة بمزيد من الثقة والأمل والتفاؤل ، والتي كان أخرها ثورات الربيع العربي وما صاحبها من تطورات متسارعه نحو مزيد من الإصلاح والتحول الديمقراطي.
الاستقلال ساعدنا فى الخروج من مسلسل الدويلات الهشة، والصراعات القبلية التي طغى عليها الغزو من قبيلة لأخرى، أو من دول تعتدي على جارتها، إلى دولة حديثة بأنظمة وقوانين، فما ان توسع التعليم فى بلادنا واكتشفنا الثروة الحقيقية لهذا الوطن " الانسان" الاردني الواعي المثقف، حتى انطلق المواطن الاردني يحمل مسؤولياته فى نقلنا من مجتمع الفقر والجهل إلى مجتمع الحداثة والعلم، يعمل بجد و نشاط وهمة عاليه ليخرج الأردن من حاجز التاريخ وصعوبة الجغرافيا ، إلى آفاق المزاحمة على الأسواق العربية والعالمية، مما أعطى المملكة بعداً عربيا و عالمياً ، وهي حكاية أقرب إلى المعجزة ،فكان الأردني بتواضعه وحسه الوطني، و إتقانه للعمل بصدق وإخلاص" أغلى ما نملك ".
يقوم الاستقلال على ركيزة اساسية هى "الحرية" التى تتطلب الامن والاستقرار ، و هذه ليست مطلبا، بل هي مصلحة عليا وقضية مصيرية لأن أي خلل في التوازن الامني لا يأتي بنتائج إيجابية، و الامثلة من الدول العربية والاجنبية كثيرة، بنفس الوقت، ليس الإصلاح والتحول الديمقراطي أمراً يتعارض والمصالح الوطنية، لأن طبيعة المرحلة الحالية تفرض ذلك، ومن مبدأ المسؤولية القائمة على العدالة وتكافؤ الفرص امام كل الادرنيين، ومع كل الذين يناضلون من اجل الحرية، فنحن عبر مسيرة الاستقلال، لم ننسَ واجبنا الاخلاقي تجاه اخوتنا فى فلسطين ولا العراقيين ولا السوريين ،لا بل كل االمجتمعات التى عانت من ويلات الحروب ، وهي جميعاً مسؤوليات لا يقوى عليها إلا المؤهلون لها!!!
حقق الأردنيون عبر مسيرة الاستقلال الكثير ، وخاصة في مجالات التعليم والصحة و فى مجال الأمن والاستقرار وبناء الإنسان،ولكننا ما نزال بحاجة إلى مزيد من التركيز على مفردات الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني، من حيث الحرية و العدالة والمساواة، و تكافؤالفرص وترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية ،والانتماء للدولة بمكوناتها من أرض وسكان ونظم سياسية وقانونية، بعيدا عن العصبية والإقليمية والعشائرية..
الاستقلال رحلة بناء متواصلة ومسيرة مستمرة في تاريخ الأردن الحديث بما تحمله من تحديات وطموحات عالية، لكن الإرادة قادرة على تجاوز الصعاب عندما تشفع بعزيمة التنفيذ، والقيمة هنا: أننا نستمد قوتنا من انتمائنا الحقيقي لتراب الوطن المهيأ للمزيد من الانجازات والتطلعات ،طالما المواطن الأردني يشعر بقيمته و بقدرته على إحداث التغيير علي ساحة الوطن الكبير.
حمى الله الأردن واعز شعبه وحفظ قيادته ، وكل عام والأردن بخير وعزة ومنعه
أ.د. نضال يونس