TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قاضي بريطاني: لا مبرر حقيقياً لمواصلة الإغلاق بسبب كورونا
28/05/2020 - 2:00am

طلبة نيوز- اعتبر القاضي جوناثان فيليب تشادويك سومبشن المعروف باسم اللورد سومبشن قاضي المحكمة البريطانية العليا السابق أن الإغلاق الكامل بسبب فيروس كورونا المستجد غير منطقي ويفتقر إلى المبررات، وأن ثمن الإجراءات الحكومية كان باهظاً مقابل عائد قليل من الإغلاق التام. وعلى الرغم من أن بريطانيا تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات التي تسبب بها مرض «كوفيد - 19»، فإن سومبشن فند في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» مبررات رفضه لسياسة الإغلاق قائلاً إنه لو كانت المقاهي والمسارح مفتوحة لذهب إليها من دون تردد. وكان سومبشن كتب مقالا في صحيفة صنداي تايمز تحدث فيه عن نهج الحكومة البريطانية لتخفيف القيود التي فرضتها بسبب كورونا، وعن منطقية الإغلاق الكامل وهل الوباء الحالي يستدعي كل هذه الإجراءات الباهظة الكلفة، واصفاً الوزراء بأن لديهم نقصاً في الشجاعة من خلال نهجهم الذي اتبعوه مع هذه الجائحة. وحول هذا التوصيف قال سومبشن: «يبدو لي أنه لا يوجد لديهم مبرر حقيقي لمواصلة الإغلاق أكثر من تجنب انتقادات الناس لهم.. الآن يفهم المرء لماذا لا يريد السياسيون أن يتم انتقادهم، ولكن سمة رجل الدولة أنه على استعداد للدفاع عن المصلحة الوطنية وليس الهروب من الرأي العام، خصوصاً عندما تكون قد خلقت هذا الرأي العام بنفسك بإخافة الناس إخافة شديدة على مدى الأسابيع الثمانية الماضية وتحاول إقناعهم أن هذا الوباء أكثر ضراوة مما هو عليه في الواقع». وراى سومبشن أن الأساس المنطقي للإغلاق غير متماسك، لأن الأساس المنطقي القديم كان يقضي بنشر العدوى على مدى فترة أطول وذلك للسماح للخدمة الصحية الوطنية «أن اتش اس» الاستعداد وامتلاك القدرة على مواجهة الوباء. لذلك كان شعار «انقذوا خدمة الصحة الوطنية»، ولكنهم اسقطوا ذلك الجزء من الشعار لأسباب جيدة موضحة في ورقة بحثية نشروها الاثنين ما قبل الفائت. وفي الوقت الحالي ضاعفت خدمة الصحة الوطنية من قدرتها على العناية المركزة، وهذا انجاز للحكومة مثير للإعجاب، لكنها بحاجة إلى اتباع المنطق في ذلك. والحقيقة الحاسمة هي ان كوفيد - 19 سيبقى معنا على المدى الطويل، هذه هي النتيجة الاكثر احتمالاً واتساقا مع العلم، فبمجرد ان ينتشر الفيروس بين السكان فإنه لا يختفي حتى يصاب بالمرض العدد الكافي لإكساب المجتمع مناعة القطيع أو حتى يظهر لقاح فعّال يقضي على الوباء. لذلك عندما ينتهي الإغلاق فإن الفيروس سيبقى هناك ينتظرنا. وفي اجابة عن ان مبرر الحكومة هو ابقاء عدد الإصابات منخفضاً حتى يتاح للخدمة الصحية التعامل معها وتقليل عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس الذي تسبب بخسائر فادحة في الأرواح، قال سومبشن ان هذا المبرر خاطئ، وان الدليل ليس واضحا ولا يقوم بهذا المعنى، فأكثر من تسعة اعشار الوفيات هي حالات تُظهر شهادة الوفاة أسبابا أخرى متعددة للوفاة وفيروس كورونا واحد منها فقط. فهذا الفيروس يهاجم الأشخاص الذين لديهم نقاط ضعف او يعانون مسبقا من امراض مزمنة خطيرة، وهذا يتفق مع كل الاحصائيات. وعن ان المتوفين ما كانوا ليموتوا في هذا التوقيت لولا الفيروس، وربما عاشوا لسنوات طويلة، قال