TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كيف نقيم اداء رؤساء الجامعات فى مرحلة الاصلاح والتحول الديمقراطي؟
23/11/2015 - 9:15am

طلبة نيوز

لدينا ما يقارب من ثلاثين جامعة،وكلما أوشكت فترة أى رئيس على الانتهاء، يترشح للرئاسة عدد كبير من أصحاب الكفاءات العليا والدنيا لهذا الموقع الحساس، وقد جرب مجلس التعليم العالي عدة آليات لاختيار رؤساء الجامعات نجح في بعضها، وتعثر في أخرى، وقد عشنا على التجريب بينما دول ماثلتنا بالكثير من الظروف، استطاعت التوفيق بين متطلبات الديموقراطية، وطبيعة الظروف والمعطيات المحلية بحلول تدمج بينهما وتبعد كل السلبيات.

موضوع تقييم اداء رؤساء الجامعات دُرس من قبل دول لا تقيدها تقاليد اجتماعية وعشائرية ومناطقية، ووضعت له اسس ومعايير تعكس فلسفة العمل الاكاديمى ، أشهرها الاهلية Meritocracy""، والقدرة على التكيف "Adaptability" ، والشرعية القيادية legitimacy""، وهذه المعايير تعكس فى نهاية المطاف فلسفة الجامعة في خدمة المجتمع، والنهوض به، والمساهمة فى دعم الجهد العالمي فى مجال البحث والاكتشاف.
كل القيادات الاكاديمية الاردنية تحمل قدرا من التأهيل والتجربة، وتبقى "كفاءة" العمل هي الامتحان الأهم، إذ إن مواجهة تراجع الأداء الذي وصل إلى أدنى مستوياته في بعض الجامعات يستدعي مزيدا من التدقيق والتمحيص فى أهلية Merit"" الاشخاص الذين يشاركون فى ادارة الجامعة اكاديميا و إداريا شهاداتهم; مصدرها، مصداقيتها، ابحاثهم; عددها وقيمتها العلمية،خبراتهم; الادارية والقيادية، ترقياتهم; توقيتها وصحتها، وفيما اذا تم اختيارهم بناء على الكفاءة والاهلية ام على العلاقات الشخصية، بدأ من نواب الرئيس وانتهاء برؤساء الوحدات الاكاديمية والادارية.

وهناك القدرة على التّكيف "Adaptability" الداخلي والخارجي، التكيف مع معطيات وظروف الجامعة المتاحة، وتعظيم المكتسبات العلمية والمالية، والحد من الترهل والهدر المالي، والتّكيف مع متطلبات العصر وادواته في ربط المقومات والكفاءات ببعضها، وتطوير الاداء الاكاديمي والبحثي لأعضاء هيئة التدريس فى عصر الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات، والاستفادة من الحوسبة وقواعد البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي لما فيه مصلحة الطلبة والعمل الجامعي، ويمكن تقييم هذا المعيار من خلال الاستقرار المالي والاداري، والنمو والتطور فى انظمة وتعليمات الجامعة وخططها الدراسية للانتقال السريع إلى مجتمع المعلوماتية.

لكن يبقى المعيار الجوهرى فى تقييم اداء رؤساء الجامعات يكمن فى شرعيتهم القيادية legitimacy" " المبنية على الرضى والقبول من المجتمع الأكاديمي والتى يمكن قياسها من خلال استطلاعات الرأي" opinion poll" حول القضايا التي تهم الوسط الاكاديمي; مثل مستوى الرضى الوظيفي للاساتذة والموظفين، رايهم بمستقبل الجامعة، هل الجامعة تسير بالاتجاه الصحيح ام الاتجاه الخاطىء؟ هل يشعر الطلبة بانهم يتلقون تعليما يكافىء ما يدفعونه من رسوم،وهل نجحت الجامعة في تأهيلهم لسوق العمل؟

نحن نعرف أن مسألة الكفاءة "Competency" في ادارة العمل الجامعي تبنى على الإنتاجية وليس على التصريحات الصحفية والانجازات الوهمية ، ومقاييس الاداء الموضوعي موجودة ، وهي تطبيقات نجحت فيها العديد من الجامعات العريقة التي سبقتنا في هذا المجال، ولا ينقصنا سوى التطبيق العملي لمبادىء النزاهة والشفافية التى اشار اليها الملك عبد الله الثاني فى خطاب العرش الاخير حينما دعا الى إقرار مشروع قانون النزاهة ومكافحة الفساد، ليكون القانون الخامس فى سلسلة القوانين الاصلاحية الجديدة التى تهدف الى تعزيز حقوق الانسان وترسيخ النزاهة والشفافية..فهل من ذلك سبيل الى آلية تجديد او تعيين رؤساء الجامعات لتكون متوافقة مع خطط المستقبل البعيد،وتترافق واستمرار تحديث الدولة ومؤسساتها فى حدود رؤية الملك فى وطن متطور وحديث!!.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)