طلبة نيوز-أ.د نضال يونس
وزير التربية والتعليم الحالي صاحب السيرة الذاتية الطويلة في التنقل بين الوزارات المختلفة من وزارة التنمية الإدارية، للبيئة للثقافة لتطوير القطاع العام، وأخيرا للتربية والتعليم،لا يتواني عن إطلاق تصريحات نارية متعلقة بعدم قدرة 22% من طلبة الصفوف الثلاثة الأولى) 100 أﻟﻒ ﻃﺎﻟﺐ ) عن ﻗﺮاءة اﻟﺤﺮوف وإﺟﺮاء ﻋﻤﻠﯿﺎت ﺣﺴﺎﺑﯿﺔ ﺑﺴﯿﻄﺔ"،أو أن الجامعات الأردنية تخرج "ما هب و دب" ,أو ان الوقت قد حان لاعادة " هيبة امتحان التوجيهي"،حالة رسمية غارقة في الفنتازيا،حتى أنك لا تستطيع أن تتجاوز عن سطر من سطور تحليلاته الطويلة عن وضع التعليم العام والجامعي في الاردن!
ان صحت هذه التصريحات فهذا يعني أننا نعيش حالة من التراجع الحاد لمستوى التعليم العام في الأردن لا مثيل لها؛ولا عجب في ذلك فنحن نعيش في زمن لا معايير فيه للجودة،ولا مقاييس للنجاح،ولا اسس واضحة لمن يصلون الى مواقع القيادة العليا، إذ لم يعد مستغرباً أن يتحول من أثبتوا فشلهم في ميدان العمل إلى مسئولين وخبراء ومستشارين، تماماً كما يحدث اليوم في إدارة ملف امتحان الثانوية العامة الذي بات السوء ينخر في مفاصله!
أمثله عديدة تشخص تماما هذه الواقع ، نسب متدنية في النجاح خصوصا في الفرع الأدبي ،طلاب القسم الأدبي في الرمثا لم ينجح منهم احد، الوزارة تفتح تحقيقاً مع نحو 10 مراقبين لامتحان الثانوية العامة بسب مزاعم عن تساهلهم مع طلبة خلال الامتحان، حرمان 107 طلاب من أصل 109 من الامتحان في بعض المناطق بسبب الغش، طلاب غاضبون يغلقون طرقا رئيسية في محافظتي الكرك والمفرق، طلاب يقتحمون مديرية تربية لواء القصر ،واخرون يضرمون النار في مبنى مدرسة “عيرا” الثانوية في مدينة السلط.وطالب يطعن معلماً في مدرسة الشاملة المهنية في محافظة الطفيلة!

قصة التوجيهي الأردني مع وزراء التربية والتعليم لا مثيل لها، فثمة وزراء خبراء في المحافظة على "هيبة الامتحان" وخبراء في كيفية "تصحيح الامتحان"،وخبراء في "تغيير المناهج" فى بضعة اشهر، ووزراء خبراء في "تمديد الامتحان" على سنتين، وآخرون يريدون "الغاء الامتحان" من أساسه ، و"كلما دخلت أمة لعنت أختها" ،جميعهم خبراء يعيشون الدور ويتقمصونه كممثلين بارعين حتى يعتقد المواطن أنهم كذلك إلى أن تصطدم ذاكرته بنتائجهم الكارثية على ارض الواقع فيفتح عينه على الحقيقة المرة!!

وزراء وخبراء جدليون سيظلون عبئاً على واقعنا التعليمي المأزوم،ولا ادري كيف يمكن للمبادرة النيابية "لإصلاح التعليم العام" أن تخطو في الاتجاه الصحيح لطريق النجاح المأمول، وأغلب من يصدرون القرارات كانوا هم أصل المشكلة ولب القضية، ولذلك سيبقى ملف التراجع والترهل مفتوحاً لاستقبال قضايا أخرى جديدة ما بقي هؤلاء!