TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نظرة سريعة على نتائج تصنيف شنغهاي للجامعات
18/08/2014 - 5:45am

طلبة نيوز

أ‌. د. عبدالله الزعبي
أعلن مركز الطراز العالمي للجامعات في جامعة شنغهاي جياو تونغ الصينية مؤخراً نتائج التصنيف لأفضل 500 جامعة في العالم للعام 2014. وكما هو متوقع، فقد هيمنت الجامعات الأنجلوسكسونية وخصوصاً الأمريكية على القائمة إذ تربعت جامعة هارفارد على قمتها تلتها جامعة ستانفورد، ثم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بيركلي، كامبريدج، برينستون، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، كولومبيا، شيكاغو وأكسفورد، بينما احتلت جامعة زيوريخ السويسرية المرتبة 19 محتلة المركز الأول في أوروبا تلتها جامعة بيير وماري كوري في المرتبة 35، ثم جامعة كوبنهاجن الدنماركية في المرتبة 39 متفوقة على جامعة باريس الجنوبية فرنسا في المرتبة 42 كأفضل ثالث جامعة في أوروبا. وجاءت جامعة طوكيو في المركز الأول أسيوياً في المرتبة 21 وجامعة كيوتو اليابانية في المرتبة 26. كما دخلت 25 جامعة القائمة هذا العام من بينها جامعة ديكن في استراليا وتسع جامعات أخرى تظهر لأول مرة.
واحتلت 4 جامعات سعودية مواقع جيدة في القائمة هي جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن إضافة إلى جامعة القاهرة المصرية وجامعة استنبول التركية وجامعة طهران الإيرانية، بينما أحتلت الجامعة العبرية المرتبة 70 ومعهد التخنيون المرتبة 76 إضافة إلى 4 جامعات إسرائيلية أخرى في مراتب متأخرة قليلاً. وحافظت هذه الجامعات جميعاً على ظهورها مع بعض التغييرات البسيطة مقارنة مع عام 2013 بينما خرجت جامعة حيفا من القائمة. ودخل القائمة جامعتين صينيتين ليبلغ عددها هذا العام 44 جامعة في حين دخلها 3 جامعات أمريكية وبمجموع 149 جامعة إضافة لدخول جامعة بريطانية واحدة ليصبح عددها 38 جامعة وخرجت 5 جامعات أوروبية ليصبح اجمالي عددها 200 جامعة.
ويعتمد مركز الطراز العالمي للجامعات في جامعة شنغهاي عند إعداد اللائحة على معايير موضوعية ومحايدة ومنهجية شفافة وبيانات موثوقة تهدف إلى تضييق الفجوة بين الجامعات الصينية وجامعات النخبة العالمية وتحفيزها لتطوير قدراتها وتحسين نوعية وجودة التعليم والبحث العلمي فيها وتعزيز إنجازها الأكاديمي، وهذا ما تم بالفعل إذ ازداد عدد الجامعات الصينية التي دخلت القائمة من 8 جامعات منذ اطلاقه عام 2003 إلى 44 جامعة هذا العام. لذلك يتمتع تصنيف شنغهاي بمصداقية عالمية كبيرة تضعه في مقدمة التصنيفات العالمية للجامعات إذ يستند إلى معلومات وبيانات يسهل الوصول إليها عبر الإنترنت ويسعى إلى نشرها مرشداً المهتمين إلى المصادر التي أستقيت منها تلك المعلومات. كما أن غياب الجامعات الصينية عن قائمة أفضل 100 جامعة واحتلال الصين المرتبة 17 بين دول العالم يعزز من مصداقية تصنيف شنغهاي ويؤكد موضوعتيه إضافة إلى استقلاله مالياً وإدارياً وبعده عن الأغراض التجارية.
ويعتمد تصنيف شنغهاي على اربع معايير لقياس كفاءة الجامعة وجودتها، وهي جودة التعليم متمثلة في الجوائز التي حاز عليها خريجوها من مثل جوائز نوبل وفيلدز للرياضيات (تمنح كل 4 سنوات، وفازت بها هذا العام مريم ميرزاخاني البروفوسورة في جامعة ستانفورد من أصل إيراني كأول امرأة تفوز بالجائزة)، وجودة أعضاء هيئة التدريس الذين حازوا على مثل هذه الجوائز إضافة إلى الأبحاث الأكثر استشهادا التي ينشروها في 21 تخصصاً علمياً وتكنولوجياً (الأبحاث في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية مستثناة من هذا المؤشر)، ومخرجات البحث العلمي المتمثلة في المقالات المنشورة في مجالات الطبيعة والعلوم الواردة في دليل النشر العلمي الموسع، وأخيراً معيار الإنجاز الأكاديمي نسبة إلى حجم المؤسسة.
لقد دفعت مثل هذه التصنيفات العلمية العديد من الدول والجامعات العالمية إلى وضع استراتيجيات وسياسات بهدف إعادة تأهيلها وتطوير قدراتها وقابليتها للتكيف مع المعايير العالمية وتحفيز الأساتذة والباحثين للارتقاء بالمستوى العلمي للخريجين والمخرجات العلمية وجودتها وتنافسيتها لا سيما بعد تطور وتوسع مفهوم رسالة الجامعة العصرية وضرورة مساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتها وتفعيل ثقافة الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، إضافة إلى لعبها دوراً نافذاً في الحوار بين الثقافات والحضارات وتعزيز السلم المجتمعي.
ما زال أمام الجامعات الأردنية فرصة سانحة لتعميق إنجازها وتحقيق مواقع متقدمة على الخارطة العلمية العالمية إذا ما أحسنت التخطيط في إعادة تأهيل نفسها ضمن استراتيجية للدولة واضحة وطموحة، مفعمة بالروح والثقة والإيمان بالإنسان والوطن والأمة، وضمن رؤية حضارية عصرية منفتحة على الأمم الأخرى للإفادة من تجاربها. فالجامعات الأردنية تتوفر على طاقات بشرية هائلة ومؤهلة يمكنها صنع المعجزات إذا ما وجدت قيادة أكاديمية وطنية صادقة يحملها رجالات ترفعوا عن الذاتية والمناكفة وارتقوا عن سفاسف الأمور إلى مصاف العلماء الأجلاء، قيادة، كما وصفها جون س. ماكسويل، تعرف الطريق، تمشي الطريق، وتنير الطريق.

