بقلم: استاذ جامعي

ما سألت أحدا يدخل هذه المستشفى التي يفترض ان تكون من الرقيّ والتحضر في التعامل مع المرضى والمراجعين الا وعبّر عن سخطه وعدم رضاه عن اداء الأطباء والموظفين واداء المنظومة الادارية والاجرائية التي تتحكم بتشغيلها اليومي ، هذا فضلا عن مستوى النظافة الذي لا يليق بمؤسسة تعنى بالجانب الصحي على وجه التحديد.
من تجربتي الشخصية ، ما ذهبت الى هذه المستشفى وأنا استاذ في الجامعة ومؤمن فيها ، الا انتابني شعور غريب يزيد من معاناتي ، بدءا من استقبال بعض الموظفين الذين يتعاملون مع المراجعين باستعلاء وفظاظة ما بعدها فظاظة ، الى الاطباء الذين لا تعرف انهم اطباء او تحتاج ان تتأكد أنهم اطباء او طلاب او ضيوف ، فضلا عن الاجراءات المرهقة والطوابير المطوبرة حتى تحصل على دواء او على موعد ..الخ.
لا يعقل أبدا ان يضيع يوم الاستاذ الجامعي في مستشفى الجامعة الاردنية ليصرف وصفته الطبية او وصفة واحد من أولاده ، وخاصة اذا كان هذا الاستاذ الجامعي ليس لديه واسطة او سابقة من معرفة !!
انني حزين جدا عندما تعود ابنتي من عند طبيب الاسنان وهي تبكي لفظاظة الموظفة في التعامل معها حتى اذا جاء الطبيب زاد الامر ضغثا على ابالة بجرحه لمشاعرها وتعامله الذي لا يليق ابدا بزميل جامعي فضلا عن طبيب !!
انا وغيري يعرف الفرق بين تعامل بعض الاطباء مع الناس عندما يداومون في القطاع العام الحكومي وتعاملهم معهم عندما يداومون في القطاع الخاص ، آفة معروفة للأسف ، وسيسألون عنها عند لقاء ربهم عندما يسألهم عن الأمانات وكيف ادوها في حياتهم الدنيا .
لا اريد أن اطيل ، ولو اردت لسوّدت صفحات طويلة ، مما كنت اشاهده ليس أكثر ، ولكن يعز علي ذلك ، وهذه مجرد همسة لإصلاح هذا الصرح الوطني الذي نعتز به ، بحيث يكون الانسان أغلى ما نملك ، وان يكون العاملون في الجامعة تحديدا المؤمنون في مستشفاها لهم معاملة غير هذه المعاملة التي يشكو منها الكثير . لا بد من رؤية اصلاحية وتجديدية تضع مستشفى الجامعة في مصاف المستشفيات الاردنية المرموقة التي يشار اليها بالبنان في نظافتها وبنيتها التحتية واحترامها للانسان المريض او المراجع. ومن الله الهدى والتوفيق.

* الأستاذ معروف لدى إدارة التحرير