طلبة نيوز - عبد الله العزام - شهد الأردن في الربع الأخير من عام ٢٠١٩ قضايا مختلفة انعكست تداعياتها على المستوى الشعبي وكذلك تفاعلت معها وسائل الإعلام المختلفة كما تفاعلت معها وسائل التواصل الإجتماعي ونشطت بشكل واضح في إبداء الرأي والتفسير والتحليل.

ويمكن القول أن العلاقة بين المشهدين السياسي و الإعلامي علاقة مترابطة أكثر مما هي علاقة جدلية، فالمشهد الأول يضع السياسات ويصدر القرارات ذات العلاقة بحياة الناس أما المشهد الثاني فيصيغها بصورة رسالة إعلامية يتم نشرها وبثها للرأي العام بإستخدام أساليب الإقناع المعروفة أو المبتكرة.

ومن خلال الثورة التكنولوجية الحديثة منحت الأقمار الصناعية للبث المباشر الفرصة للجمهور لتجربة الاختيار الحقيقي الحر من خلال ازدحام الخريطة التلفزيونية الفضائية بكم هائل من القنوات الحكومية والخاصة من حيث نمط ملكيتها وعامة ومتخصصة من حيث المضمون ومفتوحة ومشفرة من حيث نمط الإرسال.

وفي ظل تنامي الدور الذي تلعبه البرامج الإخبارية في القنوات الفضائية الأردنية كمصدر للمعلومات والأخبار عن القضايا المحلية والدولية؛ وفي دراسة استطلاعية مقارنة (تحليل مضمون) - حول مضمون الرسالة الإعلامية الذي تقدمه الفضائيات الأردنية المملوكة ملكية خاصة أو المملوكة للحكومة، وتحديدا بين برنامج "الأردن هذا المساء" الذي يبث على شاشة التلفزيون و "برنامج نبض البلد" الذي يبث على شاشة قناة رؤيا، هدفت الدراسة التعرف على شكل المعالجة الإعلامية ومضمون الرسالة الإعلامية في البرنامجين والتعرف على طبيعة القضايا التي ظهرت فيها ومصادر واتجاه المعلومات والتعرف على القيم في كلا البرنامجين ووظيفة الأطر المستخدمة وتوازن المعلومات؛ وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن التلفزيون الأردني من خلال برنامج الأردن هذا المساء حرص على تناول المعلومات الداخلية أكثر من غيرها وجاءت أبرز القضايا التي تم التعرض لها الاستعدادات لفصل الشتاء والاجراءات الحكومية حول تحفيز الاقتصاد والاستثمار وسبل تطوير اللامركزية في الأردن واضراب المعلمين وقرار المحكمة الإدارية والمناهج العلمية والأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية.

فيما اهتمت قناة رؤيا من خلال برنامج نبض البلد بالتغطية الإعلامية الشاملة للقضايا المحلية والدولية وبشكل متساوي ومن أبرز القضايا التي تم التعرض لها تقييم الحزم الاقتصادية الحكومية واتفاقات الحكومة مع المعلمين وموقف النقابات المهنية من قانون الخدمة المدنية وحرائق لبنان الدروس المستفادة و التطورات السياسية، والأحداث السياسية في العراق والإعلام الأمني الإسرائيلي.

وكشفت الدراسة اعتماد قناة رؤيا من خلال برنامج نبض البلد على مصادر تقرير مصور والجمهور بالدرجة الأولى بينما اعتمد التلفزيون الأردني من خلال برنامج الأردن هذا المساء على مصادر المعلومات من خلال المصدر المسؤول كمصدر رئيسي كما أظهرت النتائج اهتمام برنامج نبض البلد بالمعلومات التي تعكس وجهتا نظر ولم يولي التلفزيون الأردني إهتمام لذلك.

كما أظهرت النتائج اهتمام قناة رؤيا من خلال برنامج نبض البلد بقيمة التأثير بالدرجة الأولى بينما في برنامج الأردن هذا المساء على شاشة التلفزيون الأردني جاء الاهتمام بقيمة الدعوة إلى احترام الأنظمة.

كما كشفت الدراسة أن قناة رؤيا من خلال برنامج نبض البلد استخدم المادة الإعلامية التقرير الخارجي والصور والأرقام والاحصائيات بشكل متساوي بينما المادة الإعلامية التي عرضها التلفزيون الأردني من خلال برنامج الأردن هذا المساء استخدم الأرقام والاحصائيات فقط.

وأوضحت النتائج اهتمام التلفزيون الأردني وقناة رؤيا بالمعلومات الايجابية أكثر من اهتمامها بالمعلومات السلبية.

وكشفت النتائج أن وظيفة الأطر الإعلامية في قناة رؤيا اهتمت بوظيفة ذكر الأسباب والحلول بالدرجة الأولى بينما في التلفزيون الأردني اهتمت بوظيفة المعلومات.