شكلت النتائج التي حققها المرشحون للتعيين في وزارة التربية والتعليم في اللغة العربية الذي يعقده ديوان الخدمة المدنية بالتعاون مع مجمع اللغة العربية الاردني صدمة غير مسبوقة ، اذ لم ينجح بهذا الامتحان احد من المتقدمين والذي يفترض انهم معلمي المستقبل وبناة الأجيال الذي سوف تعتمد عليهم وزارة التربية والتعليم في اعداد الطلبة.
أولاً:- لا اعلم لماذا استيقظ مجمع اللغة العربية الاردني من سباته العميق وقرر عقد الامتحان الان؟ مع ان هناك مادة في قانون هذا المجمع تعطيه الحق في امتحان كل من يتقدم للوظيفة العامة!!! ، يقول بعض الخبثاء ان المجمع يعاني مالياً ، والامتحان سوف ينقذه من هذه المعاناة ، هذا اذا علمنا ان على كل متقدم للامتحان دفع مبلغ (٢٠) ديناراً!!!.
ثانياً:-هذا الامتحان كشف سوءة وزارة التربية والتعليم التي يفترض انها تعد طلابها في اساسيات اللغتين العربية والإنجليزية منذ الصف الاول الأساسي وحتى نهاية المرحلة الثانوية "التوجيهي" اي ان الطالب يدرس(١٢) سنة اساسيات هاتين اللغتين ، مع التعمق في كثير من الموضوعات ، هذا اذا علمنا ان امتحان الكفاءة لا يتعدى الأساسيات ، فهل اثنا عشرة سنة غير كافية ام هناك خلل في المنهاج ام من يُدرس المنهاج ام الخلل في الطالب وولي أمره!!!؟
اما ثالثة الأثافي :- من المعلوم ان جامعاتنا تعقد امتحان مستوى للطلاب في هاتين اللغتين العربية والإنجليزية قبل دخولهما للجامعة ، واذا لم يجتازهما يُلزم الطالب بدراسة ثلاثة ساعات معتمدة لكل مادة من هاتين اللغتين ، بعدها يفترض انه اصبح قادراً ان يتعامل مع اساسيات هاتين اللغتين ، فجاء امتحان الكفاءة هذا ليفضح الجميع ، وزارة التربية والتعليم وجامعاتنا ، كما ان مجمع اللغة العربية تطاله مسؤولية متابعة مناهج اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم والجامعات ، وهل هي ضمن المستوى المطلوب ، وقادرة على اعداد طالب مؤهل في اللغة العربية!!؟
واخيراً وليس آخراً ، ان المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك ، وتويتر ، واستغرام وغيرها ، يلاحظ التدني الواضح في أساسيات اللغة العربية والأخطاء الإملائية الفاضحة التي تنتشر عبر العديد من هذه الحسابات والتي في معظمها تعود لحملة شهادات في أدناها الثانوية العامة ، الا تكفي كل هذه المؤشرات لإعادة النظر في كل سياساتنا التعليمية سواء في التعليم العام او التعليم العالي ، لأنني على يقين ان مثل هذه الامتحانات لو عُقدت للمتقدمين للحصول على وظائف أكاديمية(حملة شهادات دكتوراه) في جامعاتنا فلن تكون النتائج بعيدة عن امتحان المعلمين آنف الذكر.
د. معن علي المقابلة
Maen1964@hotmail.com

صو