طلبة نيوز- الغد

دقت نتائج امتحان الكفاءة الجامعية للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي للمستويين العام والمتوسط، ناقوس الخطر، من تراجع مستوى التعليم العالي في البلاد، لا سيما ما يتعلق بالخطط والبرامج الدراسية التي لا تزود الطلبة بالمعارف المطلوبة على هذين المستويين، فيما لم يتم إجراء الاختبار على المستوى الدقيق للفصل الدراسي الثاني.
وبلغت النسبة العامة للإتقان في المستوى العام 44 % من أصل % 45.
ويهدف الامتحان إلى الوقوف على جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي في حقول تتعلق بالمعارف العامة.
وأظهرت نتائج هذه الدورة أن نسب تحقق أو إتقان الكفايات والمهارات والنتاجات الرئيسة الخاصة تراوحت ما بين 21.88 % (للكفايات والمهارات ونتاجات التعلم الخاصة بمهارات التواصل الشفوي والمكتوب)،
و50.78 % (للكفايات والمهارات والنتاجات الخاصة بالمعرفة بالحقوق الشخصية والمدنية).
ولم تصل إلى درجة الإتقان التي قورنت بدرجة القطع وقابلت ما نسبته (45 %) في مهارات التفكير الناقد، ثقافة معلوماتية، قضايا أخلاقية، مهارات التفكير الرياضي، مهارات التواصل الشفوي والمكتوب، مهارات التفكير المنطقي.
وتشكل هذه النتائج ناقوس خطر جديدا سبقه ناقوس دقه خبراء في التعليم العالي حذروا من "تراجع مخرجات ومستويات التعليمين العالي والعام في البلاد".
ومن الغريب أن النتائج تشير إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في نسب إتقان النتاجات والكفايات الكلية لامتحان الكفاءة الجامعية للمستوى العام تعزى إلى الاختلاف في متغير المعدل التراكمي (مقبول، جيد، جيد جداً، ممتاز)، حيث كانت نتائج الطلبة ذوي فئات معدلات (الممتاز، الجيد جدا) أقل عند المقارنة مع الطلبة ذوي فئات معدلات (المقبول، الجيد).
وتبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية في نسب إتقان النتاجات والكفايات والمهارات الرئيسية الخاصة بجميع العوائل تعزى إلى الاختلاف في المعدل التراكمي (مقبول، جيد، جيد جداً، ممتاز)، فيما كانت جميع الفروق لصالح ذوي فئات معدلات الجيد جداً والممتاز مقارنة مع ذوي فئات معدلات المقبول والجيد.
أما على صعيد المستوى المتوسط في امتحان الكفاءة الجامعية، والذي يهدف إلى الوقوف على جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي الأردنية ومخرجات برامجها على مستوى العلوم لا على مستوى التخصص، أي على سبيل المثال يقيس الامتحان مخرجات الخطط والبرامج لعلوم الهندسة، وليس لتخصص الهندسة الكهربائية، فأظهرت النتائج لـ14 عائلة من عوائل المعرفة عدم حصول 6 حقول على علامة النجاح (45 %) فيما كانت مساوية لعلامة النجاح تقريبا في أربع عوائل، ما يعد مؤشرا غير إيجابي، ويدلل على ضعف مخرجات التعليم العالي والخطط والبرامج الدراسية على مستوى العلوم والكليات.
وطبق امتحان الكفاءة الجامعية للمستوى المتوسط في جميع الجامعات الرسمية والخاصة، وعلى جميع البرامج الأكاديمية حسب عوائل: (العلوم الطبية والصحية، العلوم الإدارية والأعمال، العلوم الاجتماعية، العلوم الزراعية، العلوم الطبيعية الأساسية، علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، الفنون السمعية والبصرية، علوم الشريعة، برامج الحقوق، علوم الصحافة والإعلام، الآداب واللغويات، العلوم الهندسية، العلوم التربوية، علوم الرياضة).
وكانت نسب إتقان النتاجات والكفايات والمهارات في امتحان الكفاءة الجامعية للمستوى المتوسط أقل من حد الإتقان أو علامة القطع وهي (45 %) في عائلات تخصصات (العلوم الإدارية والأعمال، والعلوم الطبيعية الأساسية، وعلوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الزراعية، والعلوم الرياضية، والعلوم الهندسية) وكانت مساوية لعلامة القطع (45 %) في عائلة تخصصات الفنون البصرية والسمعية وعائلة العلوم التربوية، فيما كانت أكبر من علامة القطع (45 %) في عائلات العلوم الاجتماعية، والعلوم الطبية، والآداب واللغويات، والحقوق والشريعة، والصحافة والإعلام، علماً أن أعلى نسبة إتقان كانت (71.43 %) في عائلة تخصصات الشريعة.
ولعل ما لا يبعث على التفاؤل هو عدم اهتمام جل الجامعات الرسمية والخاصة بنتائج الامتحان، وبالتقارير الصادرة عن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي حول الامتحان، إذ لم تتلق الهيئة، وفق رئيسها الدكتور بشير الزعبي، تقارير عن خطط وتوجهات كل جامعة لتطوير برامجها وخططها إلا من عدد قليل من الجامعات.
وأكد الزعبي أن النتائج على المستوى المتوسط تتطلب إعادة النظر ومراجعة الخطط الدراسية لعوائل تخصصات (الحاسوبية وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الإدارية والأعمال، والعلوم الزراعية، والعلوم الطبيعية الأساسية، وبرنامج الرياضة، وبرنامج الهندسة) بحيث تتضمن الخطط الدراسية مقررات تغطي الكفايات، إضافة إلى مراجعة برامج التخصصات.