خ

​ـ اقامت الجامعة الأردنية مساء الإثنين حفل تأبين لرئيسها الأسبق العالم الجليل الدكتور إسحق الفرحان الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى في السادس من تموزالماضي بعد حياة زاخرة بالإنجاز والعطاء الانساني .

واستذكر أهل العلم ومحبوالمربي والأكاديمي والسياسي الفرحان مناقبه ومواقفه المؤثرة في الدفاع عن قضايا امته , وسيرته الطيبة مشيرين إلى أن رحيلة شكل خسارة فادحة لحقل التعليم واللغة العربية باعتبارها هوية الامة ووعاء ثقافتها وحضارتها الإنسانية .

وقال رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة " اقف اليوم في تأبين قامة وقيمة إنسانية ومعرفية عظيمة , شخصية قد يختلف بعض الناس معها , ولكننا بالتأكيد نتفق عليها جميعاً ".

واضاف أن الحديث عن الراحل الكبير , هو حديث تذكر دائم وذكرى مقيمة لا ترحل , ومراحل بناء ووعي وانتماء للارض والإنسان ,لافتاً إلى البناة الاوائل للجامعة الأردنية من رؤسائها الذين كان همهم الأردن والمعرفة وبناء جيلٍ واعٍ ومتعلم يسهم في نهضة وطنه وأمته وعالمه .

وتناول رئيس الجامعة جانباً من إنجازات الفقيد الكبير خصوصاً عطاؤه في حقل التربية والتعليم وتأسيس مؤسسات تعليمية وخيرية فضلاً عن امتلاكه لغة القرآن الكريم التي أهلته أن يكون عضواً في مجمع اللغة العربية الأردني .

واعلن القضاة عزم الجامعة إطلاق اسم الراحل الكبير على احد المدرجات في الجامعة تخليداً لذكراه العطرة في خدمة المؤسسات التعليمية وفي طليعتها الجامعة الأردنية .

وتحدث في الإحتفال رئيس مجلس النواب الاسبق الدكتور عبداللطيف عربيات حول علاقته بالفقيد الفرحان والتي تمتد منذ عام 1948عندما جاء أهل عين كارم للسلط , وحتى وفاته .

وقال " أن الفقيد كان من الأوائل في مدرسة السلط الثانوية ومن العشر الأوائل الذين اجتازوا امتحانات المترك عام 1951 ليتم ايفاده في بعثة دراسية على نفقة الحكومة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت, ويتمكن من إكمال دراسته الجامعية في تخصص الكيمياء ".

وتطرق عربيات إلى إسهامات الراحل الكبير في قيادة التغيير في وزارة التربية والتعليم لا سيما اصدار قانون التربية رقم 16 لعام 1964 وتطوير المناهج المدرسية والتي وضعت الأردن في مقدمة دول المنطقة باعتراف مؤسسات تعليمية عربية وهيئات عالمية منها منظمة " اليونسكو .

واستذكر الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش حضور الفقيد الوطني ودوره الكبير في إنارة دروب الجيل من خلال عطائه في التربية والتعليم, مؤكداً أنه ترك ارثاً زاخراً في الفكر المتقدم للأجيال الصاعدة .

ووصف العموش الراحل الفرحان بانه كان منفتحاً ومنضبطاً وعمل على بناء علاقات حميمة مع الأخرين, ولديه اهتمامات بالتخطيط والأدارة , ورفض العنف , وكان إيمانه العميق الحرص على أمن الأردن واستقراره وازدهاره .

بدوره أكد عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الدكتور صالح الرواضية أن الفقيد كان معلماً متسامحاً وأستاذاً جامعياً حازماً ووزيراً متفانياً في تأدية واجباته , ورئيساً للجامعة بانياً ومطوراً مشيداً بنتاج الفقيد العلمي الذي تزخر به مكتبته من المؤلفات والدراسات والمصنفات الدينية والتربوية والسياسية والاجتماعية وامتازت بالأصالة والموضوعية والرقي في الطرح والمضمون .

وبين الرواضية أن الفقيد وقف على العديد من القضايا والمشكلات التي شغلت السياسيين والمصلحين خلال القرن العشرين وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومشكلات الشباب والتحديات الثقافية .

وسلطت ارملة الفقيد السيدة عائدة بدران الضوء على مراحل من حياة الفرحان العلمية والعملية والعائلية والتي امتدت قرابة (60) عاماً لافته الى أن حياتهما كانت مليئة بالمشاعر النبيلة التي تقوم عليها بناء الأسرة الناجحة من ود وتفاهم ومحبة واحترام .

واكدت أن المنصب كان عند الفقيد تكليفاً لا تشريفاً وكان يبدأ عمله ببرنامجه الإصلاحي بالعزم والتصميم والسباق مع الزمن خلال مسيرته المهنية .

واثنت بدران على مواقف الفقيد,لاسيما مقابلته الإساءة بالإحسان والمثابرة , ومحبة واحترام الناس ,وأن محبة القدس سكنت قلبه.

ويشار الى ان الراحل الكبير شغل منصب وزير التربية والتعليم ووزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بين عامي (1970ــ1973 )وترأس الجامعة الأردنية بين عامي ( 1976 ــ 1978) .

وعمل استاذاً في جامعة اليرموك وترأس جامعة الزرقاء الأهلية خلال الفترة من ( 1994ـ 2006 ) وشارك في العديد من اللجان العلمية والتربوية والسياسية واللغوية الى جانب عضويته في مجمع اللغة العربية الأردني منذ عام 1977 وحتى وفاته .

ويحمل الفرحان عدداً من الأوسمة الملكية منها وسام التربية الممتاز, ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى , ووسام وشهادة ملكية بعضوية مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي .

حضر الاحتفال رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة , وعدد من الوزراء السابقين , وكبار المسؤولين في الجامعة , وجمع من اعضاء هيئة التدريس والباحثين , وآل الفقيد الكرام .