TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كيف ينظر الملك للجامعات والبحث العلمي؟
19/07/2016 - 10:00am

طلبة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات

 

الدول المتقدمة والتي تحتل أعلى مؤشرات مقاييس الرفاه الاجتماعي هي تلك التي أسست إقتصادا قام ويقوم على تسخير البحث العلمي في الإبتكارات والإختراعات من ناحية، وفي التحسين والتطوير على المنتجات الصناعية الوطنية بكافة أشكالها. 

وتعد الجامعات في الدول سابقة الذكر حاضنات البحث العلمي بإمتياز، ويعد أساتذتها ومفكريها وباحثيها بما لديهم من حريات وصلاحيات تعدت وتخطت حواجز البيروقراطية والتقليدية العاجزة والقاتلة قادة البحث العلمي الذي بنى مكانة إقتصادية لدول كألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها.

جامعاتنا في المملكة الأردنية الهاشمية نكن لها كل محبة وإحترام وتقدير، ولا نقول فيها إلا كل خير، ولكن الطموح أعلى والمطلوب كثير، والمواجع موجودة بأمثلة عناوينها الألم والحسرات في التفرد والتعنت والجبروت وسوء إستخدام السلطة لدى الإدارات الجامعية، مما كبح جماح أساتذة الجامعات ومفكريها لتبقى مؤسسات تعليمية فقط وتبعد كل البعد عن دورها البحثي التنموي، والمثال عام ولا نخصص.

أستاذي الألماني بيتر أودلوفت والذي أرسل لي رسالة قبول موقعة منه عام ١٩٩٨ لإكمال الدكتوراة تحت إشرافه في جامعة فورتسبورغ في الجيولوجيا والبيئة، بناءا عليها حصلت على منحة من مؤسسة التبادل العلمي الألماني (DAAD)، وحصلت بناءا عليها كذلك على فيزا للسفر لألمانيا من السفارة الألمانية في عمان، وأكملت إجراءات القبول في الجامعة والإقامة وفقا لها. تفاجأت لدى وصولي الجامعة بمكتب وحاسوب ومختبر وأدوات وأجهزة قياس مخصصة لي قبل أن أصل، وتفاجأت من المكانة المرموقة لأساتذة الجامعات في الدولة الألمانية، ولم أسمع عن بيروقراطية وصعوبات تواجه الأساتذة خاصة في ميدان البحث العلمي.

أساتذة الجامعات لدينا همهم في إطار التهميش وحالة الخوف والرعب التي تعتريهم البحث العلمي الذي يؤدي للنشر لغايات الترفيع، والتفرغ العلمي لضبط حالهم المالي، ولا ولم نسمع عن إبتكار أو إختراع ساهم برفد إقتصاد الدولة الأردنية، لا لسوء فيهم لا قدر الله تعالى، بل لعدم وجود قيادات أكاديمية تشجع، ولا مرجعيات في الدولة تحفز، يضاف إلى ذلك حالة الرعب والخوف والتي تحدثنا عنها ونعزيها لأنظمة الجامعات التي تعطي رؤساء الجامعات صلاحيات مطلقة، فتجعل من الأستاذ الجامعي ملقن يخشى الإبداع ويخشى طرح الرأي، ويخشى حتى الحديث، ويحسب على المجتمع آلة تفرغ ما تشحن، ويتحول مع الزمن إلى متزلف للإدارات ويتعود الجيل الملقن بالفطرة والحاسة السادسة المعطلة منه على ذلك، فنبقى ندور في فلك العجز والموت وعدم المقدرة على شيء سوى لغة الإشارة الخائفة. 

جلالة الملك إبن المؤسسة العسكرية وهو صاحب رؤية وإطلاع ويعد شخصية عالمية صاحبة حضور واسع جدا، وقد منح جلالته عدة شهادات دكتوراة فخرية من جامعات محلية وعالمية لدوره وجهوده في السلم الدولي وترسيخ مباديء الوسطية والإعتدال، فضلا عن تعميق مفهوم المؤسسية والنضج السياسي والدولة المدنية على المستوى الوطني.

وأمام حالة الفقر والبطالة والصعوبات الإقتصادية التي تعانيها المملكة، فجلالة الملك حفظه الله تعالى ورعاه مطالب بالإستماع إلى طروحاتنا وما نواجه من تحديات، وسبل التغلب عليها، لكي نوحد الحلول وتكون موجهة وهادفة لمجد الدولة الأردنية.

حمى الله الوطن وقائد الوطن، وحمى الله الشعب.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)