التعليقات

د. عبدالله الضمور (.) الاثنين, 08/18/2014 - 07:47

أبدعت دكتورنا والامل ان شاء الله ان تتسلم قيادة في الاردن لتساهم في نهضةوتغيير الواقع المحبط لنا جميعا .

جامعة القاهرة (.) الاثنين, 08/18/2014 - 08:42

تحية وتقدير لجامعة القاهرة المصرية العريقة على إحتفاظها بموقعها ضمن أفضل جامعات العالم منذ أكثر من عشر سنوات متتالية ، وهنا أذكر جامعة القاهرة لا الجامعات السعودية مع إحترامنا لها لأنه واضح للجميع أن جامعة القاهرة تبنى نفسها بنفسها ولا تملك المال الذى يمكن أن يجذب أساتذة وعلماء لينتسبوا إليها وغير ذلك مما هو معلوم وقدراتها المالية محدودة كباقى جانعات العالم العربى وربما يقل، لكن قدرتها البشرية هائلة وعظيمة وعلمائها رائعون وعالميون ولما لا ومنها عالم نوبل أحمد زويل.

تكنو (.) الاثنين, 08/18/2014 - 08:48

الجامعات الأردنية كلها فساد وهو المدمر لها ومنها جامعة العلوم والتكنولوجيا التي كانت من افضل الجامعات ولكن سوء الادارة فيها وانتشار الفساد جعلها الاسواء

مهتم (.) الاثنين, 08/18/2014 - 09:42

بس نرحم الجامعات الاردنية من معيار الواسطات والكوتا والمناطقية والعشائرية ونختار الكفاءات لقيادتها خارج هذا الاطار المتخلف عندها ممكن تكون الفرصه امامها.... اما هيك اكيد رح تبقى خارج التصنيف العالمي

مشاهد (.) الاثنين, 08/18/2014 - 11:05

شو الكل صار يكتب عن التصنيف العالمي

محمد ابو نصار (.) الاثنين, 08/18/2014 - 11:07

المعلم عبدالله الزعبي نحن نتفق في رؤية التطبيق بالتعليم والانجاز على ارض الواقع ووطننا العربي لم يتراجع وهو ليس متراجعاً لإنه يعمل بنظرية البزنس العلمي
وللحديث بقية

مجهول (.) الاثنين, 08/18/2014 - 11:36

الدكتور عبد الله لخص الحل ولكنه سهل ممتنع:

فالجامعات الأردنية تتوفر على طاقات بشرية هائلة ومؤهلة يمكنها صنع المعجزات إذا ما وجدت قيادة أكاديمية وطنية صادقة يحملها رجالات ترفعوا عن الذاتية والمناكفة وارتقوا عن سفاسف الأمور إلى مصاف العلماء الأجلاء، قيادة، كما وصفها جون س. ماكسويل، تعرف الطريق، تمشي الطريق، وتنير الطريق

دكتور جامعي (.) الاثنين, 08/18/2014 - 12:12

لا توجد اي فرصة امام الجامعات الاردنية بوضعها الراهن للمنافسة
فجودة التعليم انخفضت و مدخلات و مخرجات التعليم سيئة ناهيك عن تهميش عضو هيئة التدريس و عدم ايصال رسالته. اضف الی ذلك تدني مستوی الابحاث المنشورة و ذلك لان معظم الابحاث هي لاغراض الترقية لا للمنافسة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)