TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ماذا بعد النتائج المتواضعة للجامعات الاردنية فى تصنيف افضل الجامعات العربية؟
07/12/2014 - 1:30am

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس

تصريحات مثيرة وملاحظات دقيقة اطلقها مدير عام صندوق البحث العلمي في برنامج ستون دقيقة على التلفزيون الأردني على خلفية الاعلان عن ترتيب الجامعات العربية فى تصنيف ( (U.S. News، حيث حلت الجامعات الاردنية فى "مراتب متأخرة" انهت معها حلم الاكاديمين وحلم من كانوا يرون في تحقيق الجامعات الاردنية "مراتب متقدمة "انتصاراً للتعليم العالي الاردني والجامعات الاردنية، وقد خلّف صدور نتائج هذا التصنيف وحلول اول جامعة اردنية فى المرتبة الثامنة عشرة "مرارة" في نفوس أعضاء هيئات التدريس والعاملين فى الجامعات الاردنية لن تتبدد بسهولة؛ خصوصاً اذا ما اقترنت هذه النتائج مع العجز المالى والحديث عن وثائق "شرف" لدعم بعض الجامعات التى تعاني من العنف الطلابي المتواصل!!.

حصول الجامعات الاردنية على هذه المراتب المتواضعة(المرتبة 18،23،33،59،85) يعتبر "مأساة أكاديمية" بامتياز، أقول مأساة وأشدد على ذلك، فهي في نهاية المطاف منافسة بين الجامعات العربية والجامعات الاردنية التي طالما كانت من افضل الجامعات العربية و كانت محط انظار الطلبة الاردنيين والعرب والاجانب وابناء المغتربين في شتى بقاع الأرض للدراسة والحصول على الشهدات الجامعية منها، وهم يدركون الان بأنها لم تعد كما كانت فى السابق،فلا هى وجدت نفسها بين الجامعات العالمية، ولا هي حتى من بين افضل عشرة جامعات عربية!!
المأساة الكبرى ليس في هذه المراتب المتدنية، وإنما في "القيادات الاكاديمية" التي ظلت تتدحرج إلى أودية سحيقة من الصراعات والفوضى فى قيادة مؤسسات التعليم العالي والبحثي منذ بداية الالفية الثالثة ولا تزال حتى اليوم; حيث ما برح القادة الاكاديميون يقيمون الأفراح والليالي الملاح رقصاً على الانجازات الوهمية، ظناً منهم أنهم بذلك يعوضون عن ضعفهم وفشلهم الاداري، ويعالجون عقدهم المتشابكة بالمؤتمرات والاحتفالات، وتوزيع الاتهامات، وما علموا أنهم بذلك يزيدون جامعاتهم أعباءا الى اعبائها!

المؤلم أكثر وسط هذه المأساة ليس في تراجعنا عن اللحاق بغيرنا ممن سبقونا فى "محيطنا العربي" فعلى الرغم من مرارة ذلك، لكن تبقى بيئة التعليم العالي والجامعات الاردنية بتلاوينها وعاء كبيرا يحوي كل ما يمكن تصوره وما لا يمكن تصوره، غير أن ما هو أمرُّ وأفظع هو سقوط "الوعي" لدى من يفترض أنهم نخب المجتمع، نوابا، واعلاميين، وأكاديميين،ورؤساءجامعات سابقين، ومجموعات ضغط، حيث تبارى البعض منهم مع القيادات الاكاديمية الضعيفة في سباق تفريغ الجامعات من العقول والمفكرين والقيادات القوية، وتزاحموا معهم في مضمار الواسطة والمحسوبية والشللية لاحلال قيادات "ضعيفة" فى مواقع القرار حتى سقطت هيبة وسمعة التعليم الجامعي وتراجع ترتيب الجامعات الاردنية حتى بين الجامعات العربية!.

هذا الواقع الاكاديمي الصعب يطرح جملة أسئلة معقدة وشائكة تحتاج إلى دراسة وحلول سريعة، حول من المسؤول عن هذه التفاعلات والارهاصات؟ ومن يغذيها؟ وإلى أين ستوصل الجامعات ؟ ومن المعني بوقف انتشارها وتاثيرها على القرار الاكاديمي؟ خصوصاً وقد بدا أفقها مفتوحاً مع ما نجده من تفاخر وتشاوف بها من جهة، لا بل تبرير ومدح واطراء من جهة أخرى، وكأننا لا نعي الدروس، ولا نقرأ الاخبار والتطورات القريبة منها والبعيدة.

