TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نتائج التوجيهي ورصاصة الرحمة على التعليم التقني!!
05/08/2014 - 10:45pm

طلبة نيوز د. مفضي المومني بعد ماراثون طويل وانشغال وطني حكومي ومجتمعي تم إعلان نتائج الثانوية العامة في الأردن، حيث أثارت هذه النتائج تساؤلات كثيرة بما يخص نظامنا التعليمي وبما يخص التوجيهي بحد ذاته وهذا ما سيكون موضوعا للحديث في مقال آخر، وتحدث الكثير من الكتاب والمحللين عن النتائج وتأثيرها على أعداد الطلبة الذين سيتم قبولهم في قطاع التعليم الجامعي المشبع أصلا في معظم تخصصاته سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة، لكنني سأعرض هنا مدى تأثر التعليم التقني في كليات المجتمع الأردنية بكافة الجهات المشرفة عليها وهي(كليات جامعة البلقاء التطبيقية، و الكليات الحكومية، والكليات العسكرية،والكليات الخاصة، والكليات التابعة لوكالة الغوث الدولية). إذا علمنا أهمية التعليم التقني كرافعة اقتصادية وأساسية لأي تقدم على الصعيد الوطني، وهذا ما أكدت عليه جميع مبادرات الإصلاح للنظام التعليمي وبالذات التعليم التقني لكن وكما كتبت سابقا فالمشكلة تبقى مشكلة سياسات واستراتيجيات وليس آخرها نتائج التوجيهي ومدى تأثيرها على أعداد الملتحقين بكليات المجتمع الأردنية من خلال قراءة تحليلية بالأرقام معتمدا على التقرير الإحصائي لوزارة التعليم العالي 2012-2013 والتي تحتمل زيادة بالأرقام قد تصل 10% للعام الدراسي 2014-2015 ونتائج الثانوية العامة للدورة الصيفية 2014. المجموع الكلي لطلبة السنة الأولى في كليات المجتمع الأردنية أي المقبولين 13169 طالبا، موزعون كما يلي: كليات جامعة البلقاء التطبيقية 4941، كليات حكومية أخرى 766، كليات عسكرية 790، كليات خاصة 5703، كليات وكالة الغوث الدولية 979، وصحيح أن هذه الأرقام تتضمن البرامج التقنية والإنسانية ولكن البرامج الإنسانية تقلصت في السنوات الأخيرة ولم تعد تشكل أكثر من 20-30% من مجموع البرامج المطروحة وهي في حدها الأدنى في كليات جامعة البلقاء التطبيقية وتزيد وتتركز في الكليات الخاصة لان كلفة التعليم التقني عالية والقطاع الخاص يركز على الجوانب الربحية، وفي ظل سياسات الإصلاح للنظام التعليمي والتي تؤكد دائما على توجيه الطلبة نحو التعليم التقني على حساب التعليم الجامعي، ولو لم نأخذ بالتطور الطبيعي لأعداد الطلبة المقبولين وأخذنا أرقام العام الجامعي 2012-2013 سنة مرجعية فان التعليم التقني بحاجة لقبول مالا يقل عن 10000-طالب والبقية ما يقارب 4000 للتعليم الجامعي المتوسط البرامج الإنسانية، وبالعودة إلى نتائج الثانوية العامة الدورة الصيفية 2014 كما أعلنتها وزارة التربية فان من يحق لهم الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي من الطلبة الناجحين 30560 طالبا منهم 28362 طالبا معدلاتهم 65 فما فوق وهم الفئة المستهدفة للقبول في الجامعات الرسمية وهذا العدد اقل من العدد الذي تم قبوله في العام الجامعي الماضي بكثير والذي وصل إلى 40000طالب غير الموازي والجامعات الخاصة، ومن هنا يظهر أن أعداد الطلبة الذين تقل معدلاتهم عن 65 هو 2198 طالبا وهم الفئة المستهدفة للقبول في الجامعات الخاصة وفي التعليم الجامعي المتوسط بشقيه التقني والإنساني، وقد يقول قائل لماذا تفترض أن أصحاب المعدلات اقل من 65 هم من سيتوجه للتعليم التقني مع معرفتنا بان القبول في الجامعات الخاصة محكوم بالحد الأدنى الذي يحدده مجلس التعليم العالي، فمن تجربتنا واطلاعنا لسنوات طويلة لمعدلات المقبولين في التعليم التقني من كل الفروع فان أعداد قليلة جدا من أصحاب المعدلات أكثر من 65 يقبلون على التعليم التقني والأسباب في غالبها مادية لان سعر الساعة المعتمدة متدني جدا في التعليم التقني إضافة لثقافتنا المجتمعية نحو التعليم الجامعي، ومن دراسات تحليلية واقعية لجامعة البلقاء التطبيقية فان مردود التعليم التقني لا يغطي 3% مما يصرف عليه في أحسن الأحوال، يضاف إلى ما سبق أن الطلبة الناجحين في الثانوية العامة هم من المسار الثانوي الشامل الأكاديمي والمهني واللذان يشتملان فروعا غير رافدة للتعليم التقني فان الرقم 2189 سيقل حتماً، إذا نحن أمام معادلة كارثية تقول أن التعليم الجامعي المتوسط بحاجة لقبول 14000 طالب منهم ما يقارب 10000 طالب للتعليم التقني والعدد الفعلي المتاح للطلبة المتوقع توجههم للتعليم الجامعي المتوسط 2189 طالبا تقاسمهم عليه الجامعات الخاصة، من هنا يتضح عدم التنسيق والتكامل في النظام التعليمي لدينا بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والأمر إذا ما صحت تنبؤاتنا بحاجة إلى معالجة عاجلة من مجلس التعليم العالي لان التعليم التقني الذي يشكوا أساسا من ضعف الإقبال ومن قلة الملتحقين به مقارنة بالتعليم الجامعي، تلاشت أعداد الطلبة الذين كان من الممكن أن يلتحقوا به فلا نحن حافظنا على أعداد الطلبة الملتحقين في التعليم التقني ولا نحن طورنا وزدنا هذه الأعداد، وبذلك تكون نتائج الثانوية العامة قد أطلقت رصاصة الرحمة الأخيرة على التعليم التقني في الأردن، ولم نسمع للآن أي صوت لأولئك الذين أشبعونا تباكي على التعليم التقني سابقا. وكان حريا أن تكون هنالك غرفة عمليات بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي لدراسة أسس القبول في مؤسسات التعليم العالي بناءً على نتائج الثانوية العامة التي أخذت منحى مختلف عن السنوات السابقة لتلافي الفجوات التي ستحدث تبعا لهذه النتائج.....حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)