TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
لمصلحة مٓن غياب الرأي الأخر في الصحافة المكتوبة والمرئية ؟! أ.د.محمد القضاة
11/07/2016 - 11:30pm

طلبة نيوز-  تجديد الحريات الصحفية ضرورة ديمقراطية وطنية؛ إذ لم يعد خافيا على احد ان الحريات الصحفية الملتزمة بالقانون والشفافية في الصحف المطبوعة والمرئية مثار استغراب لغياب الراي الاخر فيها، وإذا ما طالعناه وجدناه يُنشر على استحياء مغلّف بالخوف؛ وكأن الخوف من الرأي الآخر صار أساسا لاستمرار هذه القطاعات الإعلامية دونما حساب لرأي القرّاء والمشاهدين الذين يتندرون على غياب المقالة الجريئة والرأي السديد.  

والراي الاخر ينعكس في نوعية الأفكار والاطروحات التي يمكن ان نعاينها في الصحف اليومية والبرامج الحوارية، وكأن الرقيب القديم الذي أنهته وزارة الاعلام قبل عقدين يعيش اليوم بأفكاره وأطروحاته في عقول مسؤولي هذه القطاعات، حتى بات الجميع امام سؤال مفصلي مهم؛ لمصلحة مٓن تختفي النخب المثقفة عن المشاركة في انتاج الأفكار والاراء الجادة؟ وتنبثق من السؤال أسئلة فرعية كثيرة تؤكد جميعها على ان الأعلام الأردني والصحافة والوسائل المختلفة تحتاج لثورة تجديدية تطيح بالصور النمطية والافكار المعلبة والبرامج والمقالات التقليدية لصالح فكر متقدم يتناسب ومعطيات العصر ووسائل الاتصال الحديثة.

الصحف اليومية والبرامج الحوارية في الفضائيات الاردنية تحتاج الى تقييم علمي موضوعي من ادارات الصحف والمحطات نفسها، لكي يعرفوا أين هم مع حجم التقدم الذي وصلت اليه الصحافة العربية والعالمية في قدرتها على استقطاب القرّاء؟! وهم بالكاد يطرحون سؤالا جادا على أنفسهم ، لماذا تتراجع صحفهم وتتقدم المواقع الالكترونية المحلية عليهم؟ مع أن هذه المواقع تدار في أحسن الأحوال من قبل شخص او اثنين، في حين تجد في الصحف والتلفاز العشرات الذين يخدمون المواقع الالكترونية فيها، ومع ذلك ما زال حجم المنافسة متواضعا، أو أن المنافسة مفقودة! مما يعني ان هذه القطاعات لا تبادر من ذاتها لإنقاذ صورتها امام القرّاء والمشاهدين، وبالتالي قد تجدها على هامش الهامش، والهامش يبقى هامشا مهما تغيرت إيقاعات الألوان والأسماء والإعلان؛ لان الأصل ان تعيد الصحف والفضائيات تقييم ذاتها بطريقة علمية منهجية من خلال استبانات مدروسة توزع على مختلف القطاعات كي تعرف حجم الغربة بينها وبين مجتمعها.

 لا نريد ان نقلل من الدور الذي اضطلعت به صحفنا وتلفازنا، ولكن لا يجوز ان تتراجع وتظن انها تتقدم، والاسباب واضحة مثل عين الشمس، وهي تحتاج فقط من يزيل الحجاب عنها بجرعات جديدة من الحرية المسؤولة كي لا يبقى بَعضُنَا ينظّرُ على بعض؛ وكأن المُنظّر هو الفهيمُ الوحيد مع أنّ من يسمعونه بالكاد يفهمونه؟ ولا نريد ان يتذاكى هؤلاء ويختبئون خلف الخوف، وهذا الأمرُ كان سببا في تغييب النخب المؤثرة والأقلام الجريئة وإهمالها؛ وهي نخبة تحب الوطن قويا مؤثرا ولا تحبه ضعيفا.

والخوف يولّد الضعف والاستكانة والموت البطيء، وصحفنا ومحطاتنا تموت مع الأسف ببطء شديد؛ لانها لا تلتقط ما يريده صانع القرار حين يلتقي الكُتّاب والاعلاميين لابراز الايجابيات الى جانب السلبيات لكي يتمكن من معالجة الخلل والقصور في مؤسسات الدولة واجهزتها. وكم من مرة قال سيّد البلاد حريتنا سقفها السماء ومع ذلك لم تلتقط هذه القطاعات رغبة جلالة الملك في ان يرى الاعلام الأردني بكل مكوناته وقد تجاوز إعلام المنطقة حرية وثقافة.

 ومع الأسف يتحول البعض في الصحف ومحطات التلفزة الى زعامات تحيط ذاتها بهالة تبدو كأنها أكبر من المسؤول  ومن الشارع والمجتمع؟! ويطالبون دائما بالحوافز دونما انتاج وابتكار، فهذه مسألة تحتاج لعلاج حقيقي وذاتي من داخل الجسم الصحفي والاعلامي ومن داخل الصحف نفسها، لإعادة الأمور الى طبيعتها كي يعرف كل واحد حجمه الطبيعي بعيدا عن التضخيم والهليمان الفاقع.

لا اريد ان اعود الى الوراء لكي اكشف شيئا معروفا يعرفه كلّ الصحفيين والكُتَّاب حين كنّا في حقبة السبيعنيات والثمانينيات عندما كانت الصحف تعج بالإثارة والحريّة والرأي الاخر والمنافسة، وكان مندوب الصحيفة لا يهدأ له بال في سبيل تقدم صحيفته، واليوم بات هؤلاء مخاتيرا! ولا تستطيع ان تناقش احدهم؟ غير انني ما زلت متفائلا من أن الأيام القادمة قد تتحرك فيها الصحف والفضائيات الى الامام لكسر حاجز الخوف وفتح الأبواب من جديد، بعيدا عن لغة قلة المال، وحرمان الكُتّاب من مكافآتهم، على قاعدة أنّ الكتاب مثل الهم على القلب لكثرتهم ، ظناً منهم أنّ من دبج مقالة صار كاتباً، الأمل بالجميع ان يقرأوا احوالهم كي تعود للصحف المطبوعة والمرئية والمحطات الإذاعية الحياة من جديد ودون ذلك قد نحصد العقير ولا نعرف تصحيح المسير.

mohamadq2002@yahoo.com

‏‫

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)