طلبة نيوز

كتب الدكتور علي نايل العزام

كورونا في الاردن ....الى اين نحن سائرون ؟ أسبوعان على بداية الإجراءات الحكومية المشددة والتي بدأت في الخامس عشر منواذار بتعطيل المدارس والجامعات و ووقف صلاة الجماعة وعدد من الإجراءات بوقف رحلات الطيران من وإلى البلاد عبر منذ ١٧ اذار وتم وضع كل من وفدوا الى المملكة في حجر صحي بالفنادق . وفي ذات اليوم اعلنت الحكومة تعطيل كامل لكافة المؤسسات العامة والخاصة وفي ٢١ اذار بدأ فرض لحظر كامل للتحول في كافة مناطق المملكة ...

خلال الفترة من ١٥ اذار وحتى ٢١ اذار حدث عدد من التطورات المهمة حيث أنه يوم الثلاثاء عند الاعلان عن عطلة لكافة المؤسسات تهافت المواطنين على الأسواق خاصة وأن الحكومة والمؤسسات الرسمية وعدد من المؤسسات الخاصة صرفت رواتب العاملين فيها ما كان له أثر في حدوث تجمعات كبيرة وازدحمات في الأسواق و ما زاد هذه التجمعات والازدحام في الأسواق اعلان الحكومة يوم الجمعة ٢٠ اذار بعد الظهر عن حظر التجول الذي بدأ في ٢١ اذار ما جعل الأسواق تكتظ بالمواطنين .

قبل ذلك كانت مدينة اربد قد شهدت حفل زفاف كان أحد أهم الموجودين فيه أشخاص مصابين بالفيروس قدموا من دول أوروبية كانت أعداد المصابين فيها كبيرة ( الا ان الحكومة ولأسباب المجاملات و الخوف على علاقاتها مع الدول الكبرى لم تكن تراقب القادمين من تلك الدول ولم تتخذ اي إجراءات احترازية بشأنهم مع أن الحكومة كانت تتخذ إجراءات مشددة ي تلك الفترة " ما قبل ١٥ اذار " القادمين من دول ثبت فيما بعد انها كانت تسيطر على الأوضاع الا ان الحكومة كانت لها حساباتها السياسية ثبت انها فشلت في إدارة الأزمة وانهارت أنظمتها الصحية ) ... الأشخاص الذي حضروا حفل زفاف اربد تراوح عددهم بين ٤٠٠ و ٥٠٠ شخص بدأ حالات الإصابة بالفيروس بالظهور بعد ٤ أيام من الحفل ...

ما هو مهم حول حفل زفاف اربد ؟؟؟ حسب الدراسات حول طرائق تفشي فيروس كورونا و النماذج العددية التي يتم تطويرها بناء على التجارب العالمية السابقة في الصين وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول والتي أظهرت بأن كل شخص يمكن أن ينقل المرض إلى شخصين ونصف وفقا لهذه المعادلة 1×2.5 واذا ما افترضنا السيناريو الأسوأ من أن كافة المشاركين في حفل الزفاف قد نقلت لهم العدوى فإن حسب تطوير النماذج العددية وبما أن الاسبوع الذي تبع حفل زفاف اربد كان زاخرا بالتجمعات والازدحام في الأسواق

فإن هذا التطوير لتلك النماذج يمكن أن يكون كالتالي : الاثنين ١٦ اذار ظهور اول حالة ٤٥٠×٢.٥ = ١١٢٥ وبعد خمسة أيام حتى بداية حظر التجول فإن هذا السيناريو الأسوأ يفترض اصابة ٤٣ الف شخص وهذا الأمر يعني أنه خلال الفترة الماضية كان من المفترض بأن المستشفيات والفرق الاستقصائية كان لا بد من تكشف عن المئات من الإصابات وهذا بحمد لله لم يحدث وأن الإصابات المكتشفة في اربد والمرتبطة بحفل الزفاف بلغت حتى الخميس ٦٥ حالة مرشحة للزيادة في الأيام القليلة المقبلة ...هذا الرقم ٦٥ عند مقارنته بالرقم الذي تفترضه النماذج العددية لانتشار الفيروس هو رقم صغير جدا والحمد لله ويدل على أننا بخير وأن إجراءات الدولة ممثلة بجلالة الملك وقرارات سيدنا الاستباقية كان لها أثر كبير في تحجيم لانتشار وأن أعداد الإصابات المعلن عنها وهي بحدود ٢٠٠ والتي تظهر الدراسات الاستقصائية من فرق الاستقصاء الوبائي بانها جميعا حالات مخالطة لحالات مصابة فهذا دلالة واضحة على أننا مازلنا في المرحلة الثانية وأننا بحمد الله لم ننتقل إلى المرحلة الثالثة وهي الانتشار المحلي والذي كنا نرى عالميا أنه فتق يصعب بل يستحيل رتقه اذا ما وضعنا انهيار الأنظمة الصحية والطبية في دول متقدمة وعي دول من دول العشرين ذات الاقتصاديات الكبيرة والقوية ...

أن التقييمات الاي نسمعها من بعض الوزراء في حكومة الرزاز أحيانا هي تقييمات لا تتماشى مع توجيهات الملك بالمكاشفة والشفافية وتوعية المواطن بشكل صحيح فهذه التقييمات تستند أحيانا إلى مبدأ الصدمة وتهويل الأمور...وهنا لا بد من التأكيد على أنه من المهم تحذير الناس ووضعهم أمام مسؤولياتهم الوطنية والشعبية ولا بد من أن يتم إنفاذ القوانين وأوامر الدفاع المستندة إلى الدستور والتي تضع صحة وسلامة المواطنين في قمة الأولويات...

خلاصة القول أن على المواطنين الاستمرار في تنفيذ الإجراءات الحكومية الا انه لا بد من التأكيد على أننا لسنا في دائرة الخطر وأننا أن شاء ألله سائرون باتجاه تجاوز الأزمة...خاصو وأن الحديث متزايد في الأوساط الطبية بأن حالات عديدة بدأت بالتماثل للشفاء وأن الحالة الصحية لكافة الإصابات في العزل جيدة إلى ممتازة ما يبشر بالخير