TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مسؤولون خرافيون لا يبعدهم عن الكراسي إلا الموت الفجائي
15/01/2015 - 6:30am

طلبة نيوز

مسؤولون خرافيون لا يبعدهم عن المناصب إلا الموت الفجائي

الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

ما بال شعوبنا العربية تتمسك ببعض الموظفين المسنين وتصر على أن يبقوا على رأس وظائفهم رغم بلوغهم من العمر عتيا ورغم أنهم أمضوا أعمارهم المديدة في التنقل من موقع الى آخر، ومن منصب الى منصب ويتقاضون اربعة أو خمسة رواتب تقاعدية .إنهم لا يتقاعدون مع أن العمل العام مضني وينتظر شاغلوا المواقع القيادية في الأجهزة الحكومية في العالم الغربي الفرصة ليتقاعدوا أو يقدموا استقالاتهم من العمل الحكومي .لا أعلم لماذا تصر أيضا الأنظمة السياسية والشعوب في الدول العربية على الاستثمار في المسنين من الموظفين الحكوميين والحرص على ابقائهم في واجهة العمل الإداري والسياسي الى أن يتوفاهم رب العزة!!!وفي إطار تحليل هذه الظاهرة تؤكد إحدى مدارس الفكر السياسي والاجتماعي بأنه في حين أن الثقافة السياسية السائدة في الدول المتقدمة تركز على المستقبل والتنبؤ به واستشرافه نجد أن الثقافة السياسية في الدول النامية تركز على الحاضر والماضي وليس لها رؤى مستقبلية أو تطلعات استشرافية للفرص والتحديات المستقبلية وهذا ربما يفسر تمسك الأنظمة بشخوص مسنين يغلب عليهم ذاكرة الماضي أكر من رؤية واستشراق المستقبل. في الجزائر تم انتخاب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بطريقة ديمقراطية رغم أنه عاجز عن السير على قدميه ومصاب بسكتة دماغية وقد تجاوز الثاني والثمانين من العمر فما الذي يدفع الشعب الجزائري لخياره كهذا لقيادة الجزائر في هذه الاوقات العصيبة؟؟ أما تونس الخضراء فهي ليست ببعيدة لا من حيث الجغرافيا ولا من حيث الثقافة السياسية عن الجزائر التي جعلت التوانسة ينتخبون الباجي القائد السبسي البالغ من العمر تسعون عاما والذي كان قد عاصر أواخر الحرب العالمية الأولى والثانية والاستقلال وعمل مسؤولا ووزيرا في معظم حكومات بلده فما الذي سيقدمه هذا الشخص وما هي الطاقة التي يختزنها لقيادة دفة التغيير في تونس الخارجة من ثورة حقيقية وتتلمس طريقها نحو الحرية والتقدم!!! أما بعض دول الخليج العربي التي تعاني فيها الصفوف القيادية الأولى والثانية والثالثة وحتى العاشرة من الكهولة والتقدم في السن فلا نعلم كيف وأين يسيرون ببلادهم إذا كان معظمهم قد فقدوا الذاكرة وربما سقط عنه التكليف بالصلاة والصيام ناهيك عن غياب القدرة على التركيز !!!
أما في الأردن فقد راعني وأنا أشاهد بعض المسئولين السابقين الذين أذكر بعضهم وهم يتقلدون المواقع القيادية منذ كنت طفلا وما زلت أراهم يستحوذون على مواقع هنا أو هناك. أحدهم ما زال ينظر على الاردنيين في اقتصادهم نفس المصطلحات التي كان يستخدمها قبل خمسين عاما هو ذاته عاصرناه وزيرا ورئيس مؤسسات عامة أو أهلية ذات نفع عام وفي الديوان الملكي ثم في الخليج العربي يبحث عن رزقه ليعود بعد عشرة سنوات ويترأس هيئات اقتصادية تخطط لاقتصادنا "المعلعل" و"المخلخل" ثم ينتهي الأمر به وبالعشرات أمثاله ممن شبعوا من المواقع القيادية ليعودوا الى مجلس الأعيان الذي أصبح ملاذا وموئلا للمتقاعدين والمسنين حيث أن هذا المجلس العتيد يشكل المحطة الأخيرة لانتقالهم الى الرفيق الأعلى راضيين مرضيين ومطمئنين بأنهم أخذوا من الدولة كل ما يمكن أخذه علما أن بعضهم يتمنى لو أن يدفن في المقابر الملكية لعلى وعسى أن يساعدهم ذلك على تجاوز عظمة سؤال ملك الموت عن شبابهم فيما أفنوه ؟؟. المسئولين الأردنيين من كبار السن متشبثون بالمناصب يناضلون من أجل لقب فارغ وهم يمكن استخدامهم للترويج لبطاريات السيارات الألمانية المعروفة "يموتون بصعوبة" (Die Hard).
عشرات كبار السن ممن تجاوزوا الثمانين سنة من الوزراء والمسئولين ورؤساء وأعضاء مجالس إدارة كبريات الهيئات والشركات التي لا يعرفون عن طبيعة عملها شيئا إلا مقدار المكافأة الشهرية الهائلة التي يتقاضاها لقاء هذه العضوية كل هؤلاء رأيناهم على شاشة التلفزيون الاردني ينظرون علينا كلاما وعظيا وإنشائيا لا يصمد أمام حقائق العصر ومعطيات الواقع .نعم نقول لهم شكرا على خدماتهم الماضية ولكنهم ينبغي ان لا يكونوا ضمن ماكنة اتخاذ القرار نظرا لفقدان معظمهم لأهلية اتخاذ القرار...نعم سئمنا والله من هيمنة هؤلاء على مسرح الحياة السياسية والاقتصادية والادارية والأكاديمية في الدولة الأردنية على مدار نصف قرن من الزمان ونستغرب إصرار النظام على الاستثمار في عناصر من الموظفين السابقين الموغلين في الكبر في الوقت الذي يوجد فيه كثير من الشباب الأكفاء والخبراء ممن تتوفر لديهم الطاقات والقدرات التجديدية .ويا هملالي

التعليقات

عباس (.) الخميس, 01/15/2015 - 07:27

يجب تغيير رؤساء الجامعات بعد الموت المفاجىء للجامعات

اكاديمي (.) الخميس, 01/15/2015 - 18:56

فقط يكفي انه جميع رؤساء الجامعات الاردنية كانوا القدوة والنبراس في تراجع الجامعات الاردنية .جميع رؤساء الجامعات الحاليين والسابقين لم نرى لهم اكانية وصول الجامعات للتيز اذا فيه تميز.هم مدراء مدارس فقط

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)