TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في زمن التحولات الرقمية والتوترات الإقليمية… خدمة العلم تعود برؤية ثاقبة من ولي العهد
29/08/2025 - 12:15pm

الدكتورة باسمة الشقيرات

إقرار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لإعادة تفعيل خدمة العلم في الأردن الاسبوع الماضي شكل محطة وطنية جادة ومهمة تعكس وعيه العميق بمستقبل الوطن ورهانه الحقيقي على الشباب الاردني. فخدمة العلم لم تكن يوماً مجرد التزام عسكري مؤقت، لكنها بالحقيقة مدرسة وطنية متكاملة تغرس في نفوس شبابنا الواعد قيم الانضباط والمسؤولية والعمل الجماعي، وتزودهم بمهارات حياتية وسلوكية هم بأمس الحاجة إليها في زمن التغيرات السريعة وتراجع مهارات الاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية.

لقد جاء هذا القرار في لحظة دقيقة ووقت حاسم، فشبابنا يعيشون انغماساً متزايداً في الحياة الرقمية بما تحمله من انشغال وابتعاد عن الواقع، في وقت تتسم فيه المنطقة بظروف سياسية وأمنية متوترة تستدعي إعداد جيل متماسك وقادر على مواجهة التحديات على كافة الصعد.

وهنا تبرز حكمة ولي العهد ورؤيته الثاقبة في أن خدمة العلم ليست عودة للماضي، وإنما خطوة استراتيجية للحاضر والمستقبل، فهي توازن بين الانضباط العسكري والتأهيل المهني، وتمنح الشباب حصانة فكرية وجسدية تعينهم على خدمة وطنهم بثبات وعزيمة.

إن هذا التوجه الملكي الثاقب يرسخ قناعة بأن الاستثمار في الشباب هو أعظم استثمار يمكن أن يقوم به الوطن. فمن خلال خدمة العلم يتعلم الشاب الأردني قيمة الوقت والنظام، ويتدرب على الصبر والالتزام والعطاء، ليخرج أكثر قدرة على المساهمة في بناء الأردن ومواجهة تحديات العصر بروح وطنية صادقة.

خدمة العلم اليوم، كما أرادها ولي العهد، تعبر عن رؤية استراتيجية تنظر إلى الشباب كعماد المستقبل وسلاح الوطن في وجه التحولات. إنها ليست واجباً وطنياً فحسب، بل شرف ومسؤولية، وفرصة ليعلن فيها كل شاب أردني بكل فخر: “ها أنا ذا في خدمة وطني”.

عن الرأي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)