TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما السبيل للتغيير ؟
26/04/2014 - 10:30am

طلبه نيوز
مهند هشام الغرايبة
قانون الحياة ومنهجها التغيير , فلا شيء يبقى على حاله , الصغير يكبر , والكبير يشيب من بعد عمرٍ طويل , بعض الحضارات تتقدم وأخرى تتهدم , والفرق بينهما طريقة التغيير , أحدهم تغير سلباً فساهم في الفساد والرجعيّة والتخلف , والآخر ساهم إيجابا فكان منارةً تهتدي به جميع الأمم , شعرةٌ صغيرة فصلت بين السلب والإيجاب , فكل تغيير يبدأ بفكرةٍ صغيرة , فإذا كانت هذه الفكرة خيراً غيرّت وأحدثت صنعها , أما إن كانت سلباً هدمت ونشرت سمّها .

في العادة تولد فكرة التغيير من رحم الواقع , الواقع الذي قد يكون مراً علقما , تخرج من عقلِ شخصٍ مفكرٍ همّه تقدم الحياة بطريقها الصحيح , فبعد ولود الفكرة أمامها طريقان , الطريق الأول أن تموت في أوانها أو بعد ولادتها بأيام نتيجةً للإحباط وعدم وجود من يساند مثل هذه الأفكار البرّاقة المدهشة , أو وجود معارضين لها عُميت قلوبهم وأفئدتهم عنها بسبب حبهّم للواقع المرير , فيؤثر ذلك سلباً ويقتل تلك الفكرة الوليدة التي لو استمرت لأصبحت أداة تغيير واختلاف , أما إذا ما سلكت الطريق الآخر , طريق الحياة والنموّ والإيناع , فوجدت من يساندها ويحقق أهدافها , فتكبر الفكرة وتصبح أداة تغيير لم يسبق لها أن وجدت , فتسهم بتقدمٍ وتغيير إيجاب , فكان الذي يحكم على التغيير هم المحيطون بالأفكار والمبدعين ممن تعهدوا أن يجدوا حلولاً للمطبات التي ملأت الحياة .

فما السبيل للتغيير , وما السبيل للانجاز , وكيف نسهم في تقدم مجتمعنا ووطننا وجامعاتنا ومدارسنا وكل مكانٍ هو أداة للتغيير , لكل إنسان في هذه الحياة بصمةٌ خاصة يمتلكها , وقد أتاح الوطن العزيز سبلاً كثيرة لوضع هذه البصمات , بالانتخابات في شتّى مجالات أمور الدولة , فيتم انتخابهم من قبل المواطنين الذين هم أداة التغيير , والمرشحون هم أصحاب أفكارٍ ومناهج , ينتظرون فقط دعم من حولهم ليعلو صوتهم في عملية التغيير والإصلاح , فلو قام كل مواطنٍ بوضع البصمة في المكان الصحيح , وللفكرة المناسبة لأسهم في عملية التغيير بشكلٍ لم يسبق له مثيل .

وكذلك التغيير في الجامعات , ذلك العرس الجامعيّ المصغر للحياة العامة , الذي يتدرب فيه ويخوض الشباب أجواء انتخاباتٍ شبيهةً بتلك التي تجري بالدولة , ليكون منطلقاً يحضُّ على أهمية إشراك الجميع في العملية الإصلاحية , فتجد الانتخابات الجامعية لمجلس الطلبة أو اتحادات الطلبة أو الجمعيات الطلابية , منطلقٌ للتغير الجامعي , وأداةٌ لتقدم المؤسسات التعليمية , بما يتناسب مع القضايا المطروحة , والعقبات التي تنتشر في شتّى البقاع .

لذلك يبرز هنا مفهوم التغيير , ذلك المفهوم الذي يبدأ بالفرد , ومن ثم الجماعة , حيث يقول الله تعالى (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم )) }الرعد:11{ , فالتغيير يبدأ بالنفس ومن ثم ينطلق إلى الغير , فلا تدع أي فكرة إصلاح وتغيير ايجابي تموت , مقابل حجبك لبصمتك وصوتك , شارك التغيير وشارك بكل مكانٍ لصنع القرار حتى يكون الانطلاق نحو عنان التغيير , فالاجتماع سبيل التغيير .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)