طلبة نيوز-

تضادّا مع الراحة التي يحاول كثيرون بثّها في الجامعات الحكومية، كونها الأقل تأثرا بنتائج الثانوية العامة الأخيرة، تأتي تنبؤات بـ ضربٍ للأنظمة الموازية في الجامعات ذاتها، التي تشكل بكل الأحوال واحدة من أهم الموارد المالية للجامعات، إن لم تكن الأهم على الإطلاق.

الواقع الرقمي يقول إن 28362 طالبا وطالبة معدلاتهم أعلى من 65 من مئة، أي أنهم قادرون على التقدم للدراسة في الجامعات الحكومية على النظام العادي، الذين تأتي نسبتهم من كلّ الناجحين في الثانوية العامة نحو 93 %.

الأرقام تقول أيضا أن مجموع الذين لا يمكنهم التقدم للقبول في الجامعات الحكومية، ممن يحملون معدلات تتراوح بين 60 – 64.9 من مئة، لا يتجاوزون 1520 طالبا وطالبة، الأمر الذي يعني بالضرورة انكسار استثمارات الجامعات الخاصة القائمة على استقطاب الطلبة، ما يتنبأ في سياقه خبير أكاديمي ، بسيناريو اعتبره الأقرب للواقع الحالي، متمثل بـ تنزيلات ملحوظة في الرسوم الجامعية، لاستقطاب أولئك الذين يحق لهم التقدم للجامعات الحكومية.

السيناريو المذكور، يبدو الأقوى والأكثر تداولا في أروقة إدارات الجامعات الخاصة منذ صدور النتائج الأحد، ، ما قد يؤدي لتغيّر ترتيب الأولويات المعروف لدى الطلبة الراغبين في الدراسة وأهاليهم.

النظام الموازي في بعض الجامعات الحكومية، كان قد أعلن عن رفع رسومه بنسبة كبيرة قبيل صدور النتائج، على اعتبار جامعة كـ الأردنية تعاني من شحّ الموارد المالية، ما يعني في ضوء السيناريو المذكور أن النظام في الجامعة الأردنية سيترنح ماليا وسيتحول لبيئة طاردة للطلبة بدلا من ان يكون جاذبا لهم.

وتعقد الجامعات الخاصة اليوم اجتماعات كبرى تتحدث فيها عن تخفيض منافس للاسعار، أو حسومات كبرى، كما يحدث في الأثناء في جامعة الزرقاء الأهلية، لتحاول الانسلال بين النظامين العادي والموازي في الجامعات الحكومية، في إطار تحول المنافسة إلى حرب بقاء، ما قد يطيح موارد الأخيرة المالية، ويضرّ بمصالح الأولى.

الجدل ذاته الدائر في الجامعات وبين الطلبة، يحدث في حجرات الدوار الرابع حسب معلومات موثوقة إذ اتفق الوزراء على صحة ما قام به الوزير الدكتور محمد الذنيبات، إلا أن جدلا حيويا يدور حول حكمة القيام به دفعة واحدة.

العدد الأكثر تفاؤلا الذي تتداوله دوائر ضبط الجودة في الجامعات الخاصة للمتوقع قبولهم في كل الجامعات الخاصة 15 ألف طالب.

أما الموازي، فيرى الخبراء أن النتائج الأخيرة ستجهز على أنظمته، ما يعني استحقاقا ليس ببعيد لمواجهة أزمة مادية – أكاديمية حادة في الجامعات الحكومية التي تعاني عجزا اصلا.

العرب اليوم