طلبة نيوز-
جامعة الحسين ومقترح لنموذج عالمي/تعليم مجاني وبحث علمي
أ.د. محمد الفرجات
لا شك أن جامعة الحسين بن طلال تمتاز بخصائص كامنة تستمدها من داخل الجامعة ومن المحافظة ذاتها لتؤهلها للإنطلاق نحو العالمية إن تم وضع إستراتيجية لها بخطة خمسية هادفة ينبثق عنها خطط عمل تنفيذية وتفصيلية قابلة للتنفيذ، وكل ذلك لتحقيق رؤية للإنطلاق بها نحو العالمية بنموذج من التعليم المجاني بجانب البحث العلمي التطبيقي الهادف في مجالات معينة.
فالجامعة ومنذ التأسيس قد إبتعثت مئات المتفوقين بتخصصات العلوم كالرياضيات والأحياء والكيمياء والفيزياء، بجانب تكنولوجيا المعلومات والحاسوب، إضافة إلى تخصصات الهندسة من بيئة ومياه وتعدين وهندسة مدنية وكهربائية وهندسة حاسوب وغيرها ناهيكم عن العلوم الطبية بالتمريض والمختبرات، كل ذلك بجانب التخصصات في العلوم الانسانية واللغات والتربية والشريعة والادارة والاقتصاد والسياحة والآثار، وهؤلاء تلة طيبة من الشباب الواعد والمعتد بعلمه وإنتمائه وحبه للعمل.
تقع الجامعة ضمن محافظة تحتل أكبر مساحة في المملكة الأردنية الهاشمية، ويتبع لذلك تنوع كبير ووفرة في المصادر الطبيعية من مياه جوفية كإمتداد خزان الديسة ومناطق مهيأة للحصاد المائي، مقابل ثروة معدنية تعود للتنوع الجيولوجي في صخور المحافظة من عصور ما قبل الكامبري وإلى ترسبات صخور العصور الحديثة كالرمل الزجاجي والفوسفات والصخور الجيرية والبازلت والقرانيت (بإعتبار العقبة على حدود المحافظة الادارية) وغير ذلك من الخامات المعدنية والصخور الصناعية، هذا إضافة إلى إحتمالات النفط والغاز إلى شرق المحافظة، وهذا بحاجة للبحث والإستكشاف والتوثيق، وتطوير صناعات إنتاحية تعتمد على ذلك جزئيا أو حتى كليا.
كما وتقع في المحافظة البترا في وادي موسى، وقصر المؤسس في معان، وقلعة الشوبك، ومسارات الثورة العربية الكبرى، وموقع حفرة نيزك وقف الصوان (وللحديث عنه بقية وستكون مفاجأة عالمية للجميع ونسبة لمكتشفي الموقع)، إضافة إلى التنوع المناخي المطلوب للسياح، وهذا بحاجة لدراسات تطوير المنتج السياحي من ناحية وإلى أبحاث ودراسات التسويق والترويج العالمي، مقابل أبحاث تطوير الخدمات المقدمة للسائح، إضافة إلى دراسات الإستكشاف والمسوحات الآثارية وصيانة الآثار وحمايتها.
تعد المساحات الشاسعة شرق المحافظة كنز الأردن لغايات توليد الطاقة الشمسية، ولا أخفيكم بترابط ذلك مع وجود كميات كبيرة من السيليكا والتي يمكن إستخلاصها من الصخر الرملي الأبيض في مناطق رأس النقب لغايات تصنيع الخلايا الشمسية، وهذا بحاجة للمزيد من الأبحاث العلمية.
أما الزراعة والثروة الحيوانية في المحافظة فهي قابلة للتطور بإتباع الأساليب العصرية في الري وزراعة الأعلاف وتصنيع المنتجات والمشتقات الحيوانية المختلفة، وهذا بحاجة للمزيد من الأبحاث العلمية.
ماذا عن مركز عالمي في الجامعة لمكافحة التطرف الفكري؟ خاصة وبوجود تلة طيبة من المختصين من أساتذة الجامعة بالعلوم التربوية والقانون والشريعة.
ماذا عن قرية بحثية في الجامعة تستقطب باحثي العالم ونكون قبلة لهم بدلا من هجرة العقول من وطننا الغالي؟
ماذا عن مركز بحثي عالمي في الجامعة لدراسات الجفاف والتغير المناخي والتصحر؟
ماذا عن مركز عالمي متخصص في دراسات صناعة السياحة وتطويرها؟
ماذا عن مركز عالمي متخصص بتطوير البرمجيات الحاسوبية؟
ماذا عن مؤتمر سنوي عالمي تتبناه الجامعة لنشر أبحاث الابتكارات والاختراعات العالمية والوطنية، تكرم فيه المبدعين، وتعطي شهادة الحسين بن طلال لكل ما يعود بالنفع على البشرية؟
الوطن وبناءا على التوجيهات الملكية السامية عليه أن يعتمد على موارده وشبابه لكي نتخطى الصعوبات الإقتصادية، وهذا يقع على عاتق الجامعات، وعلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نعم والبحث العلمي.
هذا المشروع ولكي نحقق الهدف المذكور، ولتصبح الجامعة مركزا بحثيا عالميا متعدد الغايات، ونموذجا للتعليم المجاني يتبنى المتفوقين بحاجة إلى تبني من أعلى المستويات في الدولة، ويكفيها فخرا أن تحمل إسم الراحل العظيم وأغلى الرجال الحسين بن طلال طيب الله ثراه
اضف تعليقك