طلبة نيوز

د. مفضي المومني.

أما وقد جرنا من سبق من وزراء التعليم العالي لاختزال قضية إصلاح وتطوير التعليم العالي إلى ملهاة اختيار والتمديد لرؤساء الجامعات، فقد اندمج الجميع مكرهين أو طائعين للمشاركة في هذه المسرحية التي نعرف جميعا أنها تفتقد للمصداقية والشفافية على الأقل فيما مضى من الاختيارات إلا من رحم ربي! ولا أقول أن الطرق السابقة في الاختيار المباشر كانت سليمة أيضا، المهم قضية الساعة هي عملية اختيار رئيس جامعة البلقاء التطبيقية والتي هي على المحك، وتأخذ إبعادا كثيرة وتقتضي من معالي وزير التعليم العالي الجديد أن يتدارك الأمر وان يأخذ كل الأبعاد التي تصب في مصلحة الجامعة وان يتدخل لضبط الأمور ولا نظن عليه بذلك، وهو الرجل الذي خدم طويلا في التعليم العالي وزيرا ورئيسا للجامعات وهو الذي كلفه جلالة الملك لتولي رئاسة اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والتي ستضع خططا واستراتيجيات تنفيذية لإصلاح النظام التعليمي بمجمله وإدارة مواردنا البشرية بحكمة لما فيه مصلحة وخير بلدنا الذي نحب.
أما مشكلتنا التي لا يعرفها البعض في جامعة البلقاء ، ومطالب أبناء الجامعة أن يكون رئيسها احد أبنائها بغض النظر عن المناطقية، وهو طلب قد يكون محق إذا علمنا أن وزير التعليم العالي السابق قد استخدمه في تبرير اختيار رئيس الجامعة الأردنية الجديد الذي نحترم من أبناء الجامعة، حيث صرح في حينه انه تم اختياره ليتابع مشاريع الجامعة إلى آخره، فما بالك بجامعة تمتد كلياتها على مدى مساحة الوطن من شماله إلى جنوبه وتعد من اكبر الجامعات الأردنية ! القضية أن الجامعة لا ولن تحتمل أي رئيس جديد يجعل منها حقل تجارب لاكتساب خبرات جديدة في إدارة الجامعات، ولا تحتمل رئيس غير مؤهل وغير متمرس وغير عارف بالجامعة وكلياتها وبنيتها وأبنائها، أنا هنا لا اغمز أو المز باتجاه أي زميل من أبناء الجامعة، ولا ادعوا بدعوى المناطقية والمحاصصة، فقط ادعوا أن تختار اللجنة المكلفة شخص يكون على قدر إدارة هذه الجامعة، شخص لن يدخل الجامعة بموت سريري ويجلس على كرسيه ليعد أربع سنين رئيسا للجامعة بأي شكل من الإشكال، يضيفها إلى سيرته الذاتية وبعدها لتذهب الجامعة وأبنائها إلى الجحيم، نريد رئيسا يقود الجامعة باقتدار، واعرف أن مهمة الاختيار صعبة واعرف أن اللجنة تدرك كل الأبعاد ولكن من باب التأكيد والتذكير، وأقولها لمصلحة البلقاء الجامعة ولمصلحة الوطن الذي نحب ونريده شامخا أبدا، على اللجنة أن تتأنى وان تدرك أن مطالب أبناء الجامعة محقة، وهنا أسجل كما أسجل دائما احترامي لكل المرشحين لرئاسة الجامعة من داخل أو خارج الجامعة فهم أكاديميون نعرفهم وندرك التمييز بينهم ليس لأشخاصهم، فكلهم قامات أكاديمية محترمة، ولكنهم يختلفون بالقدرات والخبرات وهذا طبيعي، ولا يضير أيا منهم.
دعوتنا كأبناء جامعة البلقاء لمعالي وزير التعليم العالي ومجلس التعليم العالي ولجنة اختيار الرئيس، انتم على قدر المسؤولية والأمانة، وترجوا أن يكون قراركم شفافا ونزيها ولا يتأثر بأي توجيهات لا تصب بمصلحة الجامعة، جامعة البلقاء جامعة وطن تطورت بشكل كبير، وبفترة قصيرة، خريجوها مميزون بشهادة أصحاب العمل، لديها مشاكلها التي تنحصر غالبا في الإدارة والتمويل، لها خصوصيتها، نقول لرئيسها الجديد أعانك الله على تحمل الأمانة ، ونقول مرة أخرى لا تخذلوا جامعة البلقاء برئيسها القادم، حتى لو تطلب الأمر إعادة تشكيل لجنة الاختيار أو تغيير طريقة الاختيار أو استدعاء أكاديميين لم يتم اختيارهم سابقا، القضية تستحق ان تراجع وان لا نستمر في الخطأ إن وجد، جامعة البلقاء واختيار الرئيس الأفضل والأنسب لها يجب أن يكون عنوانا لبداية جديدة لوزارة التعليم العالي ورئيسها الجديد القديم، وثقتنا وأملنا أن لا تُخذل الجامعة وأبنائها برئيسها الجديد...حمى الله الأردن.