TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ندوة بعنوان الصحة النفسية للجميع في جامعة إربد الأهلية
08/04/2019 - 1:45pm

تفرز تعقيدات الحياة الكثير من المشاكل التي قد تتطور إلى مشاكل أو ربما أمراض نفسية لتبرز الحاجة إلى من يساعد البعض للخروج من هذا المأزق أو المرض، وما يزال اللجوء إلى الطبيب النفسي للتغلب على الإفرازات النفسية السلبية يدخل في ثقافة العيب، ويعد في مجتمعنا حالة اجتماعية قليلة نادرة الحدوث، وإن حدثت ففي سرية تامة خوفاً من أن تكون وصمة عار في تاريخ الشخص، ما أدى إلى زيادة أعداد المرضى النفسيين، ومن اهتمام جامعة اربد الأهلية بهذا الجانب، وبرعاية الأستاذ الدكتور زياد الكردي رئيس الجامعة، أقامت كلية العلوم التربوية ندوة تحت عنوان الصحة النفسية للجميع، تحدث خلالها نخبة من المتخصصين في هذا المجال، وهم: الدكتور أسعد الزعبي/ أخصائي صحة نفسية، والدكتور خليل الزيود/ مستشار ارشاد نفسي، والدكتورة خوله القدومي/ كلية العلوم التربوية- جامعة اربد الأهلية، والدكتور عماد الزغول/ أخصائي صحة نفسية- مدير مركز ارض السلام للتنمية وحقوق الإنسان- ومدير وكالة سنديان الإخبارية.

وألقى الأستاذ الدكتور نشأت أبو حسونة عميد كلية العلوم التربوية، كلمة قال فيها بعد ترحيبه براعي الندوة والضيوف، إن العالم في كل عام يحتفل بيوم الصحة النفسية الذي يصادف يوم 10 أكتوبر لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية، وإذا ما علمنا أن ما يزيد عن (155) مليون نسمة يعانون من الاكتئاب على الصعيد العالمي، وذلك حسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصحة النفسية، فإنه سيتضح لنا مدى أهمية تصدي علم الصحة النفسية لمشكلة التوافق النفسي بهدف مساعدة الإنسان ليعيش حياة أقل قلقاً، وأفضل توافقاً وسعادةً واطمئناناً.  

وأشار الدكتور أبو حسونة إلى أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وهذه بعض النصائح التي تساعد في الحفاظ على صحة نفسية جيدة وهي: تكوين مفهوم ذات إيجابي، وتناول الأكل (الطعام) الصحي، والنشاط الجسدي المنتظم، والتعامل مع الضغوط، وموازنة الحياة المهنية مع الحياة الشخصية، والنوم بشكل كاف، والمحافظة على العلاقات الاجتماعية، وأخذ الوقت الكافي للتسلية، والبحث عن المساعدة عند اللزوم، ولقد عودناكم على عقد ندوة على الأقل في كل عام، وها هي ندوتنا لهذا العام بعنوان: (الصحة النفسية للجميع)، فما هي الصحة النفسية، وما هي أسباب اعتلالها، وما مدى مساهمة الإعلام في الوقاية من مشكلاتها، وما هي العوامل التي تساعدنا على تحقيق الصحة النفسية، هذا ما يحدثنا عنه نخبة من الزملاء المتخصصين.

