TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما هو المطلوب من الرئيس القادم للجامعة الاردنية؟
31/03/2016 - 9:45am

طلبة نيوز-  أ.د نضال يونس

حلم اختيار رئيس مؤهل قادر على رئاسة الجامعة الاردنية فى هذه الظروف، يرتبط بجملة إنجازات على الأرض، وليس على الورق، والمهمة لا يمكن تبسيطها بحلول لا ترقى للخطط الآنية والمتوسطة والبعيدة، ويبقى الوضع "المالي" أساسي، لنبدأ بالاتفاق على رسوم الموازي والدراسات العليا وانهاء الاحتجاجات الطلابية باسرع وقت ممكن ، ووضع خطط عملية لخفض الكلف التشغيلية للجامعة من ماء وكهرباء ومشتقات نفطية، والتدقيق في فاتورة التامين الصحي، ومن ثم الانتقال الى توطين التقنية للاستفادة من الطاقة الشمسية، ثم ننطلق بخطط بعيدة المدى لتأمين الاموال المستحقة للجامعة على الجهات الرسمية، والتوسع فى البرنامج الدولي، وتشجيع التعاون بين الكليات و الجامعات في البحوث العلمية وتبادل المعلومات والابتكارات وخاصة في مجال الغذاء الدواء والنانوتكنولوجي، وكذلك في علوم الهندسة والانترنت وتكنولوجيا المعلومات، إلى آخر السلسلة الطويلة التي تكون القاعدة لبناء جامعة متطورة قادر على معالجة مشكلات المجتمع الاردني.

لا يمكن التقليل من اهمية "الاستقرار المالي" فى هذا الوقت كأولوية ترافق تطوير الجامعة والنهوض بها، لأن تنمية الجامعة وتطويرها لا تستقر وتنجح إلاّ بشروط وجود استقرار مالي كبير يساعد فى توفير المبالغ المطلوبة لتطوير الجامعة وتحديثها والمحافظة على المكتسبات المالية للعاملين ، صحيح ان كل العيون على الاردنية ومن قوى وتيارات متنافسة من داخل وخارج الجامعة، ولكن نحن بحاجة الى رئيس على شاكلة "مارك يادوف" الذى نشل جامعة كاليفورنيا فى عز ازمتها المالية،او "هوجو سنوشين" الذى اعاد وضع جامعة شيكاجو الى مقدمة الجامعات الامريكية فى تسعينيات القرن الماضى، رئيس صاحب رؤية وخبرة ولديه برنامج عمل لقيادة الجامعة للاربع سنين القادمة، لأن النهوض بالجامعة لا تصنعه العواطف والقرارات المرتجله والرضوخ لمطالب النواب والمتنفذين، وانما معرفة دقيقة بمشاكلها، ودراية تامة لكل ما يجري فى داخلها، والمرحلة الراهنة فرصة كبيرة، لاختيار رئيس ذو خلفية علمية وبحثية، ولديه ايضا خبرة عميقةفى شؤون الاقتصاد والسياسة، رئيس قادر على ادارة العمل الجماعي لوضع خطط عمل ترسم مستقبل الجامعة الاردنية وفق الاحتياجات الضرورية الراهنة، والبعيدة المدى..

صحيح أنه توجد افكار واليات متعددة لاختيار رؤساء الجامعات فى العالم ، ولا ينبغى ان ننظر للاسس ومعايير اختيار الرؤساء على انها مجرد نصوص واشكال وعلامات ، أو أنها صورة واحدة تصلح لكل المجتمعات أو الجامعات، فهي قد تختلف من مكان الى اخر ومن مرحلة الى اخرى، لكن جوهرها الاساسي يتلخص فى حق المرشحين فى التنافس الشريف، والحق فى تكافؤ الفرص، بعيدا عن تضارب المصالح، وحق الطلبة والمدرسين والعاملين فى الجامعة فى تحديد ما يريدونه من الرئيس وادارته , وحقهم فى مراقبته ومسائلته .

الاجتماع الاول الذى عقده اعضاء اللجنة المشكلة لاختيار رئيس الجامعة الاردنية القادم ، والاخبار التى رشحت عن تكليغهم بالتواصل مع كافةالجهات المعنية والشخصيات الأكاديمية لوضع كافة الأسماء المتميزة والتي يمكن أن يكون لها فرصة في تولي هذا الموقع المهم على قاعدة الاهلية العلمية والبحثية والادارية، قضية "حيوية" واستراتيجية لأنه إذا تم القيام بهذه المهمة بنزاهة وشفافية فان ذلك سيكون مؤشرا على بداية مرحلة جديدة فى اختيار رؤساء الجامعات الاردنية، ولعل هذه الرؤى المستقبلية إذا ما تم العمل بها بجدية فإننا سنصل إلى افراز الشخصيات المؤهلة والقادرة على صناعة القرار الاكاديمي.

مسألة اختيار رئيس الجامعة الاردنية القادم، ليست خيارا يوضع بيننا كشعار برغماتي نصفق له ثم نختار رئيسا لم يستوف الشروط، ليبقى مجرد رؤية خبراء ومجتهدين، لموانع تضعها المخاوف والشكوك فالوقت لم يعد يسعفنا ، ولم نعد نتحمل التجريب او المحاولة، ولو نجحت اللجنة الكريمة في هذا المشروع الجديد، فإننا نقدم تجربة جديدة للدولة الاردنية كلها، والتي لديها ذات الأبعاد في اختيار القيادات الاردنية لمختلف مواقع القرار ،وتهيأتها لحمل الامانة فى مرحلةالاصلاح والتحول الديمقراطي التى يقودها الملك عبد الله الثاني بعزيمة واصرار لا يلين.

الحلم قد يتطور إلى عمل، ولجنة اختيار رئيس الجامعة الاردنية تملك الإمكانات والفرص، فهل تستغلهما بمثل هذا المشروع الكبير؟!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)