TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
منير عويس "إن تجوري فلن تبقي الا عزيزة"
29/01/2019 - 3:00pm

وراء الصمت يقبع الكثير من الكلام اذ تمر مسيرة عقود العمر كلها وراء القضبان كشريط يُرى من خلاله الوطن مجزوءاً مقسماً ، كيف لا و أسوار السجن تجيء أعلى بكثير مما هي عليه في نفس الانسان الشريف الذي أحب وطنه مذ درج فيه طفلاً يحدوه الطموح والبحث عن غد أفضل وبعد عقود الدأب والكد ها هو يُذبح في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل ، ذنبه حسن جوار وطنه الذي أبى أن يفرط فيه حتى لو نيل منه بأبشع الطرق والممارسات ، ليأخذ الحزن من جباه الأباة كل مأخذ ، ليدان الكريم ويبقى السكوت سائداً مستهجناً ممن عرفوه جندياً باسلاً لوطنه في كل المواقع التي تبوأها ليبيت اليوم على الطوى مستذكرا العمر الآفل و سنين العطاء التي كست جبينه.

حديثنا هنا ليس عن صفة اعتبارية لوزير او مسؤول سابق زج به في السجن الذي سيرتضيه هو لنفسه لو كان مذنباً ، فوزيرنا هذا يؤمن ان العدالة هي أساس الملك ويثق ببياض سريرته وسيرته ولا يشك بذلك قيد أنملة ، نحن في هذا المقام نروي قصة الإنسان الذي قيل فيه أنه أغلى ما نملك ، قصة إنسان زُرعت جذوره في جبال عجلون فسمقت وطالت حتى أورفت أغصانه فوق جبال عمان لتظِل الوطن بالإخلاص الذي ينشده أبناؤه ، قصة منير عويس الإنسان هي مرادفات الأمل والحب للوطن منذ نعومة أظفاره فشب لا يساوم على الأرض التي عرفها منبعاً للخير وسقيا مائنا الزلال ، منير عويس يشبه أرضه بمراسه و عمقه الضارب فيها لا يمتلك من المداهنة شيئاً ولا يعرف تسمية الأشياء بغير مسمياتها ، حمل وطنه بقلبه بحلوه ومرّه بصحرائه و ربيعه ومواسم الخريف التي تعصف بقلوب أهله و ألقى وراءه رياح الكراهية التي لا تحمل معها إلا الهباء. في خدمة هذا الوطن أنفق منير عويس سنين عمره تباعاً ليجد نفسه منفياً في وطنه وكأن للوطن وجهان لكنه بصمته القوي ورباطة جأشه يرفض التصديق والقبول فما عهد الوطن إلا أمّاً وأباً لم يتنكر لحظةً للعاقين من أبنائه فكيف به اليوم ينحّي البررة منهم !!، تكاد ملامحه في سجنه تشق عصى الصمت خارج الأسوار وفيها من العتب الكثير ، نبرة صوته تحذر من ضياع أمل كل مخلص في الركب فهي ليست قضية أشخاص بل هي قضية الوطن ، فالأردن يموت بقهر رجاله الشرفاء كل يوم ، رباطة جأشة تقول الكثير وتنبؤ أن الموت أهون على عزيز القوم من تهمة خيانة أرضه التي أحبها ، وما أثقل وقع الغربة في نفس الأمين بين قومه الذين لم يكن يوماً إلا منهم محملاً بسجايا الطيبة و الطبع الأردني الأصيل .
نقف بانتظار المشهد الأخير الذي سيكشف مضمونه عن رفع بارقة الأمل أو خرقها ، منير عويس هو ابن هذه الأرض التي كان سيقتص لها من نفسه و ينزل العقاب على مسيرته لو كان مذنباً الا انه يحمل حسن الظن على كل محمل متمسكاً بقضائنا الذي يرى فيه يد العدل العليا ومنصفه الأول والاخير ، ننتظر كلنا الحق ولا شيء غيره وأن نتجرد للوطن بكل ما أوتينا من نبل وأن لا ندق مسماراً في نعشه باغتيال محبة الشرفاء الذين يأبون على أنفسهم الخيانة وكلهم رجاء بأن يبادلهم إخوانهم في الأرض نفس الحب ويبعدوا عنهم لغط الاتهامات و ترويج الإساءة دون بينة وينصتوا لكلمة القضاء لكي لا نكون ترجمة واقعية لمقولة "ما يؤلم الإنسان هو أن يموت على يد من يقاتل من أجلهم".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)