TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قمحتان بالعام وسليمان
19/10/2020 - 5:45pm

طلبة نيوز -
د. أروى الحمايده

قرأت قصه أعجبتني اليوم من قصص الأنبياء عليهم السلام. وتروي القصه عن سيدنا سليمان الذي كرّم نملة" بحبتي قمح هما زادها السنويّ وحصتها المعتاده", و من ثم أغلق عليها.
وأنقضى العام وفتح سيدنا سليمان على النملة ليرى حالها, فإذا بها وقد استهلكت حبة واحده فقط. تعجب عليه السلام وسألها لم لم تأكل كلتا الحبتين وهي حصتها المعتاده. فما كان من النملة الا أن أجابته: أن حصتها برعاية الله هي حبتين وبينما هي حبيسه فخافت أن ينساها نبي الله فاحتفظت بنصف مخزونها وهو حبه تحسبا". البشر ينسون: قالت النمله!
البشر لا ينسون فقط, البشر يقعون بصيد ظروف ليست بحسبانهم أيضا". وما وباء الكورونا حاليا الا أحد الأمثله.ومخاوف البشر على أمنهم الغذائي ليست ببعيدة عن قلق نملة سليمان عليه السلام.
في الأردن, نستورد ما يزيد على 80بالمئه من موادنا الغذائيه وخاصة القمح واللحوم.فهل خطر ببال راسمي السياسات في ظل جائحة كورونا مثلا" عما سيكون حال وطننا؟هل هناك سيناريو واضح المعالم للتعامل مع ظرف طاريء قد يعز فيه استيراد رغيف القمح؟ هل هناك من استراتيجه واضحه لبدائل أو حلول؟أين هي خطط واليات ما يسمونه الأمن الغذائي؟ وهنا أتوقف قليلا" لتوضيح هذا المفهوم.فهل يا ترى نعني بالأمن الغذائي أن تكتفي الدول ذاتيا"؟ وهذا المفهوم برأيي غير دقيق اطلاقا".فالأمن الغذائي لا يعني الأكتفاء الذاتي تماما".إنما المقصود أن تكون لدى الحكومات رؤى واضحه وحلول لتزويد مواطنيها بالغذاء. فغالبية الدول قد لا تتمكن من الأكتفاء ذاتيا" مائه بالمئه لأسباب اقتصاديه أو لقلة الموارد الطبيعيه كالمياه مثلا", أو أحيانا" لنقص الخبرات وقلة الهمم أحيانا أخر!
المهم أن نملة سيدنا سليمان فاقتنا وحكوماتنا بالتفكير بالمستقبل وبترشيد الأستهلاك كمثال لتجنب خطر الجوع والنسيان. ولعل دوله كألمانيا وهي أحدى الدول التسع الأعلى انتاجا للقمح عالميا" تقنن جدا باستهلاك الخبز ولا تدعم سعره, فشعبها اضطر منذ الحرب العالمية الثانيه على الأعتماد على البطاطا كبديل للخبز ولا زال حتى هذا اليوم.أما دول أخرى فقد لجأت الى استئجار اراض زراعيه خارج حدودها لتنتج غذائها. وهذه أمثلة فقط.
وأما الأردن فلا يعد استثناء" أبدا" في هذا السياق, وانما يقع الأردن تحت عبء يتضاعف بين ندرة المياه وتزايد السكان مترافقا بتحديات اقتصاديه ومناخيه تضعنا جميعا" تحت طائلة السؤال لخلق حلولا.
ومع أن الصوره تبدو مغرقة في الضيق, الأانني اراها محفزه للحكومات ومراكز البحث واصحاب الرأي. الجميع معنيون في هذا السياق: الزراعه, المياه, البيئه, وحتى البلديات بضرورة خلق وايجاد حلول ابتكاريه قابله للتطبيق, ليس أولها طريقة النمله....
حمى الله الأردن من العوز والحاجه

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)