TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نغبطكم الشهادة ولكن نحب لكم الحياة!
16/02/2019 - 7:30pm

طلبة نيوز- بقلم د. مفضي المومني
بداية نترحم على ارواح شهداء الامس مثلما نترحم على كل من قضى شهيدا من اجل تراب وطننا الغالي، ونرجوا الشفاء العاجل للمصابين، ونقف في الاردن وقفة رجل واحد ، عندما يكون الوطن هو العنوان، لان الوطن عندنا ليس مغنم، ولا مصلحة ولا منصب، لان الاردن وطن الجميع، وطن الحب، وطن القابضين على مخزون حب لا ينضب، ولم تزعزعه اعمال الفاسدين والسارقين والمتكسبين الذين عاثوا فسادا بكل مقدرات الوطن.
اما الشهادة فهي منتهى الامل لكل مدافع عن وطنه، وفضل الشهادة في سبيل الله عظيم ، ومبتغى لكل انسان مؤمن وآيات الذكر الحكيم التي تعظم الشهادة:
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ( 154) (البقرة)
وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ،
وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) (آل عمران)
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) (آل عمران).
نعم بعد هذه الايات نغبط من مات شهيدا، ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، هذه اساسيات ديننا الحنيف،ولكن ديننا الاسلامي وشرعنا الحنيف عظم قيمة النفس الانسانيةوآيات القرآن الكريم التي تعظم النفس،الانسانية عديده ومنها:
﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾المائدة:( 32)
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) النساء( 93 ).
وفي الحديث الشريف :(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)،
من هنا ومثلما نغبط الشهداء على شهادتهم ودرجتهم العليا في جنان النعيم، نصدع لانسانيتنا ولديننا في الحفاظ على حياة ابناءه، ودعونا لا نضع رؤوسنا في الرمال، فقلوبنا تتقطع على كوكبة من ابناء الوطن الذين فقدناهم، في هذه المرة وفي المرة التي سبقتها، في احداث الخلية الارهابية في السلط، حيث نصب الارهابيون كمينا لقواتنا الامنية، حيث كانت المداهمة دون تحسب بان الارهابيين قد فخخوا المبنى، واستشهد في العملية كوكبة من خيرة شبابنا، وفي حادثة الامس، وكما تناقلت وسائل الاعلام بدأ الموضوع بانفجار لغم باحد المواطنيين، وعلى ما يبدوا هرع رجال الامن والمخابرات الى مكان الحادث، وانفجر فيهم لغم آخر، ما تسبب باستشهاد ثلاثة شباب من قواتنا الامنية، وهنا يبرز السؤال ونحن نعرف احترافية جيشنا وقواتنا الامنية، كيف يجب التعامل مع مثل هذه الحالة؟ ابجدياتنا تقول، يجب ان يسبق افراد القوات الامنية ، وحدة متخصصة بالالغام والمتفجرات من قوات الهندسة، تقوم بتمشيط المكان وتأمينه للجهات الامنية، لم يحدث ذلك مما تسبب باستشهاد واصابة مجموعة من قواتنا الامنية، وهنا اشدد على وجوب التحقيق،ومعرفة من قصر وزج بابنائنا من الجهات الامنية دون حرفية او تحوط، وبطريقة الفزعات.
اقتراحي هنا، ونحن بلد مستهدف من جهات ارهابية مارقة ومنحرفة، وجهات حاقدة، واخرى طامعة ولا تحب الخير لبلدنا ولشعبنا، ولن تكون هذه الحادثة هي الاخيرة!، مع دعوانا بأن يبعد الله عنا شر الحاقدين والعابثين، الا انه يجب انشاء مركز فاعل للازمات، من قيادات وافراد الوحدات الامنية المختلفة المحترفة والمدربة علي كل ما هو متوقع ومعروف من الاعمال العدائية والارهابية، وان توضع الخطط المسبقة والتجهيزات والكوادر البشرية، والتنسيق،المتكامل بين كل الجهات، وتحت ادارة واحدة في اي وضع يحصل لا سمح الله، لان التعامل بحرفية وعقلية امنية محترفة، يجنبنا الخسائر البشرية والمادية ما امكن، اما ان تبقي الامور بنظام الفزعات، وردات الفعل دون تخطيط مسبق، فهذه كارثة علينا، ولا يليق بمستوى اجهزتنا الامنية كافة، ونحن نعرف انها مجهزة ومدربة ولكن يعوزها التنسيق، والحوادث الاخيرة دليل على ذلك....نتأمل ان يكون ما حصل هو آخر الدروس، والكيس هو الذي يتعلم من اخطاءه… حمى الله الاردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)