TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما بعد جمع التبرعات، هل نؤسس لوعي حقيقى لما تعنية الجامعه فى وجدان العاملين والخريجين؟ 
19/03/2019 - 5:30am

الوعي بما يجابه الجامعه من تحديات وما تتعرض له من مخاطر قيمة مضافة للعاملين فى الجامعة الذين يدركون واجباتهم ويتحملون مسئولياتهم الاخلاقية، وحين تطرح قضايا مستقبل الجامعه، وتحديث خططها وبرامجها لتعزيز التنافسيه، وتحسبن الخدمات الطلابية، وصيانة البنية التحتية، والتحول الالكتروني، ودعم الطلبة المحتاجين والنهوض بالبحث العلمي، فإن استقبال العاملين فى الجامعه وخريجيها لتحديات المستقبل تجعلهم يدركون معنى المشكلة ومواجهتها وطرح حلولها..

ومن بين التحديات التي أثارت جدلاً خلال الشهور الماضية موضوع العجز المالي فى الجامعة الاردنية الذى وصل الى ما يقارب من 30 مليون دينار اردني، وإذا ما استمرت النفقات بنفس الوتيرة أمام تراجع الايرادات فان الجامعة تسير نحو وضع لا تحمد عقباه، ومن الحلول التي عرضت اطلاق مبادرة تطوير الجامعه الاردنية من خلال جمع التبرعات المالية والعينية يعارضها من يرى أن المشكلة المالية هى من مسئولية ادارة الجامعه "وحدها" التى لم تحسن اتخاذ بعض القرارات التى ترتب عليها الوصول الى حافة الهاوية، وان جمع تبرعات للجامعه لن يسهم فى حل مشاكلها طالما لم تضع الجامعه علاجا شافيا لاسباب المشكلة المالية، إلى طروحات أخرى لها رؤى قد لا نتفق عليها ولا نقرها..

كلنا يعلم بان ما وصلت اليه الجامعة الاردنية ومثلها بقية الجامعات الاردنية يعود فى الاساس الى ضعف مصادر التمويل والايرادات، والتزامها الادبي بعدم الرغبة بالمساس برسوم الدراسة لا حاضرا ولا مستقبلاً، وهذا ما دفع بادارة الجامعة الاردنية لاطلاق مبادرة لتطوير الجامعه يتم تمويلها من خلال اجراء فعالية جمع التبرعات من داخل وخارج الجامعة الاردنية تبدا فى التاسع عشر من اذار الحالي، وهي مناسبة للتعبير عن قيمة الجامعه ومكانتها فى وجدان خريجها والعاملين فيها، بنفس الوقت الذى يمكن العمل فيه على استغلال هذه الاموال فى تطوير الجامعه ونهضتها.

جمع التبرعات وان كانت فكرة جديدة على جامعاتنا فهي معروفه وتستخدمها العديد من جامعات العالم لتوفير جزء مما تحتاجه لدعم موازنتها، وما مبادرة الجامعه الاردنية الا خطوة تصلح لان تكون اللبنه الاولى فى ترسيخ ثقافة التبرع والعطاء، والقيمة أننا الآن نملك التصور والإمكانات وإحداث التغييرات المطلوبة، وهناك امثله مشابهه لجامعات عديدة وعريقة فى العالم من هارفرد الى ستانفورد الى جامعة شيكاغو التى وصلت قيمة التبرعات التى تجمعها الى بضعة مليارات من الدولارات!!!

القضية هنا أن الجامعه تواجه في المستقبل القريب تحديات تحتاج إلى ديناميكية عملية وسريعة في التخطيط والتنفيذ لاحداث التغيير المنشود، وجامعتنا لاينقصها الإمكانات البشرية، لكنها تحتاح الى سيولة تقدية وقد شهدنا كيف أن إفلاس بعض المؤسسات أدى إلى أزمات معقدة، كان مردودها سلبياً على مختلف الأوضاع، والمسألة في تقديرى ما تزال دون مستوى "الأزمة" إذا ما استطعنا تجاوزها بحلول تتفق مع الرؤى الموضوعية المطروحة، وبشرط ألا نتعامل معها بالانكار او اللامبالاة أو الادعاء بأنها ضخّمت بدون رد تحليلي منطقي يجيب على الإنذارات التي تحدّث بها مسؤولون بمن فيهم رئيس الجامعه فى لقاءاته المتكررة مع الكليات الانسانية والعلمية..

حقيقة الموضوع أن الوقت لا زال بأيدينا في تجاوز هذا التحدي، ولعلنا جميعا كل حسب موقعه واستطاعته مدعون للعمل ايقاف مصادر الهدر المالي وضبط النفقات، ما يعنى مزيدا من الاجراءات التقشفية التى لا بد وان تشمل الجميع حتى تبقى المنى فى الاردنية أن شاء الله ثوبها اخضر، وباسم اردننا اسمها يكبر..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)