قمة الابداع والنجاح ان تنافس الجامعات الاردنية على مستوى اعلى 500 جامعة فى العالم، فان لم تستطع فلا اقل من ان تنافس على المراكز العشرة المتقدمة بين الجامعات العربية، "Top 10 Arab universities" وقد كانت بعض الجامعات الاردنية حتى وقت قريب تقع من ضمن هذه اللائحة،انذاك كان خريج الجامعات الاردنية ينافس باقى خريجى الجامعات العربية فى شغر الوظائف الفنية والادارية، وهو ما أفرز تلك السمعة العالية التى وصلت إلى خارج الاردن ،استحضر هذه الذكريات في هذا السياق بسبب ما سمعته من حديث مقلق من مدير عام صندوق دعم البحث العلمي، الذى اشار الى امكانية تراجع مخصصات صندوق دعم البحث العلمي فى مشروع قانون الحامعات الاردنية لعام 2014، ناهيك عن غياب تمثيل صندوق دعم البحث العلمي فى "تشكيلة" مجلس التعليم العالي وما يمكن ان تؤدي اليه قرارات المجلس من تاثير مباشر على استراتيجية البحث العلمي فى الجامعات الاردنية.

أكبر ما يتهدد واقع التعليم الجامعي فى تقديري هو افرازات التعصب والاصطفاف العشائري والاقليمي والشللية التي باتت خطوات عمل يحرص على تنفيذها قادة التعليم العالي وخاصة في ملىء "مواقع الاكاديمية العليا"، وما نشاهده ونعاينه من اصطفاف معلن من نواب واعيان ومجموعات ضغط فى التدخل فى صناعة القرار الاكاديمي، لم نشهد مثيلاً له في اي دولة فى العالم لأن ثمة خطوطاً حمراء لا يجوز تجاوزها، وفي ظل هذه التوازنات الهشة والصراعات المتواصلة بين الاطراف المؤثرة فى مسيرة التعليم العالي، أصبح اللعب "على المكشوف" ولم يبقَ إلا أن يكشف اللاعبين عن اوراقهم، وبذلك تكون الساحة الاكاديمية كالمباريات الرياضية أروع وأمتع، فهل يقبل القائمون على صناعة القرار بذلك وهم يتحدثون عن النسخة الاردنية "المتميزة" في مسيرة الاصلاح والتحول الديمقراطي !!
 

التعليقات

قاسم جديتاوي (.) الأحد, 12/07/2014 - 07:17

اشكر لكم دكتور هذا التشخيص السليم لواقع التعليم العالي في الاردن، ولكن مجرد سؤال اذا سمحت استاذنا الفاضل: من هو او هم المحاطبون بهذا الكلام؟ وهل من الممكن ان يطلع علية احد الذين يعملون في القطاع؟ واذا قدر لاحدهم ان يطلع علية، ماذا تتوقع ان يكون رده، والله اصبح الواحد منا لايملك الا ان يقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يحمل الامانه ثم يحونها

أكاديمي (.) الأحد, 12/07/2014 - 07:21

مقال رائع د كتور نضال يشخص الوضع الذي وصل اليه التعليم العالي في عهد الوزير الحالي و تشكيلة مجلس تعليم ومجالس أمناء ضعيفة و النتيجة ما سنرى لا ما يقوله القياديين ..

مجهول (.) الأحد, 12/07/2014 - 07:30

يا دكتور نضال وزارة التعليم العالي فى الأردن تدار بعقلية شيخ القبيلة شوف جامعة ال البيت عنف وطخطخه وميثاق شرف ومجلس حكماء وجاهات وعطوات والحبل على الجرار...

أ.د. حسين المجالي (.) الأحد, 12/07/2014 - 08:06

ابدعت اخ أ.د. نضال هذا هو الواقع المؤلم ابعد المبدع و اصبح صاحب الواسطه صاحب قرار و الله المستعان

ا.د. رائد القواسمه (.) الأحد, 12/07/2014 - 22:08

احسنت في الطرح وخصوصا الفقره الاخيرة وللأسف هي صحيحه تماما

لا بل ما كان قبلا .. (.) الجمعة, 12/12/2014 - 09:35

قولك يا استاذنا الفاضل ….ماذا بعد قد يتناهى للقارئ انك كنت متفائلا قبلا ولكن… لا ... الناظر في سياسات الجامعات الاردنية على اطلافها يعرف يقينا ان هذه ليست جامعات هذه مؤسسات ... حسبة...ولو ان الجانب المادي والربحي حتما يكون ولكن ليس ابتداء .. فهذه جامعات حكومية ما كان لها ان تضع نصب عينبها... الربح اولا ....فجاء الطوفان على حين غرة ...آخرا..هذا هام ....ولو انه كل ما يلي وما سيسكت عنه جوهره هي الالية التي آلت اليه حامعاتنا الربحية ..
أما كنت تتوقع ان تكون هذه رتبة اليرموك على ضوء المعطيات الماثلة امامك اولا تبصر ...
كان من المتوقع ان يحدث -ماذا بعد- ان نرى استقالات شتى لقادة الاكاديمبين على هذا الانجاز .. لكن سترى ترقيات لهم ...وما هذا الا هو الاستخفاف بعينه .. فعليهم ان يذوبوا وان يتواروا عن الانظار ... فقد بانت سوأتهم ...لكن ...... وهل اوراق الشجر كلها يستر لهم عيبهم وعورتهم ...؟ ولكن ....

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)