سومبشن: «ليس لسنوات طويلة، فأغلبية المتوفين هم كبار في السن ويعانون من حالات مرضية خطيرة للغاية بما يكفي لذكرها كسبب للوفاة، والأغلبية العظمى من هؤلاء ربما كانوا سيموتون في وقت لاحق لكن ليس ابعد بكثير عن تاريخ وفاتهم». وعن النهج الذي يرغب برؤيته، طالما ان نهج الحكومة غير شجاع ويفتر إلى المبرر، قال سومبشن ان ما يدافع عنه هو أن الإغلاق يجب أن يصبح طوعياً تماماً، وان يترك الامر للناس وليس للدولة، ليقرروا ما هي المخاطر التي سيتحملونها مع أجسادهم. وإذا كان السؤال التقليدي الذي سيطرحه الناس على هذه الفكرة هو انه بالخروج إلى الشارع او المتجر فإن الشخص المصاب سيعدي الآخرين، قال سومبشن ان الجواب هو: «انك لست مجبراً على ان تخاطر بنفسك ويمكنك عزل نفسك طواعية، لست مجبراً على الخروج إلى الشوارع أو الذهاب إلى المتاجر، فالأشخاص الذين هم عرضة للخطر يمكنهم أن يعزلوا انفسهم، ويمكن للبقية ان يواصلوا حياتهم بصورة طبيعية». وأضاف: «لم نعش قط في عالم خال من المخاطر ولن نعيش فيه، سيتعين علينا العيش مع كوفيد - 19 لمدد طويلة ما لم يتم ايجاد لقاح يتم اختباره بنجاح». وعن الخيار الذي سيتخذه في هذا النظام الطوعي الذي يقترحه، قال سومبشن: «خياري سيكون انني أود العيش حياة طبيعية تماماً، واذا كانت المقاهي مفتوحة، فسأذهب إلى مقهى مزدحم من دون تردد.. اذا كانت المسارح مفتوحة، فسأذهب إلى المسرح من دون تردد، لأن هذا هو المنطق، فأغلبية الناس ليست لديهم امراض كامنة وهذا الوباء خفيف بالنسبة إليهم». وقال سومبشن انه في الأوراق البحثية التي نشرت مع بحث «تقييم الخطر القومي» تم إدراج جميع الأوبئة التي حصلت منذ عام 1918، وجاء في الأوراق ان معدل الوفيات بكورونا هو الأدنى واقل من معدل الوفيات بأي وباء آخر، لذلك سأكون سعيداً في هذه المخاطرة. وعن احتمالية ان يكون حاملا للفيروس من دون ظهور أعراض عليه، ونقله العدوى لغيره في المسرح او المتجر، ووفاة الشخص المنتقلة إليه العدوى، قال سومبشن : «الأمر يعود إلى هؤلاء الأشخاص وما اذا كانوا يريدون تحمل هذه المخاطرة، أن سأتحمل مخاطرة ان اصاب بالعدوى من شخص آخر، فهل هو مستعد لذلك؟»، مضيفا انه إذا كان الأشخاص لا يريدون تحمل هذه المخاطرة فهم ليسوا مضطرين للذهاب إلى المسرح، لكن يحق لنا ان نخاطر بحياتنا، خصوصاً عندما تكون الحياة تستحق العيش بسبب استعدادنا للانخراط في الأنشطة الاجتماعية التي تنطوي لا محالة على المخاطر. وعن اتباعه قواعد الإغلاق الكامل قال سومبشن انه اتبعها على مضض رغم انه لا يوافق عليها، لكن لا يمكنه خرق القانون وجعل تصرفه سلاحاً بيد الآخرين. وعن اعتقاده بأن الجميع سيفعل المنطق في حال وجود نظام طوعي بالكامل وعما اذا كان الناس سيتخذون القرارات المنطقية مع مراعاة حماية الصحة العامة، قال سومبشن: «نعم نستطيع ذلك، نحن كبار عاقلون ومجتمع متطور، وبلا شك سيوجد عدد قليل من الناس الذين سيتخذون قرارات غير منطقية، لكن لا يمكن سجن جميع الناس، لأن أقلية صغيرة ليست منطقية بما يكفي في ما يتعلّق بسلامتها». وأكد سومبشن انه يدعم الذين تظاهروا ضد إجراءات الإغلاق، لأن الإغلاق الكامل دمر سبل العيش على نطاق واسع، مسبباً اضراراً جسيمة لم تكن ابدا ثمناً نستحق أن ندفعه مقابل العائد القليل الناتج عن الإغلاق.(وكالات)

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)