وبعد الجلسة الافتتاحية، بدأت الجلسة الأولى والتي ترأسها الأستاذ الدكتور عبد المهدي صوالحة، وتحدث فيها الدكتور اسعد الزعبي، رئيس جمعية علم النفس السابق، تناول خلالها تعريف الصحة النفسية، والأسباب المؤدية إلى سؤ الصحة النفسية، ولبعض الإحصائيات المؤلمة حول الصحة النفسية، وأكد على أهمية طلب المساعدة النفسية حال الشعور بها، حيث أنه إذا لم يتم المعالجة في مرحلة الطفولة فإنها تنتقل إلى مراحل متقدمة، وشدد على أهمية أن يتقبل ويتكيف الفرد مع ظروف الحياة، وأن يحس الفرد بقدراته المتوافقة مع توقعاته، وبأنه فرد له كيان في المجتمع الذي يعيشه، وتحدث بواقعية وشفافية حول واقع العلاج النفسي والطب النفسي، مؤكداً على ضرورة التنبه لعدة سلبيات ترتكب بهذا الإطار، وحذر من أن معظم أدوية العلاج النفسي تسبب ترسبات في الكبد والكلى، كما حذر من الارتفاع الكبير في كلفة العلاج النفسي، وأكد على أنه لا داعي للأدوية في العلاج النفسي إلا في حالات خاصة من الظروف التي يضطر الطبيب فيها للعلاج بالأدوية، مشيراً إلى أن الأدوية في حال أعطيت لمرضى لا يحتاجونها تؤدي إلى اضطرابات نفسية، وبين بأن الإعلام قد لعب دوراً سلبيا في تسويق أفكار غير صحيحة عن الطب والعلاج النفسي، وقد يكون في بعض الحالات عزز من ثقافة العيب في مراجعة الطبيب النفسي، إذ تكونت في ذهن المواطن حالة من عدم الثقة بالطبيب والمعالج النفسي، وهذا من أسباب العزوف عن زيارة الطبيب النفسي وطلب العلاج النفسي، ومن الأسباب أيضاً إيماننا بأن مشاكلنا تحل دون اللجوء لمساعد يساعدنا في حلها، وهي اعتقادات أو قناعات لدى الكثيرين في مجتمعنا، فالحاضر المؤلم أفضل بكثير من المجهول، وللأسف كثيرٌ منا يعيش هذه الحالة، إضافة إلى قناعتنا بأننا أشخاص كاملون لا ينقصنا شيء فكيف سنرى في أنفسنا المرض، وبأن هناك أسباباً كثيرة أدت إلى العزوف عن العلاج النفسي ساهم بها كثيرون، من أبرزهم المواطن نفسه والطبيب النفسي.

وتحدث خلال الجلسة الدكتور خليل الزيود، حول اعتلال الصحة النفسية ومسبباتها، وبين فيها التحديات التي تواجه واقع الفرد من تعدد الآراء والتوجهات صراحة، وكثرة منافذ التربية والتوجيه، والانفجار المعرفي، وسيوله التواصل، والتي يقابلها طرح تساؤلات جريئة ومحظورة على الملا، وعدم وجود إجابات ومساحة حوار مما يؤدي نهاية إلى هزيمة نفسية، وأشار إلى الأسباب التي تؤدي بالفرد إلى القابلية للانهزام النفسي والتي تتمثل في: الضعف النفسي، والقابلية للانهزام، والتدين الطقوسي، وربط الحالة النفسية بمفاهيم مغلوطة متعلقة بالقدر والعين والجن والسحر والحسد، ووجود أشخاص يبيعون الوهم، وتناول أسباب تفاقم الأزمة النفسية من قبل الأفراد والتي تتمثل في تطنيش الأزمة وأخذ خبرات الأصدقاء وتطبيقها على الذات، والعيش على تصديق كل ما يقال في الأمثال الشعبية، وتناول كذلك النتائج المترتبة على الهزيمة النفسية، والأمور التي يجب علينا كأفراد أن نتعامل معها لنجفف منابع المؤثرات السلبية على الصحة النفسية، ولكيفية التعامل مع الأزمة النفسية بالذهاب إلى المتخصص من أجل مواجهتها والالتزام بنصائح الطبيب النفسي.

وترأس الجلسة الثانية، الدكتور فكري الدويري، وتحدث خلالها الدكتورة خوله القدومي/ جامعة اربد الأهلية- كلية العلوم التربوية، حول مظاهر الصحة النفسية، تناولت خلالها نبذة تاريخية عن الاهتمام بالصحة النفسية، ولتعريف الصحة النفسية، وقالت بأن الفرد الذي يتمتع بالصحة النفسية ينظر الى نفسه وإلى مشكلاته نظرة موضوعية أو بأنه يسلك وفقاً لواقعه الموضوعي، ويكون لديه استبصار بسلوكه، كما يكون قد حسن توافقه وتعلم استجابات متماسكة إزاء مشكلاته، وبان الشخصية السوية المتزنة هي الشخصية المتكاملة، أما الشخصية غير المتكاملة فهي إما ناقصة التكامل أو المفككة، وللتفكك درجات أقصاها التصدع والانحلال، وبأن اعتلال الصحة النفسية من أسبابه عدم تكامل الشخصية، وبينت بأن الشخص السوي يمتلك درجة أكبر من الفرد غير السوي في الإدراك الفعال للواقع، ولمعرفة الذات، وبالقدرة على ممارسة السيطرة الإرادية أو الطوعية على السلوك، وقبول واحترام الذات، والقدرة على تكوين علاقات ودية، وبالقدرة على الإنتاجية.

