TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كليات المجتمع :موت بطيء وصراع البقاء
03/02/2016 - 5:30am

طلبة نيوز

كتبت: امان السائح الحراك الذي يشهده قطاع التعليم التقني وقصة لهاث كليات المجتمع نحو تحقيق الوجود الفعلي، والابقاء على كينونتها، اصبح امرا شرعيا ومشروعا حقيقيا لا بد ان تدركه مؤسسات الدولة، واستراتيجية التعليم العالي، حيث اصبحت تحصد تلك الكليات فجوة طلابية وغيابا عدديا، واصبحت تلك الكليات تواجه قهر الموت البطيء وهي تنتظر دورها بالاغلاق، بسبب توجه الطلبة للجامعات الرسمية اولا والموازي ثانيا، والجامعات الخاصة ثالثا وخارج البلد كخيار اخير للحصول على الشهادة الجامعية الاولى، والضحية كليات المجتمع . وبحسب اخر الدراسات فان نسبة الملتحقين بالجامعات اكثر من 90% من الطلبة حيث بلغ العدد في الجامعات نحو 305,000 طالب، ومرشح ان يصل العام 2025 الى 450 الف طالب وطالبة، في حين يلتحق اقل من 10% في تخصصات تقنية في الكليات الجامعية المتوسطة.كما يشهد التعليم الجامعي المتوسط تقلصاً، ليس لأعداد الملتحقين بالتخصصات التقنية فحسب وانما لأعداد الكليات الجامعية المتوسطة، حيث انّ هنالك خمس كليات تم اغلاقها في الخمس سنوات الماضية، وعشرة منها على طريق الاغلاق وذلك بسبب قلة الاقبال على التعليم الجامعي المتوسط والكلفة العالية للتجهيزات والكوادر المطلوبة للتعليم التقني والبطالة المرتفعة جدا بين خريجي كليات المجتمع في التخصصات الانسانية والتربوية. قضية كليات المجتمع والواقع الذي وصلت اليه يعتبر حالة صعبة ودقيقة وبحاجة الى وقفة مختلفة تتجه اما الى اتخاذ قرار باغلاق هذه المؤسسات رغم كفاءتها وقدراتها التي قد تفوق العديد من الجامعات القائمة ، او السعي لايجاد طوق نجاة محكم ومدروس وعلمي من اجل انقاذها من تلك الازمة التي يبدو انها ستودي بحياتها ، او قد تلجأ الى الانتحار الحقيقي. الجلد والدفاع الحقيقي الذي تتمتع به العديد من كليات المجتمع ، من اجل ايصال صوتها وتفعيل قضيتها ، امر يفتخر به ويشار له بالبنان ، ونقدم له كل ايات الاحترام ، لان صاحب الحق يمتلك صوتا عاليا ومدروسا ، صوتا يدافع به عن كيانه ووجوده ، صوتا يتمترس فيه امام الحفاظ على مقومات بقائه ، وهو الامر الذي لن يضيع حقهم ولن يبيد وجودهم لاي شكل من الاشكال ، لان كل تفاصيل التعليم العالي وتوجهاته واستراتيجيته تتجه الى تفعيل اسس التعليم التقني ودعمه لا الاجهاز عليه !! تصريحات واضحة وحاسمة من امين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي د. هاني الضمور كشف عن وجود توجه لإعادة النظر بأسس القبول بالجامعات والتجسير لطلبة المساقات الصناعية والمهنية من حملة شهادة الدراسة الثانوية العامة وبذات الوقت فقد حسم الضمور أنه لا يوجد توجه لدى التعليم العالي لوقف كليات المجتمع، مضيفاً إنما هناك إعداد دراسات من اجل طرح برامج متقدمة ومتطورة خاصة فيما يتعلق بالمسار التقني والمهني بالكليات لتعزيزها وتوجيه الطلبة للالتحاق بها. وكشف «عن وجود توجه لإعادة النظر بأسس القبول بالجامعات والتجسير لطلبة المساقات الصناعية والمهنية من حملة شهادة الدراسة الثانوية العامة «التوجيهي»، وذلك لتحفيز الطلبة على الالتحاق بالتخصصات المتعلقة بالمسار الذي درسه بالثانوية العامة.أن التعليم العالي يقدم منحة كاملة لكل طالب يلتحق بتخصص متميز بكليات المجتمع الرسمية». وفصل الضمور التوجه ، بانه سيبنى على قرارات وزارة التربية والتعليم بفصل مسارات الثانوية العامة ،صناعي وزراعي وهو الامر الذي سيجبر الطالب على دراسة ذات التخصص بالجامعات الاردنية ، من اجل توجيه الطالب للدراسة التقنية ، وعليه فان من لم يسعفه معدله للالتحاق باي من برامج البكالوريوس فانه سيتوجه الى التخصصات التقنية بكليات المجتمع . واعتبر الضمور ان كليات المجتمع عليها ايضا مسؤولية ودور كبير بحيث تنتقي التخصصات التقنية وتتجه الى الغاء كامل للتخصصات الانسانية التي لم يعد لها دور بسوق العمل . وعلى الكليات كما اكد الضمور ان تسعى لعقد اتفاقيات مع شركات ومؤسسات بسوق العمل لغايات تشغيل طلبتها بعد تخرجهم ، وهو امر ليس صعبا في حال انتهجت الكليات مسارا لتخصصات يحتاجها سوق العمل لخريجي كليات المجتمع . امر كليات المجتمع اصبح خطيرا وشائكا وبحاجة الى خطط سريعة التطبيق قصيرة المدى ، وخطط اكثر عمقا واستراتيجية بعيدة المدى لترتيب اوراق التعليم العالي بالاردن ، وايلاء التعليم التقني الذي يدعو له جلالة الملك عبدالله الثاني في جل كلماته وخطاباته ، لان محور التعليم التقني هو المحرك الفعلي لمسيرة التطور التعليمي ، حيث ان المدهش ان بالعديد من دول العالم المتقدم فان نسب الالتحاق بالتعليم التقني تصل الى اكثر من 80%.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)