طلبه نيوز

"النظافة من الإيمان" ، شعار جاء به الإسلام.. يحث عليه ويحض على العمل به.. وتلكم نظافة الجسم والبدن والثوب والمكان.. ولكن لحظة تأمل و قراءة في هذا الشعار تجعلك تشعر أن هناك معاني أسمى.. ومفاهيم أعلى.. و مقاصدا أرفع.. يريد الإسلام من أبنائه السموَّ إليه.. ألا وهي "نظافة القلوب".. نظافة؛ تزيح الهموم وتزيل الغموم.. وتريح الخاطر.. وتحفظ القلبَ؛ وتقوي رباط المحبة في الله ، لتبقى هذه المضغة -التي يتوقف على صلاحها صلاح الجسد كله..- في أمان واطمئنان. وما لحفظ القلب وصلاحه شيء مثل "حسن الخلق" فهو كالماء للزرع.....

والمطر للأرض.. فإذا نزلت التعاليم الربانية ، والمثل الإسلامية.. على القلوب اهتزت وربت وأنبتت من كل خلق رفيع.. خلق يُحَلِّق في سماء الفطرة.. ليمطر الناس رحمة وسعة وهناء..يتآخون بها بينهم.. فالقلب مضمار الأخوة.. ومحل رباطها.. لذلك كانت "نظافته" من كل ما يكدر هذه العلاقة أمر ضروري في حياة المسلم ، لبقائها في تلاحم وترابط. ولأن قلب المؤمن دليله.. واللسان دليل القلب.. كما يقول الــشــاعـــر : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على القلوب دليلا.! يستشعر المرء – وهو في غمرة العناية بقلبه - صوت الفطرة ؛ و نداء العقل يقول له : نظف قاموسك من اللعن والشتم والقذف وكل كلمة نابية.. و من الكلام السوقي، وكن طاهر اللسان مهذب الألفاظ تختار جملك بعناية، تحترم نفسك وجليسك، لا تنطق الزور ولا الكذب ولا السخرية والاستهزاء بأحد، بل عفَّ المنطق، وكن حيَّ الضمير، سليم القلب، مأمون الجانب، محبوباً عند الله وعند خَلقه. ثم اخنق الظن ! – فإن بعض الظن إثم – واقتل الحسد.. واذبح الحقد.. كــــــن.. سامـيا.. شامخا.. مثل النســـــور...حـذاري أن تــنــزل إلى سـفـاســـف الأمــــــور... فإن الله يحب معالي الأمور ؛ ويبغض سفسافها. حذاري أن تكون خفيف الأحلام.. تستخفك الشائعات.. فهناك من "استخف قومه فأطاعوه"!.. فــــ"ــاحذر التقليد"! حاول أن تكون رزينا : فلم أجد الأخلاق إلا تخــلُّــقـــًا... ولم أجد الإفـــضــال إلا تــفــضُّــلا..! والحُـــلــم سيد الأخلاق.. فلاتُثرك زوبعات الغبار.. فهي ليست كل مافي النَّوء..بل هناك سحب ممطرة تحمل الإخاء.. والرحمة.. والحب.. والحنان..! نِعمَ الــوَأْدُ ؛ وَأدُ الشائعات.. ونعمَ الإبن البار "صدق اللسان" ! والمرء بالأخلاق يسمو ذكره *** وبها يفضّل في الورى ويوقر..! احرص على الخصلة الحميدة من الأخلاق فإنها رزق من الله ! وما أكثر "فقراء الأخلاق" اليوم..! وإذا رُزقت خليقة محمودة *** فقد اصطفاك مقسِّم الأرزاق.. المؤمن كالنخلة..تأكل طيبا وتضع طيبا.. لا تفعل كــل مـا تــشـاء.. لأنك تستحي..!! وغــيــرك ( إذا لم يستحي.. فليصنع مــا شاء)!!.. ..هذا هو المضمار.. وهو ميدان السباق.. وفيه تركض نفوس ذوي الهمم العالية..فسابق. تربح..