طلبة نيوز- بقلم د. مفضي المومني
قبل سنوات خلت زرت احدى مدارس الشمال ووجدت الباب الرئيسي مغلق، وبعد انتظار تم فتح الباب لافاجأ بالمدير وجميع المعلمين يحملون العصي والبرابيش وذهلت صراحة من ذلك، وعندما تناقشت مع المدير اختصر علي الحديث قائلا(ما بيجوش الا بالعصا) وافتخر انه يرعب الطلبة ويخيفهم ويضبطهم بهذه الطريقة.
في المقابل اسوق مثالا مما قرات، فقد زار مدير تربية في بريطانيا احدى المدارس الابتدائية وعمل جولة في المدرسة مع المديرة، ملاحظا ان الصمت التام يسود المدرسة وان الاطفال ساكنون لا يتحركون، وتباهت المديرة انها تدير المدرسة بهذه الصورة، غادر مدير التربية وحال وصوله مكتبه، ارسل لها كتاب الإقالة، لانها لو كانت تربوية فعلا لادركت حاجة الاطفال في هذا السن، الذي يتصف بالنشاط الزائد والحركة، وان عليها ان توفر لهم تعليما واجواء تمكنهم من استخدام وتفعيل نشاطهم وحركتهم، هكذا تقول التربية.
يستغرب البعض ان هنالك من يستخدم العصا في مدارسنا، لكني اقولها وانا متاكد منها ومن خلال حقائق شاهدتها بعيني ان هنالك من المعلمين ومدراء المدارس من يستخدم العقاب البدني ضد الطلبة وبطرق مختلفة( عصي وهي انواع واشدها ايلاما الخيزران، برابيش ، كوابل واسلاك كهربا، وان تعذر او كان المعلم لا يحمل هذه الاسلحة فالملاكمة والبوكسات والشلاليت حاضرة) نعم هذا موجود والمؤسف ان بعض المعلمين يتعامل مع الاطفال والطلبة بندية وكانه في حلبة مصارعة او في مشاجرة، ولا اعمم طبعا ولكن هذا الاسلوب اعتبره متخلف وغير تربوي ويمنع استخدامه، واشد على يدي معالي وزير التربية الذي عمم بالمنع.
نتعلم التربية ونظرياتها، ولا اظن ان معلما لم يتلقى تاهيلا تربويا ومسلكيا، بكيفية التعليم وادارة الصف والتعامل مع الطلبة، ومعرفة خصائصهم في المراحل النمائية، في الجوانب العقلية والانفعالية والنفس حركية، وبالتالي تصميم تعليم وتدريب يتوائم مع هذه المراحل، وهنالك في ادبيات علم النفس التربوي ما يوضح ذلك مثل قوائم هافجرسنت، واعتقد انه على كل معلم في اي مرحلة تعليم حتي الجامعي، دراستها وتمثلها وتطبيقها، لاننا لا نريد جيلا مرعوبا تربى بالعنف والخوف، نريد جيلا يستخدم عقله ويبحث ويبتكر ويطلق العنان لقدراته لان ذلك ينعكس على المجتمع والوطن.
ولمن انعدمت حيلته من المعلمين، واعتقد ان علاقته مع طلابه لا تمر الا بالعصا، اقول له وليتذكر معي ايام كنا بالمدارس وكان الضرب والتعنيف البدني موجودا، كان هنالك معلم او اكثر لا يستخدمون العصي ويحترمون الطلبة ويعاملونهم كابنائهم، وهم الباقون بذاكرتنا ونذكرهم بخير للآن، وكانوا يديرون الصف بنظرة ، ولم نسمع منهم صوت او شتم او كلام بذيء، الطالب يتعلم التعامل معك بطريقتك، فإذا احترمته وعلمته وشعر بجديتك احترمك، وان استخدمت الايذاء البدني والشتم فلا تنتظر منه غير ذلك، لان المعلم هو نموذج للطالب، من الممارسة هنالك الف طريقة وطريقة لضبط سلوك الطلبة، ليس منها الايذاء النفسي والبدني، لنتعلم من الآخرين ممن سبقونا في التعليم والتربية، ومن تعاليم ديننا وثقافتنا الايجابية، طلابنا وشبابنا هم مستقبل بلدنا، نريدهم جيلا مسلحا بالعلم والخبرة، وبشخصيات مؤثرة تساهم في بناء الوطن الذي نريد… .حمى الله الاردن.