وتحدث أيضاً في هذه الجلسة الدكتور عماد الزغول، حول الإعلام ودوره في الصحة النفسية، تناول خلالها تعريف الصحة النفسية، والملوثات الإعلامية المستخدمة بالإشارة إلى المريض النفسي بالمعتوه والمجنون والمتخلف، وبث خطاب الكراهية، وبث صور الدماء والحروب، وترسيخ المفاهيم الخاطئة السائدة عن الصحة النفسية، وتناول الفئات الأكثر عرضة للانتهاك الإعلامي الموجه للمرأة والأطفال والشيوخ، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمهمشون.

وبين الدكتور الزغول بأن 22% من المجتمعات تعاني من عدم صحة نفسية، وبأن 4 مليون شخص في الأردن لهم حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وبأن حوالي نصف الكون أو أكثر يرتادون إحدى وسائل التواصل الاجتماعي فيما بينهم ، وأشار إلى ضعف مساهمة العرب في المحتوى الالكتروني، وشدد على أهمية وجود قانون وضوابط في الدولة من خلال الجهات الرسمية على وسائط التواصل الاجتماعي كي لا تصبح قنوات لنشر الجرائم والتشهير بالمؤسسات والأفراد، ودعا إلى إعادة صياغة إنتاج القيم، وتبني سلوكيات مجتمعية متفق عليها، وزيادة العمل التطوعي، وإعادة بث الأمل في الفئات المستضعفة، وتضييق دائرة الكراهية والعنف والاستعاضة عنها بتوسيع دائرة التسامح المجتمعي.

وبنهاية جلسات الندوة خرجت لجنة صياغة التوصيات المكونة من: الدكتور سمير العيلبوني، والدكتور رافع مساعدة، والدكتورة خولة القدومي، بالتوصيات التالية:

1.  ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للجميع من خلال تضمينها للمناهج المدرسية والجامعية وخاصة لفئة الأطفال والمراهقين.

2.  أن يكون مساق التكيف والصحة النفسية والاجتماعية متطلباً إجبارياً على مستوى الجامعات .

3.  أن تقوم وزارة الصحة بالاهتمام بالجانب النفسي والتكيف الاجتماعي، (الطب الوقائي المجتمعي).

4.  الاهتمام والتخصصية أكثر في حالات الاضطرابات النفسية والشخصية (العيادات النفسية)، بحيث تكون ميسرة للجميع.

5.  أن تقوم وسائل الإعلام بتكوين وعي مجتمعي حول أهمية الصحة النفسية لكسر حاجز الوصمة من المرض النفسي.

6.  إيجاد مديرية للصحة النفسية بدل من الاكتفاء بدمجها مع الإعاقة في مديرية تتبع الإدارة والرعاية الصحية الأولية.

7.  وضع خطة وطنية مكتوبة ومعتمدة للصحة النفسية تابعة لوزارة الصحة يعقبها إطلاق خطة عمل وطنية للصحة النفسية للأعوام 2019ـ2025.

8.  إيجاد خدمات صحية نفسية للأطفال دون سن 18 عاماً، مرافقة للصحة المدرسية.

9.  تحفيز شركات التأمين على تغطية الأمراض النفسية في تأمين الأمراض النفسية والإعاقات الجسمية.

بدأت الندوة بالسلام الملكي، ورتل الطالب عبدالله السباح عدد من آيات الذكر الحكيم، وقدم لها الدكتور أحمد زيادة/ كلية العلوم التربوية.

وبنهاية فعاليات الندوة قام الأستاذ الدكتور الكردي راعي اللقاء، وعميد كلية العلوم التربوية الأستاذ الدكتور أبو حسونة، والدكتورة ماجدة السيد عبيد- رئيسة لجنة المؤتمرات والندوات في الكلية، بتسليم الشهادات التقديرية للمشاركين في الندوة، بحضور الأستاذ الدكتور سالم الرحيمي نائب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وعدد من طلبة الجامعة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)