TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مخاض وطني… وإصلاح!
10/11/2019 - 12:00pm

د. مفضي المومني.
المتابع لكل ما يجري في وطننا يرى عشوائية ومخاض وصراع وخوف وتصفية حسابات وتشكيك وتربص وانعدام للثقة وانفصال لا بل انفصام بين المواطن والحكومه، الحالة مخاض غير مفهوم وغير واضح النتيجة، الكل قلبه على الوطن وفي خضم هذا وذاك نمارس كل الموبقات بحق بعضنا وبحق الوطن، تدخل مواقع التواصل ومن كثر حجم الفساد المنشور والطعن بالمسؤولين اياً كانوا فلا خطوط حمراء ولا خضراء واختلط الحابل بالنابل!، تعتقد اننا على حافة الهاوية، بعض ما يقال صحيح وبعضه إشاعات وتقولات، ويصح فينا هذه الايام قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم(ستأتى فتن على امتى كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران فيصبح فيها الرجل مؤمنا و يمسي كافرا ويصبح الرجل كافرا ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا)...نعم لا تجلس مع احد كبيرا كان ام صغيرا مثقفا ام غير مثقف إلا وتجد تذمر وحيره وخوف، الوضع بشكل عام غير مريح ومقلق! ولا الوم الناس فقد عاث الفساد والمفسدين بكل ما طالت ايديهم وبكل مقدرات البلد، واصبحت الوزارة والمنصب العام تهمة، لأن ذهنية المواطن العادي وما يجري أدركت ان سبب ما نحن فيه من هوان وضيق ذات الحال الحكومات والسياسات والفاسدين ماليا وإداريا، ولو أتى وزير او مسؤول نظيف بعد ذلك من الصعب ان يعطيه العامة صك الغفران، اما المواطن فحدث ولا حرج، المعاملات بين الناس لم تعد نزيهه وفيها أمانه وصدق كما كانت، الا من رحم ربي، سلوك استهلاكي لا يتناسب مع الدخول، تشاحن وبغضاء وحسد تفوح رائحته حتى ولو كان مستترا، انعدمت الطيبة بين الناس غالبا، وحل الشك والكذب وعدم المصداقية والنفاق محلها ولا اعمم ولكن يبقى الخير موجودا.
السؤال إلى متى؟ الحكومات والسياسات القديمة لها ما زالت تمارس، والتغول على المواطن والوطن موجود، ومؤسسة الفساد تدار بخبرات عليا، والشاطر من يسرق اكثر، تنفيعات تعيينات توزير، إنعدام المؤسسية ظواهر تعيش وتنمو بيننا ولا تغيير! وفي الطرف الآخر المواطن القابض على أوجاعه وعلى ما تبقى من كرامته والذي تم تدجينه او يمارس عليه التدجين لكي يقبل بكل غث وأن يحمد الحكومة كل صباح على نعمة الأمن والأمان، مسمار جحا الذي يعتبره الفاسدون غطائهم ليعيثوا بمقدراتنا دون ان يرف لهم جفن، ومن ثم يريدوننا أن نشكرهم(يا لوقاحتهم)!.
لا اجلد الذات ولكني اعرض واقع الحال المؤسف، ولا يجوز دفن الرأس بالرمال من قبل اي مواطن، فنحن في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعا وإن نجت نجونا جميعا، ولا أنادي بمثالية المدينة الفاضلة، لكن إلى متى؟ هل ننتظر حتفنا جميعا وخراب بلدنا؟ لا وألف لا، نريد نهجا جديدا لا مكان فيه لفاسد ايا كان، نريد دولة مؤسسات ونريد لبلدنا بكل مكوناته أن يتقدم ويتطور، الأردن غني بابنائه وثرواته، ينقصنا إدارات وسياسات اصلاحية واعية تقود البلد نحو مستقبل مشرق، نستطيع ذلك إذا وضعنا يدنا بيد حكومة رشيدة تعمل بصدق، ولا نريد أقصاء أحد مطلوب من الجميع العمل والعطاء الصادق كل من مكانه، وأن ننسى السوداوية وأن البلد خربانه، نعم هنالك سوء ولكن يجب أن لا نستسلم، الحكومة عليها أن تصلح نفسها، المواطن عليه أن يعمل ويجد لخدمة بلده، ويجب إعادة بناء جدار الثقة الذي تهدم بين الحكومة والشعب، ولا يكون ذلك إلا بالشفافية ودولة العدالة والقوانين والمؤسسات، ليس لدينا ترف الوقت لننتظر السقوط، مع ان كل المعطيات تشير إلى ذلك، وليس هنالك وقت للعتاب واللوم، مطلوب خطة وثورة إصلاحية تعيد الأردن إلى ألقه، وتضعه على الطريق الصحيح، واعتقد تجارب سنغافوره والبرازيل وتركيا وغيرها ماثلة، فمن دول معدمة ينخرها الفساد والفقر، أصبحت دول متقدمة تقود ركب الحضارة والإقتصاد، كل ذلك بيد الخيرين من ابنائها، والخيرين في بلدنا كثر ، الإصلاح الحقيقي يجب أن يكون، ولا نريد إصلاحات وهمية ترقيعية جعلتنا نرزح مكاننا في المؤخرة ونسير بخطوات ثابته للوراء، لا تغمضوا أعينكم يا سادة كلنا مسؤولون عن ذلك، لا تتخبئوا بعبائة الملك، الملك والوزراء والنواب والمسؤولين والشعب هم الأردن، واقولها لو عمل كل منا بأمانة وصدق وإخلاص ووضع الأردن ومخافة الله بين عينيه لكنا بأحسن حال، لكن ما زال هنالك بعض الوقت لنُصلح كل شيء قبل أن يفوت الآوان… .حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)