TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
معالي الشعب
09/11/2019 - 12:30pm

حفلت مواقع التواصل خلال الاسبوع الماضي بالتوقعات والتكهنات عن التعديل الجديد لحكومة الرزاز وكانت شغل الاردنيين الشاغل , الى ان اسدلت الستاره عن التشكيله الوزاريه الاخيره . وخابت امال الاف المستوزرين الذين كانوا بأنتظار اتصال دولته بهم , بمعنى اخر ان الكل متيقن ومتأكد انه صاحب الحق والامتياز ان يكون وزيراً , وان من تولى الحقيبه الوزاريه ليس بأحق منه فيها , حتى لو كانت وزارة الصحه والتي تتطلب ان يكون الوزير طبيباً .

وتتصاعد وتيرة هذا الهوس عند اشاعة تشكيل او تعديل وزاري , فتبدأ احلام اليقظه تمتزج بأمال الواقع , وتفرز توتراً , وترقباً , وانتظاراً مشوباً بالرجاء والامل , يصل عند البعض لدرجة اليقين بان الحقيبه الوزاريه باتت قاب قوسين او ادنى منه , حتى وصل الامر لدرجه ان المستوزرين قاموا بشراء البذلات والربطات ومتطلبات شياكه الوزير , وحددوا الحقيبة الوزارية . 

وهناك قصص مضحكه تروى عن هؤلاء , الذين اصبحوا مطية سهله لابتزاز من يحيطون بهم من الداعمين المضللين . وفي كل مره يتكرر المشهد , فبعد اعلان التشكيل او التعديل , يصدم الكل بأسماء التشكيله , والتي في الغالب تكون بالنسبه لهؤلاء خارج التوقعات . ويبدأ الهرج والمرج , والقدح والتشهير والتجريح والاستخفاف بشخوص اصحاب المعالي الذين تم اختيارهم . 

فبعد قراءة السيره الذاتيه لكل وزير بدقه وتمحيص , يبدأ التحليل واصدار الاحكام ووضع المسوغات التي قادت دولة الرئيس لاختيار س , وعدم اختيار ص , وفي الغالب ص يمثل المستوزيرين , الذين تم اغفالهم من التشكيله , وتبدأ الاتهامات مسسوغه بتبريرات الاختيار, ومنها ان الوزير اما جار دولته او ابن عمه اوبن اخته او نسيبه , او ابن معالي سابق , او ابن عائلة كلها وزراء , او من عائله ( واصله ) , او ابن عشيره كلها اصحاب دوله ومعالي بالوراثه , او ان الوزير ابن ابو (العزايم ) اللي بمد وبسد وياما عزم دولته , ومنها انو هذا مفروض من فوق .
والانكى والامر ان هذا الهوس انسحب على النساء ايضاً , وبات هناك مستوزرات بعد ان اصبحت التشكيله الوزاريه , تضم عدد لا يستهان به من الوزيرات . 

الحقيقه ان المواطن لا يلام , فكثرة تشكيل الوزارات وما يتبعها من تعديلات , وفي فترات زمنيه متقاربه , والانتقائيه لتشكيلة الوزراء المبنيه على المناطقيه والعشائرية والجهويه والفئويه والمحسوبيه , والتي افرزت بمجملها بعض الوزراء الذين لا يستحقون مناصبهم لغياب الكفاءه والخبره , اعطت الحق لكل مواطن ان يحلُم ويتوقع ان يشمله الدور في احدى التشكيلات . 
في دول العالم التي تتبنى الديمقراطيات الحقيقيه , والتي تجذر لدى شعوبها فكراً سياسياً . وزرائها هم قيادات فكريه وحزبيه , وشخوص لهم ثقلهم الشعبي والخدمي والعلمي ولهم انجازاتهم . 

فمتى نرتقي لمثل هذه الديمقراطيات , ويكون وزرائنا ذوو خبره وفكر وعلم وتميز وانتماء حقيقي , ويجمع عليهم الجميع , حينها سيطول عمر وزاراتنا , وتحقق اهدافها ونلمس انجازاتها , ونتجاوز ازمة الاستوزار لمن هب ودب .

د. نزار شموط 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)