TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ماذا عن السرقات العلمية فى الابحاث والكتب الجامعبة؟
15/02/2014 - 11:00pm

طلبة نيوز-أ.د نضال يونس

القاعدة العامة في التقاليد والأعراف الجامعية، أن من يستخدم كلمات أو أفكار أو معلومات "ليست عامة " و تخص شخصا أو أشخاصا اخرين دون ان يشير الى مصدرها، ثم ينسبها لنفسه فهذا يعتبر "سرقة علمية" Plagiarism ، يستوى فى ذلك الكتابات المنشورة فى الكتب والمقالات و الابحاث العلمية ،وما يكتب على صفحات الانترنت وحتى الخطابات العامة. فالاصل ان يوثق المؤلف كل ما يقول ويكتب وأن يحترم قواعد الملكية الفكرية لكل من سبقوه وتناولوا عرض الموضوع فيشير إليهم في حاشية الكلام وفي فهرس المصادر والمراجع.
فى المؤسسات الاكاديمية وعلى رأسها الجامعات ،وفى ظل الاعراف والتقاليد الاكاديمية يفترض ان يتعامل الاستاذ والطالب مع " الملكية الفكرية"، بالتزام أدبي وأخلاقي، لأن قدسية المكان وطبيعة العمل الاكاديمي لا تحتمل مثل هذه الهفوات والاخطاء القاتله التى قد تطيح بمن يمارسها، ولناخذ بعض النماذج المشهورة فى العالم ،وكيف أثرت أخبار السرقات الادبية والعلمية على مستقبلهم: فى السباق نحو الرئاسة الامريكية عام 1987 اضطر السناتور بايدن من الانسحاب أمام ادعاءات حول قيامه أثناء دراسته الجامعية عام 1965 بسرقة مادة علمية و تقديمها للجامعة !! وهناك أيضا ادعاءات حول أطروحة بوتين العلمية التي تضمنت بعض الفصول المستلة من دراسات أمريكية سابقة ، ولكن المثال الأشهر كان من ألمانيا حينما اضطر وزير الدفاع الالمانى "كارل جوتنبيرج" الى تقديم الاستقالة على خلفية اعترافه بسرقة أجزاء من أطروحة دكتور اخر فى الحقوق مما دفع الجامعة لسحب الشهادة منه وترتب على ذلك استقالته، وهناك ايضا رئيس دولة هنجاريا "بول شميدت" الذى اعتذر عن تصرفه الشائن فى سرقة ما يزيد من 180صفحة فى رسالة الدكتوراة من اصل 215 مترجمة حرفيا من رسالة مكتوبة باللغة الفرنسية..

تعددت السرقات العلمية والأدبية فى العصر الحديث ،واخذت وجها اخر فى عصر الانترنت الذى اتاح الفرصة "للقص واللصق" لما ينشر على صفحات الانترنت بسهولة ويسر حتى غابت الحقيقة في ضبابية عدم وضوح الحد الفاصل ما بين السرقة والنقل والتناص والاقتباس، مما دفع العديد من الجامعات العريقة لوضع قواعد اخلاقية لاصول الكتابة والتوثيق العلمي، غير أن هذه المعايير الاخلاقية غالبا ما تصطدم بعقلية البعض من الانتهازيين الذين يعملون بالخفاء لتزوير أو ادعاء ملكية الأفكار لأنفسهم.
المطلوب ببساطة " ان نعيد الفضل لاهله" من خلال التوثيق الصحيح ، فلا مانع ان ينقل او يقتبس الكاتب او المؤلف سواء بشكل مباشر او غير مباشر شريطة ان يشير الى ذلك حسب الاسس و الاصول المعتمدة فى الكتابة العلمية سواء الورقية منها أو الالكترونية ،حتى و لو كانت المادة العلمية لنفس المؤلف “Self plasiarism” وردت فى كتاب او مقال اخر فلا بد من ان يشير الى ذلك ، لان ذلك يقع ضمن ما يسمى "بمصداقية" المؤلف أوالباحث التي تعد من أهم ميزات العمل الادبي او العلمي.
قد يبدو من الصعب إصلاح هذه الممارسات اللاأخلاقية، لكنها ممكنه فى ظل وجود التصميم والمتابعة المتواصلة من المؤسسات الاكاديمية التى ينبغي ان تاخذ على عاتقها ضرورة احترام الملكية الفكرية لدى الطلبه والاساتذة على حد سواء،من خلال التدقيق على الكتب واطروحات الماجستير والدكتوراة، وقراءة ما خلف السطور ورؤية الأشياء بحيادية من خلال بعض البرامج التي تكشف مثل هذه السرقات دون الاعتماد فقط على سمعة الكتاب والمؤلفين ومكانتهم العلمية والادارية، ومعاقبة كل من يثبت ارتكابه لجريمة السرقة العلمية.
حياتنا اليوم تطورت بشكل سريع ، وطلبتنا يراقبون ويدركون معنى عصرهم و تنوعه ، ويتوقعون منا ان نلتزم بما نطالبهم به من موضوعية ومصداقية و احترام للملكية الفكرية فى البحث والتدريس والتأليف والكتابه العلمية، فلا يجوز ان نخالفهم لما ننهاهم عنه، والسؤال المفتوح على كل الاتجاهات، هل تقوم جامعاتنا بالتأكد فعلا من مصداقية ما يكتبه و ينشره اعضاء هيئات التدريس والطلبة فى سبيل الحد من السرقات العلمية والادبية؟

التعليقات

مجهول (.) الأحد, 02/16/2014 - 07:54

شكرا دكتور على طرح هذا الموضوع المهم و أود ان الفت انتباهك الى كتاب جديد صدر مؤخرا لاحد اعضاء هيئة التدريس فى الجامعة الاردنية تضمن الكثير من النسخ من الانترنت و النقل الحرفي من كتب اخرى دون الاشارة الى المؤلف.. الا يعتبر ذلك سرقة علمية؟؟؟؟

مجهول (.) الأحد, 02/16/2014 - 07:59

Thanks Dr for raising the subject of Plagiarism which is a serious issue in Academic institution, Unfortunately many doctors, students and researchers do not knew the boundaries of plagiarism. I think Universities have to establish monitoring office to check for this problem

مجهول (.) الأحد, 02/16/2014 - 08:04

السرقات العلمية و الادبية د نضال، تشمل ما يكتب على صفحات الفيسبوك من اقوال و حكم، وهناك الكثير من الصفحات التى تمتلىء بالحكم و المقالات المقتيسة من كتاب و مؤلفين اخرين دون الاشارة اليهم. و تكثر هذه الظاهره فى صفحات المشاهير و الناس المهمين الذين لا يتورعون من الاقتباس الحرفي و يوهمون المتابعين و الاصدقاء ان هذا كله من اعمالهم .. شكرا على اثارة الموضوع ..

naseer (.) الخميس, 03/06/2014 - 18:39

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد شكرا جزيلا على موضوعكم ونفيدكم بان هنالك هيئة دولية فريده من نوعها تتصدى لهذه الظاهرة وهي الهيئة الدولية لحماية اﻹبداع الأدبي والفكري www.icpli.org.uk وتوثق النص باسم صاحبه

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)