طلبة نيوز- أ‌.د. عبدالله عزام الجراح
منذ شغور منصب رئيس جامعة مؤتة قبل حوالي الشهر ، وفتح باب الترشح لشغل هذا الموقع، وبورصة الأسماء المرشحة لتولي هذا المنصب تراوح مكانها -على الرغم من تقديم حوالي السبعين طلبا- فمن وزير يرغب بالعودة إلى الأضواء بعد أن أفل نجمه، إلى رئيس يرغب باستمرار ونقل جيناته و نفوذه وسيطرته ، مرورا برئيس منهزم يرى في الموقع فرصته وحربه التي قد تعيد إليه شيئا من كبريائه المحطم ، تغيب مؤتة السيف والقلم، وتتوارى خلف كل هذه الانحيازات الجغرافية والتاريخية والعشائرية أحلام المؤتيين الذين أتعبهم طول الانتظار وقصر ذات اليد، وضياع البوصلة، وهم يرون مؤتة وقد أثقل كاهلها وتناهشها الطامعون، وحيد وابعد عنها القابضون على جمرها والمتعطرون بقيصومها وزعترها ، والذين لا يرون في مؤتة إلا حلما طال انتظاره وعيدا غاب عنه الفرح منذ أمد بعيد، و آن له أن يزهر وينشر الفرح .
مؤتة ايها السادة لا تحتاج الى رئيس يمتلك سيرة من عشرات الصفحات ولا رئيس لديه عشرات المشاريع الوهمية ، ولا رئيس لا يعرف ولا يرى من مؤتة إلا طريقا إلى عمان، مؤتة وطن وتحتاج إلى رئيس يعرف إن مؤتة وطن، يعرف ريحها وشيحها ويعرف داءها ودواءها.
مؤتة الوطن والوطن مؤتة تحتاج إلى رئيس يجمع خلفه شرفاء مؤتة الكثر، تحتاج إلى رئيس يطلق العنان لإبداعات أهلها، وتحتاج إلى رئيس يعطيها ولا يأخذ منها. مؤتة الوطن والوطن مؤتة تحتاج إلى رئيس يقيم بين ثنايا ضلوعها، يسمع نبض قلبها ويعرف أوجاعها قبل أن تبوح بها.
مؤتة ككل بقعة من الأردن الغالي فيها الكثير الوفير، وفيها ومنها قوافل الحماة و الشهداء يوم النفير، مؤتة كيمياء خاصة تحتاج إلى رئيس يعرف خواصها، بنيتها وتركيبتها وسلوكها، يعرف كيف يربط جزيئاتها ويفهم تفاعلاتها.
مؤتة لا تحتاج إلى رئيس مدعوم، لا بل إلى رئيس داعم، مؤتة تحتاج الى رئيس يسكنها وتسكنه لا رئيس لا يرى في مؤتة إلى محطة قصيرة ورحلة عابرة, مؤتة تحتاج إلى رئيس أمين قوي قادر على رص الصفوف وإعطاء الحقوق لا نشر الخلاف والعقوق.
كلنا يعرف كيف يتم في الخفاء اختيار الرئيس وكلنا يتمنى أن يكون الاختيار على أصول ثابتة فحواها مصلحة الوطن.
مؤتة تحتاج إلى رئيس بحجم الوطن ، بحجم مؤتة السيف والقلم.